قـروض العطـل تجـذب الأسـر

سخاء البنوك يزيد بحلول الصيف وعروض تمويلية تغرق الزبناء في دوامة الديون مع اقتراب نهاية شهر رمضان الكريم، شرعت الأسر المغربية في التخطيط للعطلة الصيفية السنوية، إذ تعكف على إعداد دراسة جدوى مالية تحصر المصاريف في ظل غلاء المعيشة، وخروج معظمها مثقلة بالديون من تغطية تكاليف المعيشة خلال الشهر الفضيل، فيما تستغل بعض البنوك والمؤسسات الائتمانية هذه الظرفية من أجل الترويج لعروض قروض، تراعي احتياجات الأسر وإمكانياتها المادية . انتقلت تكلفة تمويل سفر الفرد لقضاء العطلة الصيفية في إحدى الوجهات الداخلية من ألفين و500 درهم سنة 2003 إلى 4 آلاف درهم برسم السنة الجارية، وهو مبلغ مرشح للارتفاع بثلاثة أضعاف عند تمويل رحلة إلى الخارج خلال أسبوع، فيما قفزت تكلفة تمويل عطلة أسرة صغيرة في إحدى المدن الداخلية 15 ألف درهم خلال 10 أيام.هذه التكلفة المالية الباهظة، تعجز الكثير من الأسر عن تغطيتها في ظل تراجع القدرة الشرائية ومقومات الادخار، ذلك أن معظم الأسر كانت تعمد إلى توفير مبالغ مالية صغيرة طيلة أشهر السنة من أجل تمويل عطلتها، إلا أن هذا الواقع تغير اليوم وصار اللجوء إلى الاقتراض أهون الشرور، إذ تظل مقيدة بأقساط شهرية طيلة السنة لتمويل عطلة لا تستغرق في أحسن الأحوال عشرة أيام.وفي هذا الشأن، اختارت بعض البنوك والمؤسسات الائتمانية باقات عروض مخصصة لتمويل العطل، فيما فضل البعض الآخر توفير عروض تمويلية مشتركة تغطي العطلة الصيفية والدخول المدرسي، وهو الخيار الذي سلكته مؤسسة "أكسا كريدي"، التي عرضت تمويلا يتراوح بين 25 و50 ألف درهم، بمدة استحقاق تصل إلى 60 شهرا، وأقساط تبدأ من 553 درهما لتصل إلى ألف و90 درهما.واتجهت هذه المؤسسة الائتمانية، شأن منافسيها في السوق إلى إضافة مزايا ترويجية، تهم مسابقة للفوز بقسيمة شراء بقيمة 3 آلاف درهم، فيما وصلت تكلفة ملف القرض إلى 500 درهم. وفي المقابل خصصت مؤسسة "سلفين"، عروضا تمويلية لا تتجاوز 10 آلاف درهم، بمدة استحقاق تصل إلى 10 أشهر، وأقساط في حدود ألف درهم، إذ تستهدف الزبناء من الشباب وشريحة معينة من الأسر ذات الدخل أقل من المتوسط.إلى ذلك، ضمنت "وفا سلف" قروضها الاستهلاكية عرضا مخصصا لتمويل العطلات والرحلات السياحية المنظمة داخل المملكة وخارجها، فيما اختار البنك المغربي للتجارة والصناعة حذف مصاريف ملف القرض وإقرار معدل فائدة استثنائي، إضافة إلى تأجيل سداد ثلاثة أقساط الأولى من القرض، لفائدة زبنائه المستفيدين من تمويلات العطلة، التي تتراوح بين 10 آلاف و200 ألف درهم، وتستغرق مدة استحقاقها حتى 72 شهرا، فيما تبدأ قيمة الأقساط الشهرية من 467 درهما.ويتزامن إقبال الأسر على قروض لتمويل العطلة، موازاة مع تطور حجم القروض الاستهلاكية الممنوحة من قبل المؤسسات الائتمانية، إذ كشفت إحصائيات الجمعية المهنية لشركات التمويل (APSF)، تطور هذه الفئة من القروض بزائد 71 مليون درهم بنهاية السنة الماضية، لتستقر عند 43.4 مليار درهم، الأمر الذي يعتبر مؤشرا على لجوء الأسر بشكل متزايد إلى البنوك من أجل الاستدانة لتمويل حاجياتها الشخصية.وبعيدا عن الحلول الائتمانية المؤسساتية، لا تدخر الأسر جهدا للبحث عن موارد مالية لتمويل عطلتها السنوية، إذ يلجأ بعضها إلى الاقتراض من الأقرباء، وفي حالات كثيرة تنظيم "دارت"، وهي صيغة تمويلية تقليدية دارجة في المجتمعات النامية، تقوم على أداء أقساط وتحصيل مبالغ كبيرة بشكل دوري، وتستجير بها الأسر من نار فوائد القروض البنكية، التي تؤثر سلبا على قدرتها الشرائية على المدى الطويل.ومن جهتهم، يحذر خبراء ماليون الأفراد والأسر من "قروض السفر" التي تروج لها البنوك خلال فصل الصيف، والتوفير بدلا من الاقتراض من أجل السفر وقضاء الإجازات الصيفية، مشيرين إلى أن مواسم العطلات في شهور الصيف ترفع حرارة المنافسة بين البنوك على تقديم القروض، وبعروض مغرية.وأكد الخبراء ضرورة التخطيط المالي على أسس واضحة ومحددة، تأخذ في الاعتبار مستوى المخاطر التي يستطيع الفرد تحملها. ويتم ترويج العروض تحت مسميات مختلفة مثل "قروض السفر" أو "قروض العطلات"، مع منح قروض سفر تصل حتى 200 ألف ألف درهم، في حين لا تتطلب البنوك أن يزيد دخل الزبون عن 4 آلاف درهم فقط.بدر الدين عتيقي

قـروض العطـل تجـذب الأسـر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اكتظاظ كبير تشهده الفنادق المتوسطة

الرياضات... الوجهة المفضلة للجالية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات