تحسن عدد ليالي المبيت بـ 161 في المائة وارتفاع عدد السياح غير المقيمين بـ 366 في المائة بدأ المغرب في حصد نتائج الإشهار العالمي، الذي حظيت به المملكة في كأس العالم الأخير، الذي برز فيه اسم المغرب، وأصبح وجهة سياحية مرغوبة عند الأفراد والوكالات السياحية، الأمر الذي حسن بسرعة نتائج وأرقام القطاع، ومكنه من العودة إلى ما كان عليه قبل الجائحة، التي أضرت كثيرا بالسياحة المغربية والعالمية. وفي هذا الإطار، كشف مرصد السياحة عن أرقام محينة، جلها يوحي بنهضة سياحية هذه السنة، إذ يرتقب أن يسجل عدد سياح غير مسبوق بالمملكة، والأمر نفسه بالنسبة إلى العائدات بالعملة الصعبة، إذ تبدو الأرقام إيجابية جدا، رغم أن الفترة التي غطتها أرقام المرصد، ليست وقت ذروة للسياحة، لأن موسم الصيف لم يبدأ بعد. وقال مرصد السياحة إن إجمالي عدد ليالي المبيت بالمؤسسات السياحية المصنفة، سجل عند متم مارس 2023، ارتفاعا بلغ 161 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من 2022، موضحا في إحصائياته لمارس 2023، أن هذا التطور يعزى إلى ارتفاع عدد السياح غير المقيمين بزائد 366 في المائة، والمقيمين بزائد 29 في المائة. وما يزال القطاع يمر بفترة تعافي في معظم دول العالم، باستثناء بعض الدول أهمها قطر التي احتضنت كأس العالم، وتستفيد بدورها من الإشهار الذي حققته تلك التظاهرة الرياضية، وأما بالنسبة إلى المغرب وبالمقارنة بمتم مارس 2019، فإن عدد ليالي المبيت انخفض بنسبة 2 في المائة (ناقص 6 في المائة للسياح المقيمين وزائد 9 في المائة للسياح غير المقيمين). ورغم هذا الانخفاض الاجمالي البسيط (2 في المائة)، فإن بعض الوجهات حققت ارتفاعا في عدد ليالي المبيت، إذ تجاوزت كل من مراكش وطنجة والصويرة والرباط المستوى المسجل برسم الفصل الأول من 2019، بنسب بلغت 9 في المائة و5 و8 و2 على التوالي، في حين شهدت البيضاء وأكادير انخفاضا في عدد ليالي المبيت بنسب بلغت 14 في المائة و15 على التوالي، مقارنة بالمستوى المسجل في الفصل الأول من 2019. وسجلت مداخيل السفر بالعملة الصعبة والمدرة من النشاط السياحي لغير المقيمين بالمغرب، ما مجموعه 25 مليار درهم برسم الفصل الأول من 2023، مقابل 16.5 مليار درهم في 2019، أي بارتفاع بنسبة 51 في المائة. ووفقا لبارومتر السياحة العالمية الذي أصدرته منظمة السياحة العالمية أخيرا، فإن عدد الوافدين عالميا، انخفض بنسبة 20 في المائة في الربع الأول من 2023 مقارنة بـ2019. وباستثناء الشرق الأوسط، الذي شهد ارتفاعا بنسبة 15 بالمائة، ما زالت جميع مناطق العالم تسجل انخفاضا مضاعفا في الأرقام، مما يدل على صعوبة استرجاع عدد الوافدين في ساحة عالمية تتزايد فيها المنافسة، إذ تراجعت الوجهة الأوربية بـ 10 في المائة، والأسيوية بـ 46 في المائة، و14 في المائة في الوجهة الأمريكية، وأخير 12 في المائة في الوجهة الإفريقية. عصام الناصيري