مؤتمر النساء ينتخب قلوب فيطح رئيسة للمنظمة ويدعو إلى إصلاح مدونة الأسرة بروح العدل دعا المؤتمر الوطني لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، الذي اختتم أشغاله، أول أمس (السبت) ببوزنيقة، إلى فتح حوار وطني مؤسساتي عاجل، تمهيدا للقطع نهائيا مع ظاهرة زواج القاصر، بما لها من انعكاسات كارثية صحيا ونفسيا واجتماعيا على الطفلات. وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي انتخب قلوب فيطح، رئيسة لمنظمة نساء الأصالة والمعاصرة، ضرورة انخراط المجالس الدستورية بقوة في النقاش العمومي حول قضايا المرأة، وإقرارها للدراسات والأبحاث والحلول في مجال اختصاصها، لإغناء أدوار الفاعل الحزبي والحكومي، والبرلمان والمجتمع المدني في التعجيل بتنزيل السياسات الإصلاحية التي تهم أوضاع المرأة. وشكل المؤتمر الوطني الذي انعقد تحت شعار "التمكين الشامل للمرأة أساس التنمية والمساواة"، محطة هامة لنساء "البام"، لبناء تنظيم نسائي منفتح، في إطار منظمة قوية مساهمة في الدينامية النسائية النضالية الوطنية، الرامية إلى النهوض بأوضاع المرأة، انطلاقا من الخيار المرجعي للحزب الذي هو رهان الديمقراطية الاجتماعية، من أجل ترسيخ العدالة الاجتماعية، لتمكين المرأة بما يؤهلها للانخراط في بناء مغرب التنمية والمواطنة الكاملة، والكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص. وأكد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام في كلمة تأطيرية، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، تلاها نيابة عنه سمير كودار، النائب الأول للأمين العام، (أكد) أنه رغم ما حققته المرأة من تقدم وازدهار، إلا أنها لاتزال تعاني مشاكل واختلالات متراكمة لعقود، تتمظهر في استمرار صور مؤلمة من الإقصاء والتهميش، وعدم التوازن بين أدوارها الاقتصادية والاجتماعية الهامة، وبين مكانتها داخل نسيج التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي. وأكد الأمين العام، أنه لا بديل عن ثلاثة مداخل لتنزيل المشروع المجتمعي الحداثي، والإسهام في تغيير وضعية المرأة المغربية، وهي "إرادة سياسية صادقة، ووضوح في مواجهة العقليات البالية، وشجاعة في إصلاح التشريعات وإقرار التدابير والإجراءات الناجعة". من جهتها، أكدت فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني، أن المرأة المغربية في مقدمة الأولويات التي يحرص الحزب على إيجاد الحلول الناجعة والمستعجلة للمعضلات التي تتخبط فيها، مسلطة الضوء على الأهمية البالغة التي يوليها "البام" لمنظمة نساء الحزب ولهذه المحطة التنظيمية التي تعتبر لبنة أساسية في بناء الصرح التنظيمي للحزب. وصادقت المؤتمرات على وثائق المؤتمر، بعد تعميق النقاش حولها داخل اللجان، وانتخاب عضوات المجلس الوطني للمنظمة، والمكتب التنفيذي الجديد ورئيسة المنظمة. كما دعا المؤتمر جميع مكونات الحكومة إلى جعل قضايا المرأة والنهوض بأوضاعها من أولويات سياساتها العمومية داخل مختلف القطاعات، والتعجيل بتنزيل مختلف التزاماتها المسطرة في البرنامج الحكومي، سيما الإنصاف على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. وجددت نساء "البام" دعوة جميع الفاعلين، حكومة وبرلمانا ومنتخبين، وقوى سياسية وحقوقية، إلى استلهام روح الخطابات الملكية حول مدونة الأسرة، والعمل بمقاصدها الواضحة الداعية إلى المشاركة الكاملة للمرأة في كل المجالات، مؤكدات أن مدونة الأسرة لم تعد كافية، لأن التجربة أبانت عن عوائق كثيرة، وعدم تطبيقها بشكل صحيح، وتشديدهن على التزام الجميع بالتطبيق الصحيح والكامل لمقتضياتها، وتجاوز الاختلالات التي أبانت عنها التجربة ومراجعة بعض البنود، في وضوح ملكي يستدعي وضوحا كذلك في رؤية جميع الفاعلين لإصلاح مدونة الأسرة، بروح العدل ومقاصد إنصاف المرأة، لا بخلفية تسجيل الانتصارات السياسوية الواهية. برحو بوزياني