عيد الأضحى … خدعة القروض بدون فوائد

عبداتي: حملات إشهارية تضليلية للإيقاع بالمستهلك تحت ضغط الحاجة تحولت مناسبة عيد الأضحى إلى كابوس يقض مضجع الأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود، بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي، والعجز عن مواجهة الغلاء الذي ضرب مختلف مواد العيش الأساسية. وأمام هذه الحاجة وثقل التقاليد التي حولت العيد من مناسبة للفرح إلى ضريبة ثقيلة، تثقل كاهل الموظف الصغير والأجير والمياوم، الذي لا يقوى على اقتناء خروف العيد من الدخل الهزيل، تتسابق مؤسسات التمويل المختلفة على استقطاب الأسر لمنح قروض، من خلال عروض خاصة بالعيد، حيث تنشط الحملات الإعلانية والإشهارية الخاصة بالعيد، في الساحات العمومية، وعبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المساحات الكبرى، التي تتحول إلى لوحات إشهارية تحاصر المواطن المحتاج، بالإغراءات والتحفيزات الملغومة، والشعارات الخادعة. ومن بين الشعارات التي اختارتها بعض مؤسسات التمويل، "ديما معاكم، ومن مصاريف العيد مهنياكم"، حيث تقدم عروضا بمنح قرض، يتراوح ما بين 3 آلاف درهم و10 ألاف درهم، خاصة بالخروف، والمستلزمات والتجهيزات الالكترونية، التي يزداد الإقبال عليها لمناسبة العيد، من أفران وثلاجات وآلات خاصة بالتبريد والطهو. وتلجأ مختلف مؤسسات التمويل والبنوك التي تنخرط في هذه العملية، إلى خداع المواطن، وادعاء منح قروض بدون فوائد، لمدة عشرة أشهر، في الوقت الذي تفرض عليه رسوما أخرى، تهم إعداد ملف القرض ومصاريف التمويل والتأمين ، ومصاريف الاقتطاع، وهي رسوم لا يظهر لها أثر في الإعلانات الإشهارية المضللة، والتي تذهب ضحيتها آلاف الأسر من ذوي الدخل المحدود. وقال شمسي الدين عبداتي، الرئيس الشرفي للمنتدى المغربي للمستهلك، إن الأسر محدودة الدخل وصغار الموظفين والمستخدمين، يضطرون مع كل مناسبة، وأمام ضعف الدخل، إلى الارتماء في أحضان مؤسسات التمويل المختلفة، للحصول على قرض لاقتناء أضحية العيد، ما يعمق أزمتهم. وأوضح عبداتي، في حديث مع "الصباح" أن اللجوء إلى هذه المؤسسات، يكلف الأسر ما لا طاقة لها به، ويغرقها في دوامة المديونية المستمرة، مؤكدا أن السلطات المعنية بالرقابة الإدارية والمالية، والأطراف المعنية بحماية المستهلك، مطالبة بالتحرك للحد من ممارسات الغش والتدليس وخداع المستهلك، سواء بالمساحات الكبرى أو عبر الإعلانات التي تغرق الفضاءات بالدعاية، التي توثر على نفسية المستهلك، وتدفعه إلى الارتماء في أحضان "الكريدي"، دون اكتراث لتداعيات ذلك على ميزانيته الهزيلة والمثقلة بقروض سابقة. وما يفاقم هذا الأمر لدى المستهلك، يقول عبداتي، هو غياب التوعية والتحسيس من قبل المؤسسات الدينية والثقافية والاجتماعية، خلال مثل هذه المناسبات بواسطة برامج إعلامية ومنتديات ولقاءات توعوية، خصوصا في ظل الأزمة الحالية المتسمة بارتفاع الأسعار، وتدني الدخل وضعف القوة الشرائية. وأكد رئيس منتدى المستهلك، أن مجالس العلماء وأئمة المساجد والمنابر الإعلامية بإمكانها أن تلعب دورا في تحسيس وتوعية المواطن بخطورة اللجوء إلى قروض الاستهلاك خلال مثل هذه المناسبات، نظرا لانعكاساتها السيئة الآنية والمستقبلية، وتأثيرها على قدرة الأسرة، في تغطية باقي مصاريف العيش وصحة أفرادها. ودعا عبداتي سلطات الرقابة المالية والائتمانية إلى تنبيه الجمعيات المهنية وشركات السلف والبنوك إلى احترام القانون، والحد من الدعاية الخادعة، التي ترافق حملات الاستعداد لعيد الأضحى، ووضع ضوابط أكثر صرامة للحصول على القروض، وبشروط ميسرة وواضحة في العقد. كما طالب السلطات الدينية والحكومية بتكثيف حملات تحسيس المستهلك بالجوانب الدينية والأخلاقية، والمغزى من عيد الأضحى، لتجاوز حالة العسر، الذي تغرق فيه الأسر بعد العيد، بسبب طول مدة تسديد القروض. ويرى عضو المنتدى، أن المستهلك يتحمل المسؤولية أيضا في ما يلحقه من أعباء مالية تزيد معاناته، داعيا إلى عدم الانجرار وراء الإغراءات والإعلانات المتعلقة بالقروض، والابتعاد ما أمكن عن اللجوء للاقتراض لمناسبة عيد الأضحى، الذي تحول من سنة، إلى مناسبة لمؤسسات التمويل والبنوك، لـ"شنق" المستهلك من ذوي الدخل المحدود، أمام ثقل التقاليد المرتبطة بالعيد. برحو بوزياني

عيد الأضحى … خدعة القروض بدون فوائد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تزويج‭ ‬القاصرات‭... ‬معطيات‭ ‬صادمة

مشاهير

مقالات ذات صلة