استقبال مغاربة العالم يرفع من الموارد البشرية واللوجيستية ومرونة في الإجراءات الأمنية والمراقبة الجمركية يعتبر مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، إحدى أهم الوحدات اللوجيستية ذات الأهمية في استقبال رحلات مغاربة العالم والسياح الأجانب، إلى جانب مطارات وموانئ أخرى. ويلعب المطار هذا الدور بشكل فعال طيلة أشهر السنة، غير أنه في فصل الصيف يضاعف جهوده وقدراته وموارده، قصد تحسين ظروف استقبال مغاربة العالم، في إطار عملية مرحبا، التي انطلقت في خامس يونيو الماضي، وشرعت أطرها في تقديم الخدمات لمرتفقي المطار. وليس من العبث أن المغرب يحرص على تنظيم عملية مرحبا، كل سنة، إذ يستقبل في كل موسم صيف أزيد من 3 ملايين من المغاربة المقيمين في الخارج، بما أن الجالية المغربية حريصة على ربط أواصرها ببلدها الأم، ومرتبطة أيضا بمصالحها، إذ منها مستثمرون في مجالات مختلفة. كما يشكل الصيف فرصة لزيارة ذويهم والاستمتاع بالشمس في مختلف شواطئ المملكة، التي يفتقدونها في أوربا وكندا وبريطانيا وغيرها من الدول. مضاعفة الجهود حرصا منه على استقبال مغاربة العالم في ظروف جيدة، تمت تعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستية لمطار محمد الخامس الدولي، إذ عزز شركاؤه تنسيقهم لتأمين مزيد من المرونة بشأن الإجراءات الأمنية والمراقبة الجمركية والصحية، فضلا عن تحسين التوجيه والمعلومات المتاحة خدمة للمغاربة المقيمين في الخارج. وفي تصريح للقناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح عبد الحميد صنهجير، مسؤول جهوي عن مشاريع مؤسسة محمد الخامس للتضامن بجهة البيضاء سطات، أن دور المؤسسة في مطار محمد الخامس يتجلى بشكل أساسي في مرافقة ومساعدة المغاربة المقيمين بالخارج، منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم. وأبرز أن ذلك يتأتى من خلال توجيه الحالات التي تستدعي تدخلا طبيا، نحو الخلية الطبية الموجودة بشكل دائم في المطار، مع تقديم يد العون والمساعدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء الحوامل والأسر المصحوبة بأطفالها، مضيفا أن المؤسسة تنسق أيضا مع وكالات الأسفار في كل ما يتعلق بالرحلات، سواء تعلق الأمر بتأخيرها عن مواعيدها أو تأجيلها. وأشار صنهجير، إلى أنه مع حلول عيد الأضحى، تم تكثيف تعبئة المؤسسة لمساعدة المغاربة المقيمين بالخارج القادمين أساسا لإحياء هذه الشعيرة الدينية، مؤكدا أنه لاستقبال المسافرين في أحسن الظروف، فإن المؤسسة توجد في تنسيق يومي دائم مع إدارة المطار. إجراءات استثنائية ومن جهته، قال عبد الحق مزور، مدير مطار محمد الخامس الدولي بالبيضاء، إنه بالتعاون مع مؤسسة محمد الخامس يطبق مطار الدار البيضاء سلسلة من الإجراءات، خلال فترة استقبال المغاربة المقيمين بالخارج (من 5 يونيو إلى 15 شتنبر)، مؤكدا أن الهدف الرئيسي من تنفيذ خطة العمل، هو مواكبة المسافرين بأكثر الطرق مرونة ممكنة. وأضاف أن المطار استقبل 26 ألف مسافر قبل العيد، بمعدل يومي، مشيرا إلى أن هذا الرقم يرتفع في فترة العيد وما بعدها، مبرزا أن المغاربة المقيمين بالخارج يحرصون على العودة إلى وطنهم المغرب للاحتفال مع أفراد العائلة. وقال مزور "لقد بادرنا بالقيام بأشغال في المطار من أجل الرفع من القدرة الاستيعابية، سيما في ما يتعلق بالإجراءات عند الوصول وتسليم الأمتعة، مع البدء في تشغيل ثلاثة أحزمة أمتعة جديدة، بالإضافة إلى حزامين آخرين قريبا من أجل تسهيل عملية استلامها". وخلص الى أن هذه العملية تتم على مرحلتين، مرحلة الوصول وهي استقبال المغاربة المقيمين بالخارج، ومرحلة المغادرة التي تبدأ من فاتح غشت المقبل، مبينا أن هاتين المرحلتين يتم تنفيذهما بتعاون مستمر مع مؤسسة محمد الخامس للتضامن. تجربة ناجحة يشار إلى أن عملية مرحبا 2023 بدأت في 5 يونيو الماضي بإشراف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، التي تساهم فيها مع باقي الأطراف المعنية على الصعيد الوطني، وذلك من خلال تفعيل إجراء الاستقبال الشامل، على مستوى كل من المغرب وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا ( 24 من مواقع المساعدة والدعم لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج). وتهدف العملية إلى دعم التدفقات المتزايدة للمغاربة المقيمين في الخارج في أفضل الظروف، عند عودتهم إلى المغرب خلال فترة الصيف. ويستمر تقديم خدمات المساعدة الاجتماعية والطبية المعتادة على مستوى مراكز الاستقبال، التابعة لعملية مرحبا داخل التراب الوطني وخارجه، معززة بوجود المساعدات الاجتماعيات على متن السفن خلال المسافات الطويلة. وتطلبت هذه العملية تعبئة ما يربو عن 1400 شخص، بما في ذلك أطر المؤسسة ومساعدات إجتماعيات وأطباء وأطر شبه طبية، ومتطوعون للاستماع لمتطلبات المغاربة المقيمين بالخارج، ومساعدتهم وتقديم الدعم والعون اللازمين لهم. عصام الناصيري