مباراة المدرجات

جمهور قياسي تابع التأهل وتحدى مشاكل المرور والتنظيم سجلت مباراة المنتخب الوطني الأولمبي أمام نظيره المالي، مساء أول أمس (الثلاثاء)، حضورا جماهيريا قياسيا، عبر خلاله عن حبه وعشقه لكرة القدم الوطنية، وشجع اللاعبين إلى آخر دقيقة في المباراة، ولم يبخل عليهم بالمساندة. وعاش الجمهور كبارا وصغارا شيوخا وأطفالا رجلا ونساء لحظات عصيبة سواء داخل الملعب أو خارجه، في سبيل لحظة فرح يرسمها اللاعبون على محياهم، لعلها تعيدهم إلى أجواء مونديال قطر، التي مازال كل صغير وكبير يتذكرها بكل تفاصيلها ومشاعرها. وعكرت الفوضى التنظيمية خصوصا خارج الملعب، صفو العديد من الجماهير، التي حجت من جميع ربوع المملكة إلى مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، لمتابعة أسود المستقبل، وهم يحققون إنجازا تاريخا بالتأهل إلى الأولمبياد للمرة الثامنة. اختناق مروري عرفت مباراة المنتخبين الأولمبيين المغربي والمالي اختناقا مروريا كبيرا، شبيها إلى حد ما بالاختناق، الذي عرفته مباراة الوداد والهلال السعودي، لحساب ربع نهاية كأس العالم للأندية، التي احتضنتها بلادنا في فبراير الماضي. وارتبكت حركة السير الطرقي بجميع المداخل المؤدية إلى مركب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، سواء على الطريق السريع الرابط بين الرباط والبيضاء، أو المؤدي إلى تمارة، والطرق الرئيسية الرابطة بين أحياء الرياض وأكدال ويعقوب المنصور والفتح، والشيء نفسه بالنسبة إلى الطريق الساحلي، علما أن المديرية العامة للأمن الوطني، جندت العديد من العناصر لتسهيل حركة المرور، غير أن ذلك لم يمنع من وقوع حوادث سير في المدارات أو الطرقات. وساهم الحضور الجماهيري الكبير في وقوع ارتباك في حركة السير، في الوقت الذي عاينت "الصباح" توقف العديد من السيارات، بسبب عطب ميكانيكي، نتيجة ارتفاع حرارة المحركات، الناجمة عن التوقف المتكرر في كل دقيقة. واشتدت حركة السير كلما اقترب السائقون من محيط الملعب، إذ اضطر المواطنون إلى قطع مسافة 400 متر الرابطة بين المدار المؤدي إلى المحطة الطرقية الجديدة، والقنطرة المؤدية إلى الطريق الساحلي أزيد من ساعة ونصف ساعة، في الوقت الذي تقطع هذه الطريق في أقل من دقيقة، الشيء الذي يؤكد درجة الاختناق المروري، الذي عرفته الرباط قبل انطلاق المباراة. ارتباك في الأبواب لم يسلم الراجلون من الاستفزاز وسوء المعاملة، خاصة الذين اختاروا السير تحت حرارة الشمس الحارقة على استعمال سياراتهم، بسبب الاختناق المروري، بعد أن فضلوا وضعها في الأحياء المجاورة للمركب، على المغامرة بالدخول بها إلى الموقف الخاص بالملعب. وعانى الراجلون كثيرا على مداخل مركب الرباط، سيما أن بعض الأبواب الإلكترونية لم تعمل بشكل جيد، أو جرى تعطيلها لحاجة في نفس يعقوب، في الوقت الذي استفاد عدد من المواطنين من امتيازات الدخول إلى مدرجات لا يتوفرون على تذاكرها، الشيء الذي يفسر متابعة أعداد كبيرة من المواطنين المباراة وقوفا. وعاينت "الصباح"، السماح بدخول شخصين بتذكرة واحدة، ودون تذكرة أيضا، الشيء الذي فسر تجمهر عشاق المنتخب الأولمبي على البوابات الإلكترونية رغم عدم توفرهم على تذاكر. اللاعب 12 خطف الجمهور المغربي قلوب الجميع، مساء أول أمس (الثلاثاء)، بالنظر إلى تشجيعه المتواصل في جميع فترات المباراة، واختلطت لديه مشاعر الفرحة والقلق أثناء المباراة، قبل أن يتنفس الصعداء بالتأهل الثامن إلى الأولمبياد، محققا بذلك رقما قياسيا إفريقيا في عدد المرات التي تأهل فيها منتخب بلاده إلى هذا المحفل العالمي. ولم يغب عن ذهن الجمهور لحظة، تقديم الدعم والمساندة إلى اللاعبين، إذ تابعت "الصباح"، لحظات عصيبة على الجمهور، دفعت الكثير منهم إلى ذرف الدموع، من أجل هذه اللحظة التاريخية، التي أعادت الكرة المغربية إلى الألعاب الأولمبية، بعد غياب خلال الدورتين الماضيتين. ورغم الظروف الصعبة التي عاشها الجمهور، إلا أن فرحة التأهل إلى الأولمبياد أنسته جميع