“عيون أم الربيع”… أيقونة السياحة الجبلية

مشروع لإنقاذ وتأهيل وتهيئة المنابع بغلاف مالي يقدر بـ 156 مليون درهم تعد "عيون أم الربيع" أيقونة السياحة الجبلية، خاصة في سلسلة جبال الأطلس المتوسط، فهي من المنتزهات الطبيعية التي تشد إليها السياح في فصل الصيف، وينبع منها نهر أم الربيع أحد أشهر الأنهار، وتتدفق منها كميات ضخمة من المياه. توصف عيون أم الربيع بالوجهة المتميزة للسياحة الجبلية، إلا أن بنياتها التحتية لم تسمح باستغلالها، قبل أن تنتبه الجهات المسؤولة إلى أهمية الاستثمار فيها، بسبب الإقبال الكبير عليها، إذ عقدت اللجنة الإقليمية للماء بخنيفرة، في الآونة الأخيرة، اجتماعا خصص لمشروع إنقاذ وتأهيل وتهيئة منابع أم الربيع، التي توجد في قلب منظومة طبيعية تتميز بالغنى والتنوع وتضم عناصر جذابة من الأنهار والبحيرات، كما تعتبر موروثا وطنيا تتعدى قيمته المستوى المحلي. وحرص المشاركون في الاجتماع على التأكيد أن المنابع توجد، في الوقت الحاضر، في وضعية هشة، بالنظر إلى العوامل المحيطة بها، في غياب مقاربة متكاملة لإنقاذ وتأهيل هذا الموقع السياحي، ما يجعله عرضة لضغوطات قوية، من خلال استغلال غير معقلن، يمكن أن تكون له انعكاسات سلبية على التوازنات البيئية والقدرات المائية على مستويات تتعدى الأفق المحلي. من جهتها اعتبرت السلطات الإقليمية لخنيفرة اللجنة الإقليمية للماء الإطار الأنسب لدراسة إشكاليات الماء بالإقليم، وتحديد مبادئ وشروط إنجاز المشاريع الإستراتيجية والمهيكلة من حجم "مشروع منابع أم الربيع"، في إطار الرؤية الملكية بشأن التنمية المستدامة والمحافظة على الموارد المائية بالمملكة، إذ أشارت إلى أن مصالح العمالة والمصالح الخارجية المعنية وبعض جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالبيئة والمنتخبين سارعوا إلى بلورة اتفاقية متكاملة "لإنقاذ وتأهيل وتهيئة منابع أم الربيع"، بغلاف مالي يقدر بـ156 مليون درهم، على مدى ثلاث سنوات، حظيت بموافقة كافة الشركاء. وتشير الدراسات الرسمية أن حوض أم الربيع يغطي 48 ألف كيلومتر مربع، ويمتد على مسافة 550 كيلومترا، بقدرة للتخزين تصل إلى 5 مليارات متر مكعب، أي ما يمثل ربع المياه السطحية المعبأة بالمملكة. كما أنه يوفر موارد للسقي لـ325 ألف هكتار، موزعة أساسا على تادلة ودكالة والحوز. كما يضمن الحوض، حوالي 460 مليون متر مكعب من مياه الشرب لفائدة ما يناهز 10 ملايين نسمة. أما قدرته الإنتاجية من الطاقة الكهرومائية، فتصل إلى ما يقارب 70 في المائة من الإنتاج الوطني، لكنه في الآن ذاته يعاني تراجع نسبة وارداته المائية، بسبب توالي فترات الجفاف وانخفاض معدل التساقطات المطرية ومحدودية الفرشات المائية الجوفية. وأبرز رئيس قسم التجهيزات بعمالة خنيفرة، خلال الاجتماع نفسه، أن هذا الموقع استفاد من شطر استعجالي في إطار برنامج تأهيل مركز أم الربيع بقيمة 14 مليون درهم، همت أشغاله إحداث مواقف للسيارات والحافلات لضمان عدم دخولها إلى قلب الموقع، وإحداث ساحات عمومية ومسالك بمحيط المنابع، إضافة إلى توفير مراحيض ومرافق صحية لفائدة الزوار، مشيرا إلى التوجهات الكبرى والمبادئ والمكونات الأساسية التي تم اعتمادها لإنجاز مشروع إنقاذ وتأهيل وتهيئة منابع أم الربيع بغلاف مالي يقدر بـ156 مليون درهم، في احترام تام لرمزية الموقع الإيكولوجية وحمولته الثقافية، ومراعاة لحساسيته البيئية. وأجمع المشاركون في اللقاء على أن الهدف الأساسي من هذا المشروع الإستراتيجي والمهيكل، ذي البعد الوطني وليس المحلي فقط، هو حماية الموروث الإيكولوجي والطبيعي"لعيون أم الربيع"، من خلال تهيئة سياحية متوازنة، مسؤولة ومستدامة دون الإضرار بمصالح السكان المحليين والمجاورين، مشددين على ضرورة مراعاة التوازن اللازم، بين ضرورات المحافظة على البيئة ومتطلبات العيش والتنمية لفائدة السكان، داعين إلى التعجيل بإنجاز المشاريع المائية المبرمجة على مستوى إقليم خنيفرة، وفق الآجال المحددة لها من جهة، والانخراط القوي والتعبئة من أجل إنجاح مشروع "منابع أم الربيع"، الذي سيمكن من الحفاظ على الموارد المائية للإقليم وللمملكة ككل، وتثمين موروثه الطبيعي والإيكولوجي وتفادي الإخلال بتوازناته البيئية، من جهة أخرى. خالد العطاوي

“عيون أم الربيع”… أيقونة السياحة الجبلية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تجار الدين والبشر

مهرجان تيفلت يهدد بطمة

مقالات ذات صلة