“الحولي” يفضح هشاشة الأسر

بوطيبة الخبير الاقتصادي أكد أن 2023 كانت كارثية وتحكم "الشناقة" رفع الاسعار يشكل عيد الأضحى هذه السنة، هاجسا للعديد من الأسر المغربية، فلأول مرة يتساوى أمامها خياران أحلاهما مر، اقتناء الأضحية أو غض الطرف عنها، مع ترجيح كفة الخيار الثاني، ما دامت عاجزة عن توفير أسعار تتراوح بين 4000 درهم و7000. أسباب عديدة كانت وراء هذه الوضعية الصادمة، والتي بلغت حد عجز الأسر عن اقتناء أضحية العديد، فـ2023 لم تكن رحيمة بالمغاربة، الذين عجزوا عن مسايرة ارتفاع أسعار المحروقات والمواد الأساسية، رغم الاستعانة بمدخراتهم، إلا أن المثير في القضية دخول فقهاء الدين على الخط، عبر التذكير أن عيد الأضحى سنة وليس فرضا، لتبرير موقف أي أسرة تراجعت عن اقتناء الأضحية. يبرر علي بوطيبة، أستاذ الاقتصاد بجامعة محمد الخامس بالرباط، الوضعية الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر المغربية بالقول، إنه بعد جائحة كورونا، حصلت انتعاشة اقتصادية في 2021، إلا أنها تراجعت في 2022، بشكل أثر على استهلاك الأسر التي تراجعت بنسبة 10 في المائة، وازداد الأمر استفحالا في 2023، لأسباب موضوعية، ناتجة عن غلاء غير مسبوق للمعيشة، بسبب الارتفاع الكبير لأسعار المواد الأساسية على المستوى الدولي، من بينها المحروقات والغاز والمواد الأساسية، والتي كشفت فشل مشروع المخطط الأخضر، الذي كان من أبرز فلسفته، يؤكد الخبير، ضمان الأمن الغذائي للمغاربة. وأضاف الخبير الاقتصادي أن غلاء المعيشة بعد أن كان مرتبطا بما هو دولي، صار مع مرور الوقت ظاهرة مغربية خالصة، والسبب آلية التوزيع، التي احتكرتها مجموعة قليلة من المزودين في قطاعات أساسية، من قبيل المحروقات والخضر والفواكه. وأكد بوطيبة أن ظاهرة الاحتكار نلاحظها بشكل واضح كلما اقترب عيد الأضحى، حيث يتلاعب "الشناقة" بأسعار السوق، بسبب قدرتهم المادية على اقتناء قطيع كامل من الأغنام من "الكسابة"، والدليل أنه رغم حصولهم على رخص استيراد المواشي من الخارج، ظلت أسعار اللحوم الحمراء مرتفعة، ما يعني أنها لم تعد مرتبطة بوفرة أو قلة المواشي بقدر ما أن الأسعار خضعت لمنطق الاحتكار. وبالتالي، يشدد الخبير، على هيمنة هؤلاء على أسعار الأضاحي، ومع الأزمة الخانقة التي تعيشها الأسر بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية، تجعل من الصعب اقتناء أضحية العديد هذه السنة، وينضاف إلى ذلك، رفع بنك المغرب من معدل فائدة القروض إلى 3 في المائة بعد أن كانت محددة في 1.25 في المائة، وبالتالي تم شل يد الأسر المغربية بسبب معدل الفائدة الكبير، إلى درجة أن المواطنين في سابقة بالمغرب، صاروا يتحدثون عن أن عيد الأضحى سنة وليست فرضا لتبرير عجزهم عن اقتناء الأضاحي. كما أنه في حال راهنت الأسر المغربية على اقتناء الأكباش المستوردة بسبب ثمنها المنخفض، يضيف الخبير، سيفتح ذلك الباب أمام منافسة غير شريفة ضحيتها "الكساب" المغربي، الذي سيجد نفسه في مواجهة شركات لتربية المواشي بالخارج، وبالتالي الإقبال على هذا النوع من الأضاحي هو دق آخر مسمار في نعش "الكسابة"، إذ ستكون له عواقب اجتماعية وخيمة، لأن الحكومة الحالية حصرت الدعم والمساعدات المالية على الشركات لا الأسر، سيما "الكسابة" الذين ينتمي أغلبهم إلى المغرب العميق بجميع مشاكله وتجلياته، وفي حال لم تراجع الحكومة سياستها التفضيلية لفائدة الشركات، فإننا سنكون أمام استنساخ جديد للهجرة القروية، التي شهدتها مدن كبرى، على رأسها البيضاء في 1984، التي لم تعد قادرة على استقبال أفواج جديدة من سكان القرى والأرياف. مصطفى لطفي

“الحولي” يفضح هشاشة الأسر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حجز "صواريخ" بمنزل بالبيضاء

مدير موقع وموظف ضمن سماسرة محاكم

مقالات ذات صلة