الإساءات التي تعرض لها قبل دخول الملعب، وفضل العديد من المتفرجين العودة على الأقدام في اتجاه تمارة ووسط الرباط المدينة وسلا، سيما أن الأجواء الصيفية ليلا تغري بممارسة المشي، ولو كرها. ولم تسجل أي أحداث اعتداء بمحيط الملعب، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من رجال الأمن، ضمنهم الدراجون والمرتدون للزي المدني، في الوقت الذي ضربت حراسة مشددة، في بعض المناطق المدرجة في خانة النقط السوداء، كما هو الشأن بالنسبة إلى المنطقة الغابوية المحاذية للمركب، وبالقرب من المحطة الطرقية الجديدة، وعلى مشارف الطريق الوطنية رقم 1، وبشارع الحسن الثاني الذي يشق وسط الرباط وسلا. سماحة الماليين أثارت انتباه "الصباح"، الطريقة التي تعامل بها الماليون مع أشقائهم المغاربة، خاصة الصحافيين منهم، الذين نسجوا علاقات جيدة مع المنظمين والجمهور وزملائهم المغاربة. ورغم الاحتجاجات التي أثارها لاعبو وطاقم منتخب مالي، وتسببت في طرد مساعد المدرب، بعد احتساب الهدف الثاني للمنتخب الأولمبي في الشوط الإضافي الثاني، إلا أن الصحافيين والجمهور المالي، لم يبدوا أي ردة فعل عدوانية تجاه المغرب، الشيء الذي لم تعهده "الصباح"، في المباريات السابقة، خاصة مباراة غينيا. وهنأ الماليون المغاربة على التأهل إلى الأولمبياد، وتمنوا لهم حظا موفقا في النهائي، وعبروا لهم عن إعجابهم بلاعبي المنتخب الوطني الأولمبي، وعاينت "الصباح" عناقا حارا بين أفراد من الأمن الخاص وبعض الماليين، إذ أبانوا روحا رياضية عالية، والشيء نفسه بعد نهاية المباراة، وتحديدا في المنطقة المختلطة، إذ في الوقت الذي طالب الصحافيون الماليون لاعبي منتخب بلادهم برفع رؤوسهم، بالنظر إلى المستوى الذي قدموه في المباراة، إلا أنهم في الوقت ذاته هنؤوا اللاعبين المغاربة على التأهل إلى الأولمبياد. وحضر العشرات من أفراد الجالية المالية إلى مركب الرباط، لتقديم الدعم والمساندة للاعبي منتخب بلادهم، واضطروا إلى الاستعانة براية منتخب الكامرون، التي تتوسطها نجمة صفراء، بحكم أنها تتكون من الألوان ذاتها لراية المنتخب المالي، ولم يصدر منهم أي ردة فعل معادية تجاه الجمهور المغربي، في الوقت الذي ضربت عليهم الأجهزة الأمنية حراسة مشددة. متاعب المدرجات واجه الجمهور العديد من المتاعب في الحصول على الماء وبعض المأكولات أثناء المباراة، وعانى الأطفال كثيرا، بسبب إحساسهم بالجوع والعطش، سيما أن جلهم اضطروا إلى الحضور مبكرا لمركب الرباط، في الوقت الذي لم تعرف المباراة نهايتها في الوقت الأصلي، وامتدت إلى غاية منتصف الليل. وأثار ذلك المشكل غضب الآباء والأمهات، سيما أن الكثير منهم اضطر إلى الخروج من الملعب، وقطع مسافات لاقتناء قنينات ماء والطعام لأبنائهم، بعد أن نفد كل ما لديهم، إذ أن أغلبهم لم يضع في الحسبان استمرار المباراة إلى غاية الضربات الترجيحية. وناشد العديد من المواطنين المسؤولين بشركة "صونارجيس" لتوفير محلات لبيع الماء والمأكولات بالملعب، إذ أنها تعد من بين الخدمات التي يتعين تقديمها للجمهور المغربي، سيما أن الكثير من هذه الجماهير أطفال وضمنهم مرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتعين توفير المؤونة لهم. وخلف غياب المؤونة ردود فعل غاضبة على المسؤولين عن الملعب، في الوقت الذي وجدت فيه العديد من المشجعات صعوبة في قضاء حاجتهن، لعدم توفير مراحيض خاصة بهن في بعض المدرجات، الشيء الذي يجب التنبه إليه في المرات المقبلة، خاصة المباراة النهائية أمام المنتخب المصري، بعد غد (السبت)، والمنتظر أن تعرف حضور المزيد من الجماهير، سيما أنها مباراة اللقب الأول في هذه الفئة من المنافسات في تاريخ الرياضة الوطنية. إنجاز: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن

مباراة المدرجات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إصدار "كنوز التراث الثقافي غير المادي"

"الفيزا" تجر مستشارة إلى السجن

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات