“تلاتيـك” يستحضـر اليهـود الأمازيـغ

مصطفى آيت ناصر قال إن شخصية "مخلوف" التي جسدها ترمز إلى التعايش المفقود راهنت القناة الأمازيغية خلال الموسم الرمضاني الذي ودعناه على مجموعة من الفقرات التلفزيونية لاستقطاب مشاهديها، عبارة عن أعمال درامية وكوميدية وبرامج دينية وأخرى لاكتشاف المواهب.وتوزعت الأعمال الدرامية للقناة الثامنة بين ثلاث فقرات أساسية، الأولى السلسلة الفكاهية «حمو مول المشاكل» لمخرجه مصطفى أشاور التي كانت تبث يوميا ، ومسلسل «ميمونت» للمخرج الجيلالي فرحاتي الذي بث بوتيرة أسبوعية.أما الرهان الأساسي للقناة الأمازيغية فكان من خلال مسلسل «تلاتيك» الذي يعد أول مسلسل درامي مطول تنتجه القناة، وهو للمخرج إبراهيم الحنوضي. المسلسل، الذي نفذت إنتاجه شركة «أغلال»، كان عبارة عن دراما اجتماعية من ثلاثين حلقة مدة كل واحدة منها 26 دقيقة، وجسد دور البطولة فيه الفنان الأمازيغي إبراهيم أسلي ومحمد عوينتي وإبراهيم حماتة ومصطفى آيت ناصر وفاطمة السوسي وعدد من الأسماء الفنية.ويحكي مسلسل «تلاتيك» قصة فتاة تحمل الاسم نفسه، تنشأ يتيمة الأم منذ ولادتها في كنف والدها الذي يشتغل صيادا بسيطا بقوارب الصيد التقليدي، لكنه في ما بعد يصاب بمرض عضال يقعده الفراش في الوقت الذي لم يكن عمر ابنته يتجاوز الثالثة عشرة، فيتكلف بإعالتهما صديقه «الرايس»، لكن بعد وفاة الأب تنتقل الابنة بوصية منه إلى كنف عمتها الميسورة التي لم تكن علاقتها بالأب على ما يرام بفعل صراع على الإرث وعدم رضاها عن زواجه من والدة «تلا تيك» فتبدأ معاناة الابنة مع العمة.وفي خضم أحداث المسلسل تبرز شخصية «مخلوف»، التي جسدها الممثل الشاب مصطفى آيت ناصر، وتحكي شخصية رجل يهودي أمازيغي يساهم من موقعه في بناء النسق الدرامي للمسلسل، بلعب دور وساطة إيجابية بين شخصيات العمل.وعن هذه الشخصية يقول مصطفى آيت ناصر، في حديث مع «الصباح»، إنها تعد من المرات النادرة التي تتناول فيها الدراما الأمازيغية شخصية اليهودي، وهو الأمر الذي تطلب منه استعدادا خاصا لهذا الدور الذي تحمس له كثيرا عندما أسند له.وأضاف آيت ناصر أنه استعان في أدائه بشخصية «مخلوف»، فضلا عن توجيهات المخرج وما جاء في سيناريو وحوار العمل، بنصائح يهودي مغربي مقيم بالدار البيضاء، الذي لقنه أسلوب نطق اليهود المغاربة للأمازيغية مع توظيف كلمات بالعبرية بما ينسجم مع سياق أحداث المسلسل.وأردف آيت ناصر أن تجسيده لهذه الشخصية نابع من اقتناعه بأن اليهود المغاربة، شكلوا على مر التاريخ جزءا أساسيا من الحضارة المغربية، وانصهروا في نسيجها وتعايشوا مع مختلف مكوناتها، وهو التعايش المطلوب في ظل السياق العربي المأزوم في الفترة الحالية بسبب أحداث غزة، والذي يعيد إلى الأذهان قسما مهما من اليهود المغاربة الذي راهنوا على التعايش والتساكن مع الآخرين. وأكد الممثل الشاب أن رهان مسلسل «تلاتيك» على تبليغ مجموعة من القيم النبيلة عبر قصة وسيناريو محبوكين وتنفيذ فني وتقني محكم، كان عاملا أساسيا في تحقيقه نسب مشاهدة مشرفة تجاوزت 5 في المائة، رغم أنه لم يبرمج في وقت الذروة، وشكل بذلك تجربة خاصة في مساره الفني على اعتبار أنه أول مسلسل أمازيغي مطول يشارك فيه، رغم أنه خاض تجارب فنية عديدة قبله في مجال السينما والتلفزيون والمسرح والدبلجة. عزيز المجدوب

“تلاتيـك” يستحضـر اليهـود الأمازيـغ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دراسة في القانون : مشروع المسطرة الجنائية .. تراجع في الحقوق والحريات

مولاي إسماعيل يرعى ملحمة "المغرب المشرق"

مقالات ذات صلة