الجيل الأخضر يروم إيجاد 600 تعاونية فلاحية في غضون 2030 تزخر جهة فاس مكناس، ثاني قطب فلاحي وطني، بمنتوجات مجالية متنوعة تؤهلها لقيادة قاطرة الاقتصاد التضامني، بما يساهم في تنمية دخل الفلاحين وتجميعهم وإطلاق مشاريع تعاونية في قطاعات الزراعات والحبوب والأشجار المثمرة والأعشاب الطبية والعطرية والتين والزيتون واللوز وتربية المواشي وإنتاج الحليب. ويستفيد الاقتصاد التضامني الفلاحي بالجهة من مؤهلاتها المتنوعة ومختلف التحفيزات لتحسين مستوى تجميع الفلاحين. ويراهن على مضاعفة عدد التعاونيات الفلاحية بشكل مطرد، سيما ضمن إستراتيجية الجيل الأخضر المتطلعة لإحداث 600 تعاونية فلاحية في غضون 2030، بما يمكن من ضم 4 آلاف مزارع لمشاريع نموذجية. وللجهة من المؤهلات والإمكانيات، ما يؤهلها للريادة في هذا المجال، وتتوفر على 13 منتوجا محليا قابلا للتصديق بعلامة الجودة، ما يفتح الميدان واسعا لتثمين المنتوج والعنصر البشري واحتضان مقاولات ناشئة تحضن شباب البادية وتساهم في التخفيف من حدة بطالته، بتوفير فرص واعدة تشجع التنوع في قطاعات الإنتاج المختلفة. وتتميز عدة منتوجات محلية بجودة متميزة، يمكن استثمارها خاصة الزيوت بمولاي إدريس زرهون الحاضن لـ 9100 هكتار من شجر الزيتون، ما استثمر في وحدة للتثمين تفوق طاقتها 400 طن سنويا باستثمار فاق 42 مليون درهم لفائدة 2249 منخرطا، بنسبة أقل من وحدات التثمين الثلاث، بمنطقة لمطة التي تجمع 355 منخرطا. ولا يقل إنتاج زيت زيتون منطقة أوطاط الحاج بإقليم بولمان، أهمية عن التجربتين السابقتين، من حيث رقم منخرطي وحدتين للتثمين، فاق عددهم 800 منخرط، وقدرة التثمين التي فاقت 6300 طن سنويا، كما زيتون عزابة بصفرو، وهي الوحدات والمنتوجات التي تحمل علامة "البيان الجغرافي المحمي"بجهة فاس مكناس. ويشكل زيت الزيتون قطاعا واعدا لاحتضان مزيد من الوحدات التثمينية بمختلف مناطق إنتاجه سيما في تاونات وتازة وغيرهما. والشيء نفسه بالنسة إلى التين المجفف )النابوت( بتاونات الممتدة زراعته على 2190 هكتارا تحتضن استثمارات فاقت 29 مليون درهم لفائدة 1266 منخرطا بطاقة إنتاجية بلغت 45 طنا. ولا يقل التين الشعري أهمية عن "النابوت»، الذي يعتبر أيضا من المنتوجات الحاملة علامة "البيان الجغرافي المحمي». ورغم حجم المساحة المزروعة بأشجاره، فإنها تحقق طاقة سنوية للتثمين تصل إلى 10 أطنان، وهو من القطاعات الواعدة في مجال الاقتصاد التضامني، إلى جانب كرز صفرو وعين اللوح. ويبلغ مجموع الاستثمارات لتطوير هذه الزراعة وتثمينها لفائدة مئات المنخرطين 39 مليون درهم، استثمارا للمساحة الهامة المغروسة بأشجار "حب الملوك». وتشكل نسبة مهمة من رقم التنظيمات المهنية المشتغلة في مجال المنتوجات المحلية بالجهة، والتي يفوق عددها 180 تنظيما تضم أكثر من 6 آلاف منخرط. ويحتل "الكبار"بدوره رتبة ضمن التنظيمات المهنية، سيما بزرهون، حيث تمتد زراعته على 770 هكتارا واستثمرت نحو 8 ملايين درهم لفائدة 207 منخرطين، إضافة إلى مولاي يعقوب وتيسة، فيما يشكل تفاح أزرو وإفران وتافجيجت بصفرو، قطاعا واعدا لاحتضان مزيد المشاريع التعاونية المستثمرة لما تنتجه تلك المناطق، وقس على ذلك برقوق إقليم صفرو الممتدة زراعته على مساحة 538 هكتارا، وتنتج منه 1200 طن سنويا، ولوز أكنول الممتدة زراعته على مساحة 3150 هكتارا بطاقة إنتاجية تقدر بـ 240 طنا في السنة، وبقيمة استثمار معبأ تفوق 4 ملايين درهم لفائدة 1470 منخرطا، كما عسل زانداز ووحداته الثلاث في أقاليم بولمان وتازة وصفرو. وتعرف هذه المنتوجات وخردل أكوراي وغيرها بجودتها ومنها التي استفادت من عملية الترميز، آلية لتطويرها وتنميتها لما تمنحه لها من قيمة مضافة تضمن جودتها للمستهلك، وتحفزه على الإقبال عليها في أسواق يتمنى المتعاونون توسيع رقعتها لضمان انتشار أوسع لمثل هذه المنتوجات المجالية الفلاحية نقطة قوة جهة فاس مكناس. حميد الأبيض (فاس)