الشقق المفروشة … سياحة خارج الرقابة

مع انطلاق موسم الصيف، تحتدم المنافسة بين فنادق طنجة بمختلف تصنيفاتها والمنتجعات السياحية والشقق المفروشة، إذ يسعى كل طرف إلى استقطاب أكبر عدد من الزبناء، للحصول على حصة معتبرة من الأرباح تعوض فترة الركود السياحي خلال فصلي الخريف والشتاء. وتشتهر عاصمة البوغاز بوفرة الشقق والفيلات السياحية وسط المدينة وأطرافها وعلى طول الشريط الساحلي، التي تخصص للوافدين على المدينة، خاصة أبناء الجالية المغربية، الذين يرغبون في قضاء بضعة أيام بمنتجعات شمال المملكة، ويفضلون الإقامة بالشقق والفيلات لأسعارها المناسبة، والحرية والسكينة اللتين قد تنعدمان في الفنادق. ويثير التنافس المحتدم معارضة قوية من لدن أرباب الفنادق المصنفة والمتوسطة، الذين يعتبرون أن ظاهرة الشقق المفروشة والإقامات السياحية المعروضة للإيجار تشكل تهديدا حقيقيا للوحدات الفندقية والمآوي السياحية، مؤكدين أن أغلبها يشتغل خارج الضوابط القانونية ويشكل منافسة غير مشروعة، سيما في فترات الإقبال السياحي على المدينة، حين تتحول معظم المساكن العائلية إلى إقامات وفنادق مصغرة ذات طاقة استيعابية متفاوتة، وتشكل بذلك قطاعا غير مهيكل يدر أموالا كبيرة على المستثمرين فيه، وعلى وسطاء ومتدخلين في غياب قانون منظم وواضح. وقال مسير لأحد الفنادق المصنفة بطنجة، إن "الأمر لا ينحصر في المنافسة غير المشروعة لعدم أداء هذه الفئة واجبات الدولة من الأرباح التي تحققها نظير الكراء والخدمات المقدمة، بل يتعلق بالأخطار الأمنية لعدم اتخاذ أصحاب الشقق لأي تدابير احتياطية من قبيل تسجيل أسماء المكترين وإيداعها لدى المصالح الأمنية، بالإضافة إلى الحوادث والجرائم التي تكون هذه الشقق مسرحا لها، ناهيك أن بعضها يتحول إلى أوكار للفساد وممارسة أنشطة مخالفة للقانون، ما يؤدي إلى حرمان السكان المجاورين من الأمن والاستقرار". وشدد المصدر في حديث مع "الصباح"، على ضرورة التعامل مع ظاهرة كراء الشقق المفروشة بالجدية المطلوبة، وتقنين عملية الوساطة، من قبل السلطات المحلية بدل العشوائية والفوضى التي تعرفها هذه العملية، وطالب بإدراج الوساطة، ضمن المهن الموسمية، التي يمكن القيام بها في ظروف تضمن لكل الأطراف حقوقها، وذلك عبر إحصائهم ومنحهم رخصا حتى يصبحوا معروفين لدى السلطات والزبناء وأصحاب المنازل والبيوت. وشهدت الشقق المفروشة والفيلات، خلال الأسابيع الأخيرة، إقبالا كبيرا، بعد أن بدأت طلبات الكراء تنهال على أصحاب الوكالات العقارية والوسطاء من قبل الأسر وعدد من أبناء الجالية. وذكر صاحب وكالة عقارية بطنجة، أن قطاع الشقق المفروشة يشكل دعامة للإيواء السياحي بالمدينة، ومورد رزق لمئات الأسر، وهو فرصة سانحة للهروب من جحيم البطالة بالنسبة إلى فئة عريضة من الشباب، خاصة أنهم عاشوا مرحلة عصيبة خلال "فترة كورونا"، مبرزا أن المدينة تتوفر على بنية تحتية سياحية هائلة تختلف حسب الاختيارات وتتناسب مع جميع الميزانيات، بما في ذلك الفنادق المصنفة والشقق الفندقية والمنتجعات السياحية والشقق المفروشة، ما يجعل من عاصمة البوغاز وجهة سياحية مهمة تتوفر على كل مقومات النجاح، وتعطي صورة نحو الاتجاه الراقي الذي يجلب سياحا من مختلف دول العالم. وأكد المصدر ذاته أن دينامية السياحة بالمدينة تعكس جودة العرض والخدمات التي تقدمها المدينة لزوارها، إذ تتوفر طنجة على حوالي 120 وحدة فندقية، تستفيد من الدعم، الذي تقدمه الدولة، الذي يقدر بمليار درهم، مبرزا أن الشقق المفروشة والفيلات السياحية تعد من البنيات السياحية الهامة، لأنها تلعب دورا رئيسا في إنعاش الاقتصاد، وإنعاش رواج المطاعم والمقاهي والمحلات تجارية و"البزارات" التقليدية. المختار الرمشي (طنجة)

الشقق المفروشة … سياحة خارج الرقابة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شكوك وراء جريمة سيدي بنور

اعتراف وثلاث جبهات

مقالات ذات صلة