اتهم محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، معارضي مشروع القانون القاضي بإحداث لجنة مؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، بـ "تسييس" الموضوع. ونفى المسؤول الحكومي التهم التي وجهت له، مؤكدا أن حزبه، الأصالة والمعاصرة، غير معني بالموضوع، ولم يكن طرفا فيه، لأنه لم يهيئ القانون الذي تم في عهد الولاية السابقة التي تركت فراغا حول كيفية تنظيم انتخابات المجلس الوطني للصحافة، مضيفا أن الكل يتفق على وجود فراغ قانوني. واستغرب الوزير، في معرض تعقيبه على تدخلات النواب أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، مساء الأربعاء الماضي، أثناء مناقشة مشروع قانون اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، أن المحتجين يطالبون بالاستقلالية في تنظيم قطاع الصحافة المكتوبة، وفي الوقت نفسه يلتمسون من الوزير تنظيم انتخابات، معتبرا ذلك تناقضا واضحا في المواقف المسجلة، مضيفا أنه ليس طرفا ضد آخر، ورفض تحويل النقاش القانوني إلى صراع بين أشخاص. وقال إن الحكومة السابقة منحت الاستقلالية للمجلس الوطني للصحافة، ولم تحدد طريقة تنظيم الانتخابات، بعد انتهاء ولاية المجلس الوطني السابق، ما أحدث خللا، مضيفا أن الرافضين لمشروع اللجنة المؤقتة لم يقدموا أي بديل، ويطلبون منه تنظيم انتخابات بدون سند قانوني، لذلك اضطر إلى اتخاذ المبادرة حتى يستمر المجلس في أداء أدواره. وتابع الوزير متسائلا «ما المطلوب من الحكومة أمام هذا الوضع؟ إن عطلنا المجلس بدون بديل، فلن يظل هناك مجلس للصحافة، ولا أحد سيمنح للصحافيين بطاقة، ولن يكون هناك مجلس تأديبي، ولا أحد يمكن أن يعبر عن موقف للمغرب في المحافل الدولية". وحذر بنسعيد من تحويل أزمة المجلس الوطني للصحافة إلى ما يشبه الوضعية التي يعيشها اتحاد كتاب المغرب، مضيفا أن المغرب حاليا يشتغل بدون ذراعه الثقافي وطنيا ودوليا بسبب الصراعات الداخلية بين الأشخاص. وأكد الوزير أنه حاول، لمدة سنة ونصف سنة، حل المشكل بعد لقاءات مع كافة المهنيين، من أجل تقريب وجهات النظر، دون التمكن من ذلك، قائلا «لا أدعم طرفا على حساب آخر". ونفى وزير الشباب والثقافة والتواصل، ما راج عن ربط غير منطقي بين قانون اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الثقافة، والدعم الموجه للمقاولات الصحافية، مضيفا أن الحكومة هي المعنية بهذا الدعم، وهناك إرادة قوية لتحسينه من خلال دفتر تحملات واضح، حتى يكون الدعم هادفا، في إشارة إلى استفادة أرباب مقاولات من ملايير الدعم شخصيا على حساب الصحافيين. أحمد الأرقام