ست مدن تنتظر مياه سبو

قناة عملاقة لتحويل المياه إلى سلا والرباط وتمارة وعين عودة والمحمدية وبنسليمان والبيضاء تسارع مصالح التجهيز لإنهاء بناء قناة عملاقة لتحويل المياه من حوض سبو إلى حوض أبي رقراق عبر مضخة الدفع "عكراش"، التي تزود سلا والرباط وتمارة وعين عودة، والمساهمة في تزويد المحمدية وبنسليمان والبيضاء، في محاولة لتجاوز ضعف حقينة سدي المسيرة وسيدي محمد بن عبد الله اللذيي وصلت حقينتهما إلى ما دون 25 في المائة. إنجاز : ياسين قُطيب 66 كيلومترا تحت الأرض شرعت وزارة التجهيز والماء منذ دجنبر الماضي، في العمل بوتيرة مكثفة من أجل إنجاز مشروع الربط بين حوضيْ سبو وأبي رقراق عبر قناة أو طريق سيار للماء على طول 66.7 كيلومترا من القنوات، وبصبيب يبلغ 15 مترا مكعبا في الثانية، بتكلفة مالية تتجاوز 6 مليارات درهم. وتراهن الحكومة على هذا المشروع لسد الخصاص في الماء الذي تعرفه حقينة سدود حوض أبي رقرار الشاوية منذ السنة الماضية، ما فرض تسريع إنجاز الشطر الاستعجالي ليكون جاهزا نهاية السنة الجارية لمواجهة النقص الذي يهدد الشريط الساحلي بين سلا والبيضاء، إذ أكد نزار بركة وزير التجهيز والماء في رده خلال إحدى جلسات الأسئلة الشفوية بمجلس النواب أن مشروع الربط المائي البيني بين الأحواض المائية الشمالية والجنوبية، «سيمكن من الحد من ضياع المياه في البحر، حيث تفيد الأرقام بأن 2,823 مليار متر مكعب ضاعت ما بين 2019 و2022»، مسجلا أن من شأن هذا المشروع حل إشكالية الجفاف وتأثيرها على الموارد المائية، وخاصة المخصصة لضمان الماء الصالح للشرب للمواطنين بالمناطق التي تعرف نقصا في هذه المادة كالمدن والمراكز الموجودة بين قطبي الرباط والدار البيضاء. المعالجة قبل التحويل وكانت البداية بإنجاز مشروع إزالة تلوث مياه سبو عبر إنجاز محطات تبخر مرجان الزيتون وتحويل وحدات إنتاج زيت الزيتون وإزالة التلوث الحضري وتلوث الوحدات الصناعية المعزولة بعالية سد المنع في تراب جهتي الرباط سلا القنيطرة، و فاس مكناس. وبلغت تكلفة الشطر الأول لهذا المشروع ما يناهز 600 مليون درهم والشطر الثاني يتضمن إزالة التلوث الحضري المباشر. واستثمرت الحكومة مليارا و500 مليون درهم لمواجهة تلوث مياه حوض سبو سيما بمرجان الزيتون، حيث سيتم تحويل أكثر من محطة لعصر الزيتون إلى محطات عصرية تتوفر فيها مواصفات معينة تقي المياه من التلوث. وخلصت دراسة لآثار المطارح المجاورة للنهر المذكور والأماكن الرطبة القريبة منه إلى تقييم سلبي لترسبات العناصر المعدنية الضئيلة المقدار التي تسبب تلوث عصارة الترسبات في حوض سبو وأشارت تحاليل الترسبات والعصارات الصادرة من مركز سيدي حرازم إلى وجود تلوث، بحيث أظهرت تحاليل المختبر وجود قيم مرتفعة للنيتروجين والزنك والنحاس والكروم والرصاص في 24 عينة من العصارة و20 عينة من الترسبات، إلى جانب 4 عينات مرجعية، لكن ذلك لم يبلغ نسبة التلوث في ما يتعلق بتركيز الرصاص وأول أكسيد الكربون. وحذرت الوثيقة ذاتها من التهديدات التي يواجهها الوسط الطبيعي للمنطقة، إضافة