المغرب يطرد بوليساريو من المحافل الدولية

الرباط تبعد الجبهة عن قمة باريس وتغيبها عن حفل تنصيب رئيس موريتانيا وتضعها خارج القمة الأمريكية الإفريقية وجهت الدبلوماسية المغربية ضربات إلى التحركات الجزائرية التي تقودها لفائدة جبهة بوليساريو. ولم تتمكن الأخيرة من حضور قمة الولايات المتحدة الأمريكية إفريقيا، رغم عضويتها في الاتحاد الإفريقي، الذي شاركت مختلف دوله في القمة بدعوة من البيت الأبيض. بالمقابل، امتنعت الجزائر عن فرض ممثلين عن جبهة بوليساريو، كما تعودت في الكثير من المحافل الدولية ، وذلك مخافة أن تثير حفيظة واشنطن، بالنظر إلى العلاقات القوية التي تجمعها بالرباط. ولم تمارس الدبلوماسية الجزائرية أي ضغوطات من أجل فرض ممثلين عن الجبهة، مثلما حاولت، في وقت سابق، في أشغال القمة الفرنسية الأفريقية التي احتضنتها باريس، أخيرا.وشكل إبعاد جبهة بوليساريو، التي تتولى الجزائر شراء المقاعد والمواقف لفائدتها في مثل هذه التجمعات الإقليمية والدولية، عن القمة الأمريكية الإفريقية رسالة قوية، مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعترف بالكيانات الوهمية، وأن الدعوة وجهت إلى البلدان قائمة الذات في الاتحاد الإفريقي، ومن خارج الاتحاد، كما هو الشأن بالنسبة إلى المغرب، الذي اعتبرته واشنطن الدولة القادرة على فتح الباب أمام تنمية إفريقيا، وأعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، احتضان المملكة للاجتماع السنوي المقبل بين واشنطن وإفريقيا.وبينما سعت بوليساريو والجزائر إلى إفساد القمة الفرنسية الإفريقية، في وقت سابق، بتحريك جنوب إفريقيا، ردا على إبعاد بوليساريو عن حضور القمة، رغم أن الدعوة وجهت إلى الاتحاد الإفريقي عموما، فإن الحليفين التقليدين ضد المملكة لزما الصمت حيال عدم توجيه الدعوة إلى بوليساريو لحضور القمة الأمريكية الإفريقية، وذلك مخافة أن تثير أي من تحركاتهما استياء واشنطن، التي تربطها علاقات إستراتيجية بالرباط، جعلتها تراهن على الأخيرة من أجل بدء تنفيذ اتفاقيات الشراكة الأمريكية الإفريقية. وجرت العادة أن تسوق الجزائر الغاز مقابل شراء اعترافات ومواقف لفائدة بوليساريو، وهو ما سعت إليه داخل القمة المذكورة، غير أن هذه الورقة لم تحقق شيئا، بالنظر إلى أن واشنطن كانت مهتمة بشراكة جماعية وطويلة الأمد مع بلدان الاتحاد الإفريقي.وفي الوقت الذي خفضت فيه الجزائر من تمثيليتها في احتفال تنصيب الرئيس الموريتاني، بسبب حضور المغرب، وتغييب بوليساريو، وأرسلت وفدا محدودا لحضور المراسيم، لم تجرؤ على اتخاذ أي موقف ردا على غياب الجبهة عن القمة الأمريكية الإفريقية، مخافة أن يكون لموقفها ردود فعل سلبية داخل واشنطن، سيما أن الأخيرة لا تعترف بالكيانات الوهمية حين يتعلق الأمر بأمور جدية. وتوالت الضربات ضد الدبلوماسية الجزائرية خلال هذه السنة، فبعد القمة الفرنسية الإفريقية، جاء الدور على حفل تعيين الرئيس الموريتاني المنتخب، تلته أشغال القمة الإفريقية الأمريكية، وهي كلها محافل دولية وجهت فيها الدعوة رسميا إلى بلدان الاتحاد الإفريقي، دون أن تشمل الدعوة جبهة بوليساريو التي تعالت أصوات من داخل المنظمة الإقليمية تطالب بطردها كشرط مسبق لعودة المغرب، بثقله السياسي والاقتصادي والدبلوماسي، إلى الاتحاد الإفريقي.إحسان الحافظي

المغرب يطرد بوليساريو من المحافل الدولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مطالب الإصلاح تستنفر رفاق أبيض

دعـم مهرجـان مراكـش بـ11مليـون درهـم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات