موظفون كبار وضعوا طلبات للمغادرة الطوعية وآخرون استقالوا من الوظيفة العمومية تتساقط طلبات المغادرة الطوعية والتقاعد النسبي والاستقالات من الوظيفة العمومية على مكتب المدير العام للمصالح للبيضاء، إذ فضل عدد من الموظفين الكبار ترك الجمل بما حمل والبحث عن آفاق جديدة خارج الجماعة، "مبررين ذلك بانعدام الشروط المناسبة للعمل". ووضعت مديرة سابقة لواحدة من أهم المديريات بالجماعة طلبا بالمغادرة الطوعية، بعد مسلسل من التهميش والعرقلة الذي عانته هذه الموظفة، سواء في الفترة السابقة، أو الولاية الحالية، خصوصا أن القطاع الذي كانت مسؤولة عنه قبل إبعادها، حساس جدا وتتقاطع فيه المصالح العامة للمدينة، مع المصالح الخاصة للأشخاص. من جهتها، قدمت موظفة أخرى، شغلت مناصب مسؤولية في عدد من الأقسام والمصالح، طلبا بقبول الاستقالة من الوظيفة العمومية بصفة نهائية، بسبب المشاكل والعراقيل نفسها، وانعدام تصور واضح لتدبير الإدارة الجماعية، نجمت عنه اصطدامات بالجملة. وعلمت "الصباح" أن مسؤولة أخرى في قسم الموارد البشرية وضعت طلبا أيضا للمغادرة، أو الاستفادة من التقاعد النسبي، بعد أن وصلت الأمور حدا لا يطاق من سوء التدبير. وانسحب عدد من الموظفين والأطر المعروفة بجماعة البيضاء ومقاطعاتها من المشهد العام، إذ يفضل بعضهم التواري عن الأنظار، أو عدم الحضور، بسبب التغييرات التي طرأت على خارطة الولاءات، وأيضا بسبب حملات إبعاد القدامى، من أجل فسح الطريق أمام المقربين و"الأوفياء". ويضيف تزايد طلبات المغادرة الطوعية والتقاعد النسبي والاستقالات أعباء جديدة على منظومة الموارد البشرية بجماعة البيضاء، إذ تتوفر الإدارة المحلية والمقاطعات وباقي الملحقات الأخرى على أزيد من 10200 موظف، أغلبهم شبه معطلين، بينما تشكو فئة منهم من سوء التأطير والتكوين، فيما لا تشكل فئة الأطر سوى نسبة قليلة. وخلال مراحل إعداد الميزانيات ومشاريع برامج العمل، تجد الجماعة نفسها أمام إشكاليات معقدة مرتبطة بالموارد البشرية، واحدة منها راجع بالأساس إلى بلوغ أغلب الموظفين سن التقاعد. وباتت العاصمة الاقتصادية تشكو من "شيخوخة" الموظفين وبلوغهم سن التقاعد، الأمر الذي يجعل كتلة أطرها تتراجع بشكل سنوي. وتبرز المعطيات الواردة في الوثائق الخاصة بميزانية البيضاء، أن عدد الموظفين تراجع من 14452 في 2015 إلى 10599 في 2021، ثم أقل من 10200 في 2022. وتشكل الفئة العمرية بين 50 سنة و62 أكبر نسبة من الموظفين بجماعة البيضاء، إذ تبلغ 81.85 في المائة، وهو ما يثير القلق بشأن استمرارية الإدارة وخدمة المرتفقين. ووفق المعطيات نفسها، فإن عدد الموظفين الإداريين بلغ 9273 موظفا في 2021، بارتفاع قدره 610 موظفين مقارنة بـ 2020، أما بالنسبة إلى الموظفين التقنيين، فقد بلغ عددهم 1326، أي بانخفاض قدره 1410 موظفين. وتمثل الفئة العمرية تحت 35 سنة أقل نسبة في صفوف الموظفين بجماعة البيضاء، إذ لا تتجاوز 0,10 في المائة، بينما الفئة العمرية فوق 55 سنة تشكل نسبة 53.66 في المائة، فيما تصل نسبة الفئة البالغة ما بين 45 و55 إلى 41.71 في المائة. يوسف الساكت