“100 تخميمة ولاضربة العيد”

مواطنون تخلوا عن العيد بسبب أضراره على صحتهم وآخرون اعتبروه فرصة للسياحة في أجواء «غير عادية» موسومة بموجة الغلاء التي يشتكي منها الكثير من المغاربة، يأتي عيد الأضحى هذا العام، ما جعل أرباب العديد من الأسر يفكرون في كيفية تكاليف خروف «يسر العين ويرضي الزوجة قبل الأبناء»... في ما يلي شهادات تتضارب فيها الآراء وتختلف وجهات النظر بخصوص «العيد الكبير»... فلنتابع: الغنمي... غير الله يسامح! على عكس بعض المواطنين الذين يكابدون لكي لا يخلفوا الموعد مع العيد، صرحت «فاطمة» ذات الخمسين عاما، وهي موظفة بقطاع التربية والتعليم، أنها وزوجها الذي يكبرها بأربع سنوات، وبعد أن كبر الأبناء واستقروا في بيوتهم، صارا يفضلان عدم اقتناء كبش العيد. وعند سؤال «فاطمة» عن سبب امتناعها وزوجها عن تخليد هذه «السنة المؤكدة»، قالت إن «أسبابا صحية جعلتهما يستغنيان عن تناول اللحوم الحمراء»، ذلك أن أمراضا عديدة استقرت بجسدي هذين الزوجين، يأتي في مقدمتها داء السكري، حالت دون إقبالهما على أكل اللحوم. ولأن هذه الزوجة المتدينة تدرك أن «العيد سنة مؤكدة»، فقد اتخذت قرارا قبل أربع سنوات، لم يخالفها فيه شريك حياتها، لأنه يدرك أن «للضرورة أحكاما»، ومن أجل ذلك صارا يتصدقان بثمن الأضحية على بعض الأسر التي لا تجد إلى اقتناء كبش العيد سبيلا، بينما تختار فاطمة وزوجها أن يكون العيد فرصة للسفر إلى حيث يستقر بعض أبنائهما، ممن قذفت بهم ظروف العمل إلى خارج تطوان. إرضاء الزوجة والأبناء والنفس يضطر «حسن» المستخدم بإحدى الشركات، إلى التخطيط جيدا مباشرة بعد شهر رمضان من أجل تأمين تكاليف كبش العيد، ويعد العدة من أجل أن يكون في الموعد، إرضاء لرغبته في الاحتفاء بالعيد التي يداريها بالادعاء بأن «الأبناء هم من يلحون على أن يكون كبش العيد يضاهي كبش العيد الماضي، أو يفوقه». ولأن «حسن» يختار دائما الاطلاع على «بورصة الأكباش» عبر تتبع أخبار الأسواق الأسبوعية والأشرطة المصورة من الضيعات المبثوثة على (يوتوب) أو (فيسبوك) لمعرفة الأسعار، فإنه ما ينفك يكرر منذ أسابيع، أن «الحولي داير الثمن هذا العام». ورغم ارتفاع الأسعار فإن «حسن» قال لـ «الصباح» إنه «يجتهد لكي يرضي أبناءه بكبش يسرهم» ويرضي، في الحقيقة، «نخوته». الكبش... ضروري!! بخلاف الحالات السابقة التي تجد الأسباب والمبررات لعدم اقتناء أضحية العيد رغم الاستطاعة، بالاستناد إلى ذرائع مختلفة، فإن «سعيد» وهو خياط للألبسة التقليدية ودخله كما صرح بذلك لـ»الصباح»، «محدود»، متشبث بالعيد، مضيفا أن «كل نهار ورزقو» في إشارة إلى عدم انتظام المداخيل المالية التي يحصل عليها، ورغم ذلك قال إنه «لا يمكن أن يستغني عن العيد»، حتى إن اضطر للاقتراض على غرار ما فعل في بعض الأعوام السابقة. يجد هذا الخياط التقليدي، والأب لثلاثة أبناء، مبرره في اقتناء العيد رغم عدم انتظام عائداته المالية، في أن «الأبناء يلحون على الحولي»، وأن «الأضحية من الشعائر الدينية» وأنه «لا يمكن أن يبقى وسط الحي الذي يقطنه الوحيد الذي لم يجلب الخروف إلى أسرته». لذلك فإن «سعيد» مستعد لبذل الغالي والنفيس من أجل «الأقرن الأملح»، حتى وإن ظل ، كما قال، «يسدد أقساط دين الأضحية ومستلزماتها على امتداد الأحد عشر شهرا التي تتلو شهر ذي الحجة»، فكل «الأعباء، في نظره، تهون من أجل جعل أبنائه يعيشون فرحة العيد الكبير». اقتناص العروض السياحية ارتفعت أعداد الأسر التي تجد في العيد مناسبة لاقتناص فرصة العروض السياحية التي تعلن عنها بعض الفنادق، تزامنا مع عيد الأضحى. ومن هذه