استقالة روس تعيد ملف الصحراء إلى مربع الحرب

كشفت مصادر مطلعة لـ"الصباح"، أن الوسيط الأممي المكلف بنزاع الصحراء، كريستوفر روس، يتجه نحو تخليه عن مهمة الوساطة، وتقديم استقالته بشكل نهائي، بعدما فشل في مباشرة مخططه الجديد الخاص بالجولات المكوكية بين أطراف النزاع، رغم دعم مجلس الأمن، في آخر قرار له حول الصحراء، لجهوده من أجل تسوية نهائية للنزاع المفتعل. وتخيم حالة من الصمت على إدارة ملف الصحراء ، في وقت لم يطلق فيه الوسيط الأممي، خطته بشأن تنظيم جولات مكوكية، وهو ما يؤشر على رحيل حتمي لكريستوفر روس، إذ لم يعد الأخير إلى المنطقة منذ ما يقارب نصف السنة، رغم أن خطته، كما قدمها إلى مجلس الأمن، تتطلب تحركه بسرعة لزيارة دول المنطقة، والبحث عن مخرج للأزمة التي دخلها ملف الصحراء، منذ استقالة سلفه الدبلوماسي الهولندي بيتر فال فالسوم، بطلب من بوليساريو، وهو ما قبلته الرباط، دون أن تعترض على تعيين كريستوفر روس، الذي تربطه علاقات قوية بالطرف المحرك الأساسي للنزاع، الجزائر.وقالت المصادر ذاتها إن تراجع دور روس في إدارة الملف بدأ منذ قررت الرباط سحب ثقتها فيه بصفته مبعوثا أمميا، مشيرة إلى أنه رغم التراجع عن قرار سحب الثقة، بعد الضمانات التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة للملك، فإن الموقف ظل له تأثير على تحركات ومبادرات الوسيط الأممي، بسبب مسؤوليته عن إعادة الملف إلى المربع الأول، بعدما كان قطع أشواطا في مسلسل مفاوضات مباشرة، بعد المغرب وبوليساريو، إذ لم يحرز روس أي تقدم منذ أكثر من سنتين.وترغب الرباط أن يكون خلفه الجديد من جنسية أوربية، لتفادي تكرار الإحراج الذي وقعت فيه مع الحليف الأمريكي، بعد قرار سحب الثقة من كريستوفر روس، وتحميله مسؤولية "تآكل مسلسل المفاوضات الذي أضحى دون أفق ولا تقدم"، نتيجة "تراجعه عن المحددات التفاوضية التي سطرتها قرارات مجلس الأمن وسلوكه لأسلوب غير متوازن ومنحاز في حالات عديدة". وقالت المصادر نفسها، إن استقالة روس باتت تحصيل حاصل بعد أن وصلت المفاوضات حول نزاع الصحراء، إلى الباب المسدود، رغم مساعي الوسيط الأممي لتحريك المسلسل التفاوضي، من خلال خطة الجولات المكوكية بين الرباط والجزائر.ونتج عن تشكيك الرباط في دور الوساطة، التي يقوم بها روس، تقييد لتحركاته منذ إثارة الموقف من المبعوث الأممي، في اتصال بين الملك والأمين العام للأمم المتحدة، التزم خلالها الأخير بعدم إدخال أي تغييرات على مهام الوساطة الرامية إلى إيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء مقبول من لدن الأطراف، وهو ما قطع مع التوجه الذي كان يدفع إليه روس، من قبيل توسيع مهام بعثة المينورسو وإحياء مخططات تسوية قديمة، إذ ظل الوسيط الأممي يروج لمقترحين طيلة إدارته لملف الصحراء.إحسان الحافظي

استقالة روس تعيد ملف الصحراء إلى مربع الحرب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

وزراء الحركة مهددون بالإقصاء من المكتب السياسي

الداخلية تحدث دوائر وقيادات جديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات