«سيام» يحتفي بالمملكة المتحدة وتوقيع مذكرتي تفاهم لتعزيز الشراكة وتطوير الصادرات المغربية حظيت المملكة المتحدة، ضيف شرف الدورة 15 للمعرض الدولي للفلاحة، في يوم افتتاحه أول أمس (الثلاثاء)، بتنظيم منتدى التعاون بين المملكتين، احتفاء بعمق العلاقات المتميزة التي تربطهما، في جميع المجالات. وترأس المنتدى محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وريتشارد بينيون، وزير البيئة والغذاء والشؤون القروية البريطاني. وأكد صديقي على عمق العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن الدورة الحالية للمعرض الدولي للفلاحة تنعقد في ظرفية تتسم بالاضطراب الدولي بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية وموجة التضخم التي ضربت العالم، وعرقلة تزويد الدول بالمواد الأساسية، وهي الوضعية التي وضعت الأنظمة الغدائية على المحك، كما ساءلت استدامة المواد الغدائية، وما خلفته من تداعيات اقتصادية واجتماعية. وأشار صديقي إلى تجربة الجيل الأخضر وتنزيل رؤية السياسة الفلاحية للمغرب، والتي تضع الإنسان في صلب البرامج التنموية، بالسعي إلى خلق طبقة متوسطة في الوسط القروي، وتشجيع القطاعات الفلاحية، واعتماد النظم الحديثة وتشجيع الابتكار واستعمال التكنولوجيا. وركز وزير الفلاحة على أهمية بناء علاقات شراكة مع المملكة المتحدة، منذ توقيع اتفاقية 2019، التي دخلت حيز التنفيذ في 2021، مؤكدا تطلع المغرب إلى تعزيز التعاون التقني وتعزيز العلاقات بين الجهات في البلدين، وتطوير العلاقات التجارية. من جهته، أشاد الوزير البريطاني بالعلاقات المتميزة مع المغرب، معبرا عن اعتزازه باختيار بلاده ضيف شرف دورة المعرض الدولي للفلاحة. وأشاد الوزيران بجودة العلاقات بين البلدين في المجال السياسي والاقتصادي والتجاري، مؤكدين على المصالح المشتركة وسبل التعاون بين البلدين في المجال الفلاحي. ويتعلق الأمر، على وجه الخصوص، بمجال الفلاحة العضوية، والمكننة الفلاحية، وتربية المواشي والصحة الحيوانية، وتثمين المنتجات الفلاحية وتحسين الولوج إلى أسواق منتوجات الصناعة الغذائية، بما في ذلك المنتوجات المحلية والمجالية. ويشكل اتفاق الشراكة بين المغرب والمملكة المتحدة، الموقع في أكتوبر 2019، حجر الأساس للتعاون بين المملكتين. ويشمل هذا الاتفاق الثنائي مجال تجارة المنتوجات الفلاحية، كما تتضمن جميع المزايا المتفق عليها بموجب اتفاقية الشراكة بين المغرب والاتحاد الأوربي. من جهته، أكد حميد بنطالب، باسم جامعة غرف الفلاحة على أهمية السوق البريطانية بالنسبة إلى الصادرات الفلاحية المغربية، مشيدا بجودة وجدية مناخ الأعمال البريطاني، معبرا في الوقت ذاته عن أمله في أن يتم رفع الكميات من الصادرات الفلاحية المغربية، نحو سوق اعتبرها عزيزة على المغاربة. وطالب رئيس الجامعة بتبسيط المساطر في وجه الصادرات المغربية إلى المملكة المتحدة، مؤكدا أن عددا من الإجراءات تحد من تطوير حجم الصادرات، من بينها معايير الجودة العالية جدا. كما طالب بتوسيع شريحة المنتوجات المصدرة، وتجاوز مشكل "الكوطا". من جهته نوه رشيد بنعلي، رئيس "كومادير"، بنوعية العلاقات المتميزة بين البلدين، مؤكدا أنها دون مستوى الطموحات، داعيا إلى تشجيع الاستثمارات البريطانية، مؤكدا على أهمية المغرب باعتباره جسرا ضروريا لولوج الأسواق الافريقية. كما تميز اللقاء الذي شكل الحدث الأبرز في فعاليات اليوم الاول من الملتقى، مناسبة لتوقيع اتفاقيات تعاون ومذكرة تفاهم تعلن عن إرادة مشتركة لتعزيز العلاقات في مجالات البحث العلمي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتقوية القدرات والابتكار في المجال الفلاحي. وتحتل المملكة المتحدة الرتبة الرابعة أكبر مستورد دولي للمنتجات الغذائية الفلاحية والبحرية المغربية، حيث بلغت قيمة صادرات الصناعات الغذائية المغربية إلى المملكة المتحدة 5.939 ملايين درهم في 2022، بنمو قدره 57 ٪، مقارنة بسنة 2021. برحو بوزياني (موفد الصباح الى مكناس)