العينة يوجد «يوسف» وهو شاب حديث عهد بالزواج، إذ لم تمض على دخوله القفص الذهبي سنتان.. وهو مازال كما يردد بين أصدقائه «خفيف الجناح»، في إشارة إلى أنه لم يرزق بعد بالأبناء، الذين من شأنهم أن يجعلوه يمتثل لاقتناء كبش العيد وجلبه إلى المنزل. «يوسف» الإطار البنكي، قادر على اقتناء الأضحية ورغم ذلك فإنه يعتبر نفسه «في حل من كل ما يحيط بهذا الطقس الديني»، لأنه «مازال غير مضطر للانضباط لاقتناء كبش العيد» و»اقتناء لوازمه»، حيث يفضل بدل ذلك السفر إلى بعض المدن الساحلية من أجل الاستمتاع بالعروض التي تخصصها المؤسسات الفندقية خلال هذه المناسبات.ولا يجد هذا الزوج أي معارضة من زوجته بخصوص عدم اقتناء الأضحية، لأنها تدرك كما يقول «متاعب ذبح الأضحية وتهييئها». ولأن عيد الأضحى تزامن خلال المواسم الأخيرة مع فصل الصيف، إذ تكون المدن الساحلية مغرية، فإن «يوسف» التطواني المنشأ، سافر خلال الأعياد الأولى من زواجه، وفي غياب الأبناء، إلى السعيدية والحسيمة، في انتظار أن يحدد وجهة جديدة في عيد هذا العام. يوسف الجوهري(تطوان) شهادات كل حسب إمكانياته صحيح أن العيد سنة مؤكدة لكن ارتفاع سعر الكبش فاق كل التصورات مما جعل ذوي الدخل المحدود عاجزين عن اقتناء الأضحية، والسبب راجع بالطبع إلى عدة عوامل منها ارتفاع سعر الأعلاف والمواد الأولية والبنزين. وفي مقارنة بسيطة بين الموسم الماضي والجاري، نلاحظ زيادة ما بين 100 درهم و1500 في الكبش. في ما يخص الأكباش التي تم استيرادها من إسبانيا والبرتغال يتراوح سعر الكيلوغرام الواحد ما بين 50 درهما و60 رغم أن المواطنين لا يقبلون على اقتناء هذه النوعية. وفي رأيي الشخصي لا بد للمغاربة أن يضحوا، لكن كل واحد حسب إمكانياته المادية، لأن العيد مناسبة دينية ومهمة بالنسبة إلى المسلمين عامة والمغاربة خاصة. منصف مديح (رئيس جمعية حماية المستهلك بالجديدة) العيد سنة وليس فرضا لا داعي للنحر هذه السنة، التي تعرف عده إكراهات جراء ارتفاع أسعار الأكباش. فسعر كيلوغرام واحد من لحم كبش العيد بعد الذبح، يتراوح ما بين 120 درهما و150 ، وهو ما سيكلف المواطن مبالغ مالية مهمة لا يتوفر عليها حاليا، وسيجد نفسه بعد العيد غارقا في الديون حتى أذنيه. ننتظر من الحكومة الإعلان عن عدم النحر، رحمة بالمواطنين المقهورين والفلاحين الصغار الذين تكبدوا خسائر فادحة جراء تبعات الجفاف وارتفاع الأسعار وتبعات فيروس كورونا، مما جعلهم يفرطون في ماشيتهم، فعملية النحر سنة وليست فرضا. إبراهيم زوزو (فلاح) الفلاح متضرر تختلف ظروف عيد الأضحى خلال هذا الموسم عن المواسم الماضية، إذ تعرف أسعار الأضاحي ارتفاعا مهولا لم يعد المواطن البسيط قادرا على مجاراتها، مما فرض على الحكومة اتخاذ بعض التدابير لكنها غير كافية وغير مجدية بالنسبة إليه، فهي تخدم مصالح تجار الأغنام فقط. وبالنسبة إلي أرى أنه ورغم الغلاء وضعف المدخول الفردي، لا بد من التشبث بهذه السنة، لأنها، دينيا واجتماعيا، تساهم في تجديد صلة الرحم بين العائلات، ومن ناحية أخرى، تساهم في الرواج الاقتصادي، بتوفير عدة فرص للشغل، فالفلاح الكساب اقتنى الأكباش وصرف عليها ماله من أجل تحضيرها للعيد. ويرتبط بهذه العملية أشخاص آخرون، منهم الوسيط والعامل والناقل (صاحب سيارة النقل) وغيرهم، كلهم يستفيدون من هذه الحركة الاقتصادية. أحمد سامورا (متقاعد) استقاها: أحمد ذو الرشاد (الجديدة)

“100 تخميمة ولاضربة العيد”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بن الطاهر: ليست واجبة شرعا

بنزاكور: نظرتنا للحم تختزل أبعادا نفسية

مقالات ذات صلة