في سياق آخر مختلف، كان يمكن أن يكون لـ"معارضة" محمد أوزين معنى ما يحظى بالحد الأدنى من الثقة من قبل المواطنين، لكن الأمر مختلف هنا والآن، إذ يبدو الأمين العام للحركة الشعبية كمن "يضحك" على ذقون المغاربة، وهو يتقمص دور "المناضل الصنديد" الذي لا يشق له غبار. ففي جميع "مناكفاته" مع الحكومة، يمعن هذا الرجل في "تكريه" المواطنين في السياسة، وبسببه يلعنون اليوم الذي اخترعت فيه انتخابات وديمقراطية وصناديق اقتراع، وهم يعرفون أن ما يقوله "مول الكراطة" بالذات مجرد مزايدات فارغة، لا تبرح القاعة الكبيرة لمجلس النواب. والأخطر من كل ذلك، أن المعارضة، بالشكل الذي يمارسها أوزين، تقدم هدايا مجانية للحكومة الحالية، بترجيحها "المحسنات اللفظية" على العمق، والهامشي على الجوهري، كما تقطع الطريق على أشكال أخرى من المعارضة أكثر اتزانا ونضجا ووعيا بدقة المرحلة ورهاناتها. والنتيجة، أننا لم نعد فقط إزاء حكومة تائهة، بأقل قدر من المبادرات، بل أصبحنا أمام صنف من المعارضة، يشبه حليب الأتان (الحمارة)، الذي لا ينفع، لكن قد يضرك إذا استهلكت منه كميات كبيرة. ي.س