“عبادين الحريرة”

تعرف المساجد خلال رمضان اكتظاظا كبيرا وإقبالا لا مثيل له، مقارنة مع باقي أشهر السنة، حيث يقل عدد المصلين وتطرح تساؤلات كثيرة حول سبب العزوف عن ارتيادها. وبعد أن تعرف العديد من شوارع المدن مشاهد يومية لمصلين يقصدون أقرب مسجد في حيهم خلال رمضان، فإنه بمجرد انتهائه، تختفي أعداد المصلين الكبيرة داخل المسجد، فلا يبقى منها إلا القليل. "هؤلاء هم عبادين الحريرة"، يقول الحاج المختار، الذي قال إنه يتفاجأ في كل موسم رمضاني بوجوه جديدة تتوافد على أحد مساجد حيه بالرباط في ما أسماه "الحج الموسمي"، مضيفا "للأسف إن المساجد خلال رمضان ليست مثل باقي أشهر السنة". واعتبر الحاج المختار أن كسب أجر الصلاة في المسجد لا ينبغي أن يقتصر على رمضان فقط، بل يكون طيلة أشهر السنة، مؤكدا استياءه من ظاهرة "عبادين الحريرة"، التي لا تعكس سوى نفاق ديني، على حد قوله. من جانبه، قال عبد النور، إنه بمجرد انتهاء رمضان يختفي العدد الهائل للمصلين الذين كانوا يواظبون يوميا على ارتياد المساجد وتملأ صفوفهم جنباتها الخارجية. ولا يقتصر الاكتظاظ داخل المساجد على الفضاءات المخصصة للرجال، بل حتى فضاءات النساء تعرف إقبالا يتزايد يوما تلو الآخر من قبل شريحة واسعة من مختلف الفئات الاجتماعية ومختلف الأعمار. "لا يمكن أن أفوت فرصة أداء صلاة جماعية للتراويح خلال رمضان" تقول ربيعة، التي عبرت عن سعادتها بتلك الأجواء نتيجة العدد الكبير للمصلين، مضيفة "أتمنى أن تكون هذه المشاهد طيلة السنة وليس لشهر واحد". ووافقت السعدية ربيعة الرأي، لكن أبدت انزعاجها من بعض مظاهر الغضب التي تبديها بعض المصليات عندما يطلب منهن ترك حيز لمن بجانبهن لأداء صلاتهن، مضيفة "النساء اللواتي يرتدن مسجد الحي طيلة السنة يبقى عددهن قليلا مقارنة مع هذه الأعداد التي نشاهدها يوميا"، تقول السعدية، معبرة عن استيائها مما باتت تعرفه المساجد من مظاهر للتباهي والتفاخر من فئة معينة تولي اهتماما كبيرا بمظهرها الخارجي وبارتداء جلباب أو "عباية" مختلفين كل يوم أكثر من الاهتمام بالجانب الروحي. أمينة كندي

“عبادين الحريرة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فطور الصباح مباشرة ... الإرث -الولاية الشرعية -تزويج القاصرات - زواج الأم الحاضنة

لقطات

مقالات ذات صلة