العمراني ... مسيرة محارب 3 كان بالإمكان الفوز باللقب لولا لعبنا ضد "كبار نيجيريا" كانت انطلاقة هشام العمراني من أحياء البرنوصي، التي اشتد فيها عوده، قبل أن ينضم للرشاد الذي قاده إلى الشهرة، عن طريق منتخب الأشبال، الذي بلغ نصف نهائي مونديال الشباب ببلجيكا وهولندا، تحت إشراف الإطار الوطني فتحي جمال. بعد العودة إلى المغرب، ارتفعت أسهم العمراني في سوق الانتقالات، غير أنه فضل الانضمام إلى الرجاء. لم يستمر مقامه طويلا، إذ سرعان ما غادر الرجاء، صوب الكوكب المراكشي على سبيل الإعارة في 2007، عاد بعدها إلى الفريق في 2008، وفي 2011 حط الرحال بالمغرب التطواني، ليعود إلى العاصمة الاقتصادية للدفاع هذه المرة عن قميص الغريم الوداد الرياضي. وفي 2015 انضم العمراني إلى الجيش الملكي الذي لعب له موسما واحدا، قبل أن يعلق «الصباط» بلغة «الكوايرية». نور الدين الكرف ييتذكر العمراني إنجاز الأشبال في مونديال الشباب بمرارة، ويقول" كان بالإمكان أفضل مما كان، لولا اصطدامنا في مباراة النصف بنيجيريا التي كان منتخبها يتوفر على لاعبين يفوقون السن القانوني لهذه المنافسة، بشهادة المتخصصين والمتتبعين. «لقد لعبنا أمام منتخب الكبار لنيجيريا، وخانتنا التجربة، قبل أن نسقط بثلاثية، في مباراة تحكمت فيها أمور غير رياضية" يقول العمراني. اكتفى أشبال المدرب فتحي جمال بالرتبة الرابعة بعد الانهزام في مباراة الترتيب أمام السيليساو بهدفين لواحد، في إنجاز تاريخي، لم ينل قيمته حينها إعلاميا، مع أنه تحقق مع إطار وطني، وبلاعبين من البطولة المحلية" للأسف لم يحظ هذا الإنجاز بالقيمة التي يستحقها، وسرعان ما توارى عن الأنظار العديد من النجوم، ربما هو خطأ من الإدارة التقنية، أو من اللاعبين أنفسهم، لأنه كان بالإمكان أفضل مما كان". ولم تستغلل الجامعة هذا الجيل لتكوين منتخب قوي قادر على المنافسة على الألقاب القارية والعالمية، باستثناء بعض اللاعبين الذين واصلوا الدفاع عن ألوان المنتخب الأول في مقدمتهم الأحمدي والزهر وباقي اللاعبين اختفوا عن الأنظار، أو اكتفوا بالمنافسة المحلية، ولم نعد نسمع عنهم أي جديد إلى حين الاعتزال"، مستدركا" الحالة الوحيدة التي استمرت وعمرت في الميادين وأتمنى له بهذه المناسبة، دوام الصحة والعافية، هو محسن ياجور، مثال اللاعب الجدي والمثابر". يضيف العمراني" كان بالإمكان أن يشكل منتخب الأشبال حينها، الانطلاقة الحقيقية لكرة القدم، لكن للأسف المنافسة المحلية كانت ضعيفة، واختيارات بعض اللاعبين كانت خاطئة". بعد العودة إلى أحضان البطولة، ونسيان الحلم الجميل لمونديال الشباب، انصب تفكير العمراني على مستقبله الكروي رفقة الرجاء" فضلت الفريق الأخضر، رغم أنه كانت لدي عروض احترافية كبيرة، إلا أن صغر السن وغياب التوجيه، والمنحة المغرية التي منحتها لنا جامعة كرة القدم بعد احتلال الرتبة الرابعة في المونديال (80 ألف درهم)، جعلتني في قمة السعادة ولم أفكر في مستقبلي الكروي، بالقدر الذي فكرت فيه في الوضع الذي صرت عليه، بعد أن أصبحت نجما داخل البطولة والأندية الأخرى تتهافت من أجل جلبي، فـأرجأت حلم الاحتراف"، قبل أن يضيف " أعتقد أنه أكبر خطأ ارتكبته في مسيرتي الكروية، لأنني فعلا كنت قنوعا بما وصلت إليه". واصل العمراني مغامرته مع الرجاء، وفاز معه بالكأس العربية في 2006، ليرتفع نجمه، رغم أنه ظل بعيدا عن المنتخب، كما يقول، « ليس من السهل في تلك الفترة كسب مكانة بين الأسود، لأن الأسماء التي تشكله كانت كبيرة وتتوفر على خبرة في المنافسة القارية والدولية، « مع ذلك ظللت أنتظر فرصتي لأنني ذقت حلاوة ارتداء القميص الوطني رفقة الشباب، للأسف لم يتحقق ذلك الحلم الذي راودني كثيرا". وحسب العمراني، فإن كرة القدم الوطنية، لم تستفد كثيرا من هذا الجيل الذهبي"ّ للأسف بعد العودة من المونديال، ظل جزء من اللاعبين صناع هذه الملحمة حبيسي كرسي الاحتياط، رغم نداءات الإطار الوطني فتحي جمال، الذي ظل يطالب بمنحهم الفرصة، إلا أنه للأسف لم يجد آذانا صاغية".