ملفات فلسطين والسودان واليمن وعودة دمشق تخطف الاهتمام من التحديات الاقتصادية تنطلق اليوم، (الجمعة)، بالمملكة العربية السعودية، اجتماعات الدورة العادية الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، تحت رئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الدورة العادية للقمة العربية. وسيكون على طاولة القادة العرب المشاركين بالقمة، الملف الاقتصادي والتحديات التي تواجه الدول نتيجة الأزمات العالمية، إلى جانب ملفات القضية الفلسطينية، التي تشهد تصعيدا إسرائيليا في ظل حكومة متطرفة. وأكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية بخصوص أجندة اجتماع القمة، أن الموضوع الرئيسي لها سيكون اقتصاديا، ويتناول كيفية مساعدة الأقاليم العربية المحتاجة. وقال أبو الغيط إن القمة الثانية، التي ستجمع القادة العرب خلال 6 أشهر، بعد قمة الجزائر، ستكون لها بصمة على الوضع العربي، مشيرا إلى أنها ستشهد أكبر حضور للقادة العرب ووزراء الخارجية، وأن الأمل كبير أن تكون لها بصمات وتأثير على الوضع العربي. وأكد أبو الغيط على أن مبادرة السلام العربية، بكافة عناصرها، تظل الخيار الإستراتيجي الأول لإنهاء الاحتلال، محملا الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التدهور الخطير في الوضع، مؤكدا أن ممارساتها المنفلتة ونهجها المتطرف سينعكس، من دون شك، على التعامل العربي معها، وفق محددات مبادرة السلام العربية والفلسفة الحاكمة لها. وقال أبو الغيط في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة، إن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة يقترب من مرحلة الانفجار، مشيرا إلى أن استمرار الاحتلال، وإغلاق الطريق أمام التسوية التي تسمح بإنهاء الصراع وإقامة الدولة الفلسطينية، هي الأسباب الرئيسية والجذرية لما يعانيه الفلسطينيون. ورغم انعقادها في أجواء مفعمة بالتحديات والأزمات، أكد الأمين العام للجامعة، أن القمة تؤشر لانخراط عربي أكبر في الأزمات والمشكلات، مضيفا أن العرب، أكثر من أي طرف آخر، هم من يدفعون ثمن استمرار الأزمات وتعثر الحلول، معربا عن أمله في أن تكون في مستوى تطلعات الرأي العام، وتقديم حلول للمشكلات العربية، وتعزز قوة هذه الكتلة الإقليمية وتماسكها، وتوحد كلمتها. ويرى مراقبون أن القمة ستكون مفصلية في تاريخ القمم العربية، لأنها تأتي بعد التجاذبات التي شهدتها المنطقة، خاصة الأزمتين السورية واليمنية، وتطورات الوضع بالسودان، وملف القضية الفلسطينية. كما تكتسب أعمال القمة زخما سياسيا بعد إعلان السعودية وإيران التوصل إلى اتفاق مشترك برعاية صينية، يقضي باستئناف العلاقات بين البلدين، وعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات. وشكل اجتماع وزراء الخارجية، الذي يسبق القمة، مناسبة لناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الذي يرأس الوفد المغربي، لعقد مباحثات مكثفة مع عدد من نظرائه العرب، حيث تباحث مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومع وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن وفلسطين والبحرين، وليبيا واليمن، وتناولت المباحثات العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بما يحقق المصالح المشتركة. برحو بوزياني