وزير العدل قال إن سوء النية «هو الغالب في البلاد» صحح وهبي "الزلة" التي سقط فيها، في وقت سابق، في ملف معتقلي الاحتجاجات التي هزت الحسيمة، وقال إن "قضية العفو عن معتقلي احتجاجات الحسيمة خارج سلطاته"، مضيفا أن "المعتقلين عليهم طلب العفو، وجلالة الملك هو أبو الجميع وهو يعرف المصلحة العامة والمصلحة العليا". يشار إلى أن وزير العدل سبق أن صرح بأنه سيقدم ملتمسا إلى جلالة الملك للعفو عن المعتقلين في أحداث الحسيمة في 2016، أو ما يعرف بمعتقلي "حراك الريف"، قبل أن يتراجع عن ذلك. كما جلب عليه تصريح في برنامج تلفزيوني، ردود أفعال غاضبة، حين قال إنه يتشاور مع أعضاء في الحكومة وموظفين في وزارة العدل، للتقدم بملتمس إلى جلالة الملك، بغية إصدار عفو عن المعتقلين. من جهة أخرى، زلزل جواب لعبد اللطيف وهبي، وزير العدل، عندما كان يتحدث، مساء أول أمس (الاثنين)، بمجلس النواب، قاعة الجلسات، وجعل العديد من النواب يتهامسون بينهم حول المقصود من كلام الوزير. وقال وهبي خلال جلسة مساءلته، من قبل العديد من الفرق النيابية، في مواضيع متعددة، وتحديدا حول إشكالية تبليغ الملفات القضائية، إن "سوء النية هو الغالب في البلاد". مضيفا أن "أكبر معضلة في المساطر القضائية هي التبليغ". ولتجاوز تهرب الناس والمؤسسات والشركات من التبليغ، تشتغل وزارة العدل على ثلاثة سيناريوهات علها تكون حلا لما أسماه وهبي "المعضلة"، أبرزها التبليغ انطلاقا من العنوان الوارد في البطاقة الوطنية لكل شخص معني بالتبليغ، ويعتبر الأمر بمثابة تبليغ نهائي حتى إذا لم يتسلمه، وثانيها إرسال التبليغات للإدارات والمؤسسات العمومية، مباشرة دون مفوض قضائي. والحل الثالث، هو الرفع من أعداد المفوضين القضائيين. ولقطع الطريق على خصومه، خصوصا من داخل العدالة والتنمية، بخصوص التأخير الذي طال التعديلات المرتقب إدخالها على مدونة الأسرة، قال إن "جلالة الملك هو الوحيد الذي له سلطة تحديد موعد تعديلها، ولا يمكن أن أتجاوزه"، مضيفا أن "جلالته هو الوحيد الذي له سلطة تقرير العنصر الزمني للشروع في التعديل نفسه، وهو الوحيد الذي سيحدد شكل ومسطرة التعديل"، معتبرا، في معرض تعقيبه على تساؤلات النواب من مختلف الفرق النيابية، أن "مدونة الأسرة، ليست مثل القانون الجنائي، أو قانون المسطرة المدنية"، مشددا على أن الأمر يتعلق بموضوع مجتمعي تختلف حوله وجهات النظر، مضيفا "لا يمكن لي أخذ المبادرة، والتقرير في مجال مجتمعي، وجلالة الملك هو الذي له القدرة على ذلك". عبد الله الكوزي