في أبريل الماضي، استقبل عبد اللطيف حموشي، المدير العام لمراقبة التراب الوطني، وليام بورنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، الذي حضر إلى المغرب مرفوقا ببعض من كبار مساعديه، متابعة لتنزيل مخرجات زيارة العمل التي قام بها حموشي يومي 13 و14 يونيو 2022، والتقى فيها بكل من أفريل هاينز، مديرة أجهزة المخابرات الأمريكية وكريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي. ويعتبر التبادل الأمني بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، ركيزة في التعاون الأكبر بين دول العالم لمحاصرة الإرهاب والتصدعات الأمنية المهددة للبشر في مهدها. وتتمحور اللقاءات الثنائية بين البلدين حول تقييم الوضع الأمني والمخاطر المرتبطة به على المستويين الإقليمي والجهوي، ودراسة التهديدات والتحديات الأمنية الناجمة عن توتر الأوضاع في بعض مناطق العالم، فضلا عن رصد واستشراف مخاطر التنظيمات الإرهابية، خاصة بمنطقة الساحل والصحراء. وإضافة إلى التعاون الأمريكي-المغربي، يشكل التعاون المغربي-الإسباني، بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، فرصة للجانبين لوضع مجموعة مواضيع أمنية ذات الاهتمام المشترك على طاولة النقاش وتبادل الآراء، خصوصا تلك المتعلقة بمكافحة التهديدات التي تشكلها جماعات الإرهاب المتطرف وشبكات الجريمة المنظمة التي تنشط بمنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن سبل مواجهة الأنشطة الإجرامية المتعلقة بالاتجار بالبشر والتهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية، بالإضافة إلى تعزيز آليات وقنوات تبادل المعطيات حول العمليات ذات الصلة بالشأن الأمني. ويعد التنسيق والتعاون المستمر في الشق الأمني بين المغرب وإسبانيا ثمرة شراكة إستراتيجية، وتجسيدا لإرادة راسخة لمواصلة تمديد وتدعيم علاقات الشراكة والتعاون الثنائي التي تربط المصالح الأمنية بالمغرب مع نظيرتها في إسبانيا، وتهدف إلى الارتقاء بها إلى شراكة متقدمة مبنية على أسس متينة قوامها الثقة والمصداقية وخدمة المصالح المشتركة بين البلدين، بشكل يسمح بتحقيق الأمن والاستقرار ويفسح المجال أمام تقاسم التجارب والخبرات في مجال مكافحة التحديات التي تطرحها مختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية. ولتعزيز وجودها في مختلف جهات العالم، ترتبط الأجهزة الأمنية بعلاقات تعاون مع دول أخرى في الخليج والشرق الأوسط وأوربا، إذ مكنت المعلومات الاستتباقية التي وفرها المغرب، من تفكيك عدد من الخلايا النائمة، والوصول إلى مشاريع إجرام في المهد. يوسف الساكت