“تسونامي” سعودي يجتاح العالم

عقود خيالية لأبرز اللاعبين في أوربا واستثمارات قياسية في البنية التحتية والهدف الأسمى مونديال 2030 خطف الاتحاد السعودي لكرة القدم أنظار العالم، في الفترة الأخيرة، باستثمارات قياسية في الدوري المحلي، من خلال تقديم عروض مالية قياسية للاعبين عالميين، بغية جلبهم للأندية السعودية. وبعد كريستيانو رونالدو الذي وقع للنصر، ب 200 مليون أورو سنويا، أتى الدور على الفرنسيين كريم بنزيمة ونغولو كانتي، اللذين وقعا للاتحاد، إذ سينال الأول 200 مليون أورو سنويا، والثاني 100 مليون أورو. ولا ينوي الاتحاد السعودي الوقوف عند هذا الحد، بل يفاوض نجوما آخرين، على غرار الكرواتي لوكا مودريتش نجم الريال، فيما فضل الأرجنتيني ليونيل ميسي العرض الأمريكي من إنتر ميامي. بالمقابل، تخشى الأندية الأوربية اكتساحا سعوديا لأوربا، وإفراغها من أبرز النجوم، خاصة أن العروض المالية المقدمة لا تقاوم، ولا منافس لها. من أين لك هذا؟ يدخل هذا التوجه السعودي في اكتساح كرة القدم الأوربية، من خلال تحقيق "رؤية 2030"، التي تهدف إلى تحقيق نهوض اقتصادي واجتماعي، لتنويع المداخيل، بعيدا عن عائدات النفط. وتعتبر الفرق السعودية الأكثر استفادة من هذه الثورة، إذ ستقوي تشكيلتها في أفق المنافسة على ألقاب قارية وعالمية، ابتداء من الموسم المقبل. ويعتبر الاتحاد السعودي المساهم الأكبر في العملية، إذ يوقع عقودا مع النجوم بأسعار خيالية، قبل أن يبيع تلك العقود لفرق محلية، بأسعار مقبولة، وهو استثمار غير مسبوق عالميا. ولحد الآن، استفادت فرق النصر والاتحاد والهلال من هذه الصفقات، في انتظار فرق أخرى، مثل الفتح الذي سيدخل بقوة هو الآخر لسوق الانتقالات الأوربية خلال الأيام المقبلة، بالإضافة إلى التعاون والاتفاق والشباب. عقود بأرقام فلكية على غرار عقد كريستيانو رونالدو مع النصر، فقد بلغ عرض الاتحاد السعودي لنجوم الكرة في العالم، 250 مليون أورو سنويا، قدمت للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي فضل في النهاية الرحيل إلى إنتر ميامي الأمريكي. ووقع رونالدو عقدا مع النصر ب 200 مليون أورو سنويا، في وقت لم يتجاوز راتبه في مانشستر يونايتد، فريقه السابق، 35 مليون أورو. من جانبه، وقع كريم بنزيمة على عقد مماثل مع اتحاد جدة، في وقت لم يتجاوز راتبه في ريال مدريد 25 مليون أورو سنويا. وانضم نغولو كانتي أيضا إلى اتحاد جدة، براتب 100 مليون أورو، علما أنه كان يتقاضى في تشيلسي 15 مليون أورو سنويا. وعرض الاتحاد السعودي عقودا من ذهب على لاعبين آخرين، على غرار الإيفواري ويلفريد زاها، الذي توصل بعرض يصل إلى 10 ملايين أورو، في وقت يتقاضى في كريستال بالاص الإنجليزي ثلاثة ملايين أورو سنويا. وإلى جانب ذلك، توصل الكرواتي لوكا مودريتش بعرض خيالي من السعودية، وصل إلى 150 مليون أورو، في وقت لا يتعدى راتبه في ريال مدريد 20 مليون أورو. ونال الإسباني سيرجيو راموس، البالغ من العمر 37 سنة، عقدا بدوره ب 120 مليون أورو، في وقت أنهى عقده مع باريس سان جيرمان أخيرا، براتب لم يتجاوز 22 مليون أورو. وحسب الصحافة المحلية، فإن الاتحاد السعودي قدم عروضا لنجوم آخرين، مثل الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، الذي أنهى عقده مع جوفنتوس، والفرنسي هوغو لوريس حارس مرمى توتنهام، والإسبانيين سيرجيو بوسكيتش وجوردي ألبا اللذين غادرا برشلونة، بالقيمة نفسها. أسماء عربية في المجهر لم يكتف الاتحاد السعودي بتقديم عروض لنجوم الكرة الأوربيين، بل طارد نجوما عربا، في مقدمتهم الحارس المغربي ياسين بونو، الذي من المتوقع أن يرحل عن إشبيلية، الصيف المقبل. وحسب الصحافة السعودية، فإن الاتحاد السعودي قدم عرضا لبونو، يضاعف راتبه الحالي بعشر مرات، بغية انتدابه، كما منح له فرصة اختيار الفريق الذي يرغب في الانضمام إليه. وإلى جانب بونو، توصل النجم الجزائري رياض محرز، لاعب مانشستر سيتي بعرض قياسي آخر، ذكرت الصحف السعودية أنه من الهلال، الصاعد حديثا إلى القسم الأول. وإلى جانب محرز، يستهدف السعوديون محمد صلاح نجم ليفربول، الذي جدد أخيرا عقده مع "الريدز". وتحدثت الصحافة المصرية أيضا عن توصل لاعبين كثر بعروض سعودية، لكن هذا الخبر لم يلق تأكيدا من الصحافة السعودية. استثمارات تاريخية في البنية التحتية رافق هذا الاستثمار في الموارد البشرية، استثمار قياسي وتاريخي في البنية التحتية، خاصة أن السعودية ترغب في استضافة كأس العالم 2030. ونالت السعودية شرف تنظيم كأس آسيا للسيدات في 2026 وكأس آسيا للرجال في 2027، والألعاب الأولمبية الآسيوية في 2034، والألعاب الشتوية 2029، ناهيك عن احتضان منافسات عالمية كبرى في رياضات أخرى، على غرار الملاكمة وكرة السلة وكرة القدم داخل القاعة والغولف وسباق السيارات. وإلى جانب احتضان المنافسات العالمية، تسعى السعودية إلى جعل الدوري المحلي لكرة القدم، من بين الأفضل في العالم، برفع قيمته، وجلب اللاعبين العالميين. وحسب الصحافة المحلية، فإن قيمة رعاية الدوري السعودي، سترتفع ب 100% الموسم المقبل، إذ سيكون على الراعي الحالي "روشن" الرفع من مساهماته، إذا ما أراد الحفاظ على مكانته، إذ بدأت علامات عالمية تلهث وراء الصفقة. ويعتبر الدوري السعودي من بين الأقوى عربيا وآسيويا، إذ ستساهم هذه الاستثمارات في تعزيز مكانته أكثر فأكثر. مونديال 2030... الهدف الأكبر بعد كل هذه الإنجازات، يجمع السعوديون على أن تنظيم كأس العالم 2030، يبقى الهدف الأكبر. وأكبر دليل على ذلك، توقيع عقود رعاية للملف السعودي، مع كل اللاعبين الذين يوقعون للأندية السعودية، آخرهم رونالدو وبنزيمة. وسيروج هؤلاء اللاعبون لملف السعودية، بعد تقديمه رسميا، إذ مازالت المملكة تبحث عن بلد مجاور لتقديم ملف مشترك، بعد رفض مصر التي ستدعم "الملف الإفريقي"، المتمثل في المغرب والبرتغال وإسبانيا، ناهيك عن صعوبة تقديم اليونان لملف، بسبب المشاكل الاقتصادية التي تعانيها. وتحاول السعودية إقناع دول مثل الإمارات، من أجل تقديم ملف مشترك، على أن تتكلف بكل الاستثمارات الرياضية بهذا الخصوص، لتقوية الملف. ورغم أن المسؤولين السعوديين قد أبدوا رغبة في تقديم ملف لاحتضان الحدث العالمي، غير أن التقديم لن يتم قبل التحضير لكل شيء، من بنية تحتية وتقوية للاستثمارات في الدوري السعودي، وتوقيع عقود مع أكبر اللاعبين في العالم. إنجاز: العقيد درغام

“تسونامي” سعودي يجتاح العالم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شيخ الطريقة الموريدية بالسنغال يشيد بالعناية التي يوليها الملك للأسر الصوفية في إفريقيا

الاحتفاء‭ ‬بالقفطان‭ ‬بساحة‭ "‬يونيسكو‭"‬

مقالات ذات صلة