النقيب صادوق… المحامي الأديب

زاوج بين حب المهنة والأدب وباح بكثير من أسرار مرحلة وصفت بالجمر والرصاص قليلا ما يجمع المحامي بين حب القانون والشعر والأدب، ويستطيع الموازنة بينهما كما هو حال إبراهيم صادوق، النقيب السابق لهيأة المحامين بمراكش، وأمين عام مساعد لاتحاد المحامين العرب. عاش صادوق سنوات الجمر والرصاص التي سرد بعض تفاصيلها في سيرته الذاتية التي قدم جزءا منها في كتابه الأدبي بعنوان "في رحاب المحاماة... مقاطع من سيرة ذاتية"، يحكي فيه بأسلوب متزن عن زمن مضى صاخبا بكل تشابكاته السياسية والثقافية والمهنية. يؤمن النقيب دائما في تعريفه بدور المحامي بالقول " لما كنت نقيبا ...كنت أقول للمحامين ...إن المحامين ظلوا دائما في طليعة المجتمع ، وإنهم كانوا وسيظلون يحملون هموم واهتمامات الناس، ومن بين المحامين تكونت الأحزاب السياسية، وكان ضمن أفراد الحركة الوطنية محامون... وكنا نقول دائما إن المحامي الذي لا يهتم بشؤون وطنه وشؤون أمته فهو ليس محاميا ... واعتقد أن هذا الامر يجب أن يكون بديهيا.... رسالة المحامي هي مناصرة الحق والقانون والدفاع عن المظلومين... وكما يقال العدل أساس الملك، أي أنه أساس الرخاء والاستقرار ولا يمكن أن ينهض مجتمع بدون عدالة حقيقية". لم يكن التحاق النقيب ابراهيم صادوق بمهنة المحاماة سهلا، فقد ظل ذلك الحلم يراوده، ولم يكن مقتنعا بأن ينهي حياته في سلك التعليم الذي قضى به أزيد من ثماني سنوات. التحق صادوق بمهنة المحاماة في دجنبر 1976، عند المحامي أحمد بن منصور بالبيضاء، وأدى اليمين القانونية رفقة كل من عبد اللطيف الحاتمي والمرحوم عبابو وعبد السلام حشي، في محكمة الاستئناف بحي الأحباس بالبيضاء. بعد شهرين على أدائه اليمين القانونية توصل النقيب إبراهيم صادوق الذي كان ساعتها محاميا متمرنا، باستدعاء باسمه الشخصي، للنيابة في ملف معين أمام غرفة الجنايات في البيضاء، في إطار المساعدة القضائية. شكل ذلك الاستدعاء بالنسبة إليه مسؤولية ملقاة على عاتقه، فأول مرة سيقف أمام غرفة الجنايات وسيرافع باسمه الشخصي على اعتبار أن المحامي المتمرن لا يمكنه أن يرافع باسمه الشخصي، إلى أن يصبح محاميا رسميا.أخذ صادوق في دراسة الملف من جميع جوانبه، وأصر على الحضور إلى غرفة الجنايات في وقت مبكر حتى يستفيد من مرافعات المحامين الذين سيسبقونه. ورغم أنه أمضى مدة في التدريس وأنه كان مناضلا في النقابة الوطنية للتعليم، إلا أن رهبة غريبة اعترته. بداية المسار شكلت تلك المرافعة البداية في مسار نقيب استطاع أن يحظى بثقة زملائه في مراكش لولايتين، والعديد من المسؤوليات الحقوقية التي لم تنسه حب الشعر والأدب، واعتبرت فيصلا حقيقيا في حياته المهنية دفعته إلى الانخراط الكلي في المهنة جسدا وروحا وعقلا إذ يقول صادوق إن "المهنة مثل حقل مترامي الأطراف ومتشابك العلاقات، والحركة داخله تقتضي الحرص على أخلاقيات المهنة والحفاظ على التوازنات والعلاقات المتكافلة مع الفاعلين فيه، وإن طفت بعض التناقضات أو الصراعات، فمن الواجب تسويتها بما يضمن استمرار حقل المحاماة فاعلا ومنتجا ومساهما في ترسيخ العدل وتأبيد الطمأنينة". ومن أبرز ما عايشه الرجل في بداية مساره المهني، ارتباطه بمحاكمتي مراكش الشهيرتين لسنة 1971 و1984، كما سيكون له لقاء مع الشهيد عمر بنجلون بالدار البيضاء ومخالطة لبعض مناضلي منظمة 23 مارس أثناء محاكمتهم، ومازال النقيب لحد الساعة يؤمن برسالة الدفاع وقدسيتها. كريمة مصلي

النقيب صادوق… المحامي الأديب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المعرض يكشف أعطاب القرض الفلاحي

آش خاصك تدير؟ ... مراجعة الضريبة على إيجار العقارات

مقالات ذات صلة