إلى الصحة العامة للمواطنين، بسبب تلوث الترسبات والعصارة المنبعثة من المقلب والمتجهة نحو نهر سبو، محذرة كذلك من تفاقم الوضع في المستقبل في حالة غياب أي تدخل لوقف تسرب عصارات النفايات إلى خارج المقلب، موضحة أن التخلص من النفايات في أماكن الطمر عبر الصرف الصحي وتفريغها وتشتيتها باعتماد مجاري المياه السطحية والجوفية، تشكل أكبر عامل لتلوث مقالب النفايات، نظرا لانتشار المعادن في الترسبات بسبب التحلل المائي للجزيئات الدقيقة للنفايات. تعاون خمس وزارات سيمكن هذا المشروع الضخم والأول من نوعه على صعيد المملكة من الربط المائي دون انقطاع، بإستخدام آليات وأنظمة حديثة مابين وادي سبو و وادي أبي رقراق للاستفادة من فائض المياه وسد خصاص الرباط و البيضاء من مياه الشرب. وتشرف على هذا المشروع الذي حددت مدة إنجازه في 14 شهرا، وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات ووزارة التجهيز والماء ووزارة الداخلية ووزارة الاقتصاد والمالية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بالمغرب والمكتب الوطني للكهرباء. وتخضع أوراش المشروع لمعايير عالمية تم وضعها في منتهى الدقة من قبل متخصصين ومهندسين وخبراء مغاربة، لضمان إمداد سكان الرباط و البيضاء بالماء الصالح للشرب دون اية عراقيل، ويضمن الحفاظ على الموارد المائية الجوفية للمنطقة، عبر استخدام الطاقات المتجددة ومنظومات مائية متطورة تحول دون ندرة المياه وتقطع الطريق على أي أزمة عطش محتملة. فراغ سدود مجاورة اتخذ قرار إنجاز الشطر الاستعجالي للربط المائي بين حوض سبو من سد المنع إلى حوض أبي رقراق بسد محمد بن عبد الله، لسد الخصاص المائي الذي تعرفه حقينة سدي سيد محمد بن عبد الله والمسيرة منذ السنة الماضية والتخوف من الوضعية نفسها المائية لهذه السنة، وهو ما نتج بالفعل. وحسب وزارة التجهيز والماء، تم الإسراع بإنجاز هذا الشطر الاستعجالي ليكون جاهزا هذه السنة، لأن مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر للبيضاء بطاقة إنتاجية تبلغ 300 مليون متر مكعب مبرمج على مرحلتين ابتداء من أواخر 2023. ووفق المعطيات المقدمة، سيسمح هذا الشطر بـتحويل 350 إلى 470 مليون متر مكعب في السنة من المياه من سد المنع لسبو إلى سد سيدي محمد بن عبد الله، وسيمكن من التخفيف من استغلال مياه حقينة سد المسيرة، ما سيساهم في تخصيص إمدادات من المياه من هذا السد لسقي الأراضي الفلاحية المجهزة لدكالة (96 ألف هكتار) وكذا لسقي الأراضي الفلاحية لبني عمير (30 ألف هكتار) وبني موسى( 56 ألف هكتار) بالحد من الإمدادات تباعا من سد أحمد الحنصالي وسد بين الويدان. وعاء عقاري صعب ولن يكون المشروع جاهزا في موعده الذي تم الالتزام به في البرلمان، إذ تأخرت المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز في مباشرة مساطر نزع مكلية الأراضي التي ستمر منها القناة، والإفراج عن دفتر تدوين ملاحظات أصحاب الحقوق في جماعات أولاد سلامة وعامر السفلية والمركن وسيدي امحمد بن منصور والسهول. ومازالت هناك مرحلة تقتضي وضع مشروع التخلي التكميلي لدى رئاسة كتابة الضبط بالمحكمة الإدارية للرباط وكذا لدى المحافظة على الأملاك العقارية بأقاليم القنيطرة وسلا الجديدة وسيدي سليمان، طبقا لمقتضيات الفصل 12 من القانون رقم 7.81 المتعلق بنزع الملكية لأجل المنفعة العامة وبالاحتلال المؤقت الصادر الأمر بتنفيذه الظهير الشريف الصادر بتاريخ 6 ماي 1982 قصد تسجيل مشروع مقرر التخلي التكميلي في السجل المنصوص عليه في الفصل 455 من قانون المسطرة المدنية وتقييده على الرسوم العقارية ومطالب التحفيظ. ورغم أن عدم إنهاء مساطر نزع الملكية لا يؤثر على سير الأشغال فإن هناك تأخرا في الشطر الأول من المشروع والممتد على مسافة 66 كيلومترا، لربط وادي سبو بسد سيدي محمد بن عبد الله، بالقرب من الرباط، وذلك باستثمار يقدر بنحو 6 مليارات درهم، تم تمويله بالكامل تقريبا من قبل الدولة والجهات، وتكلفت بإنجازه وزارة التجهيز والماءالتي تشرف على المشروع في مراحله المختلفة. لكن يبدو أن هذا الورش الذي تتناوب عليه فرق عمال ومهندسين من أربع شركات مغربية لن يكتمل إلا في الربع الأول من السنة المقبلة، إذ لن تقتصر إمدادات القناة المذكورة على البيضاء والرباط، بل ستلبي طلب المدن الواقعة بينهما، دون تأتير على حجم استهلاك مدن حوض سبو وخاصة القنيطرة، على اعتبار أن الحوض المذكور يقع بين جبال الريف شمالا والأطلس المتوسط جنوبا و ممر فاس تازة شرقا والمحيط الأطلسي غربا ما يجعله أهم الأحواض المائية بالمغرب بمساحة تقدر بـ 40 ألف كيلومتر مربع. تخفيف الضغط على أم الربيع كشف بركة أن مشروع الربط بين حوض سبو وأبي رقراق سيمكن من تثمين مياه، كانت تضيع في البحر، وسيخفف من الضغط على سدود حوض أم الربيع التي تزود الجزء الجنوبي من مدينة البيضاء بالماء وتخصيص حجم أكبر من المياه للزراعة. وأشار بركة خلال مشاركته في جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس المستشارين، إلى أن هذا الربط سيمكن من تحويل فائض المياه إلى سد سيدي محمد بن عبد الله، الذي يزود الرباط والمحمدية وشمال البيضاء بالمياه، كما سيقلص الضغط على سد المسيرة الذي يزود جنوب الدار البيضاء. وسجل بركة أن حقينة سد المسيرة بلغت مستويات دنيا بعد سنوات من الجفاف وتزويد البيضاء التي تستهلك 290 مليون مكعب سنويا، حيث أن حقينة السد اليوم لا توجد بها إلا 124 مليون متر مكعب، في حين أن سعته الإجمالية تبلغ 2 مليار و660 مليون متر مكعب، مضيفا أن الربط بين الأحواض إضافة إلى مشروعي تحلية المياه المخصصين لتزويد مدينتي آسفي والجديدة، ستمكن من تخصيص موارد سدود المسيرة وبين الويدان والحنصالي وغيرها للسقي في الأراضي الفلاحية في دكالة، ما سيكون له وقع إيجابي على الأمن الغذائي، وعلى أسعار المنتجات الفلاحية.

ست مدن تنتظر مياه سبو

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنك المغرب: ارتفاع الدرهم بنسبة 0,54 في المائة مقابل الدولار خلال يونيو

برنامج "تيسير"... الشروع في التحويل المالي الثاني ابتداء من غد

مقالات ذات صلة