رسالة ألحقت الحزب بالعدالة والتنمية الذي هدد بمسيرات مليونية في المدن حاصر قادة الاستقلال حليفهم الحكومي، عبد اللطيف وهبي، أمين عام الأصالة والمعاصرة، وزير العدل، بخصوص الكيفية التي يجب عليه اتباعها لإصلاح قوانين الحريات والحقوق، دون أن تكون لهم الجرأة السياسية للحديث بشكل مباشر عن مشروع القانون الجنائي، ومدونة الأسرة، والمسطرة الجنائية والمدنية. ورغم إلحاح قادة الاستقلال، في بلاغ لهم صدر الخميس الماضي، على أهمية التعبئة القصوى لتطبيق ميثاق الأغلبية، والالتزام بروح التضامن والانسجام في البرلمان والحكومة، قصد تنزيل الإصلاحات، وجه الاستقلاليون رسائل إلى الحليف الحكومي بالأصالة والمعاصرة وآخرين، قائلين "تدعو اللجنة التنفيذية إلى توخي الحكمة، ورجحان الرأي وفق الثوابت الجامعة للأمة، بخصوص الإصلاحات المواكبة للتحولات المجتمعية المتعلقة بممارسة الحريات والحقوق، ومقومات المواطنة المنصوص عليها دستوريا، عبر إنضاج الاختيارات والتوافقات بالحوار المسؤول، والتشاور الهادئ والبناء، حرصا على اللحمة الوطنية، والعيش المشترك داخل المجتمع"، في إشارة إلى القوانين التي حضرها وهبي والمتعلقة بالقانون الجنائي، ومسطرته ومدونة الأسرة. وبهذه الرسالة الموجهة إلى وهبي، يلتحق الاستقلال بالعدالة والتنمية، وبالأخص بعبد الإله بنكيران، أمين عام العدالة والتنمية، الذي هدد بخوض مسيرات مليونية في المدن لإسقاط أي إصلاح يسعى إلى توسيع هامش الحريات الفردية، دفاعا عن العلاقات الرضائية لحماية الحياة الخاصة في الأماكن المغلقة، خاصة البيوت لحرمتها، أو الاجتهاد في عملية توزيع الإرث والولاية الشرعية خاصة بعد الطلاق، إذ دعا بنكيران إلى الإبقاء على تجريم العلاقات الرضائية دفاعا عن شرعية الزواج، وعدم تعديل نصوص تجريم الفساد الأخلاقي وعدم المس بتوزيع الإرث لصدور حكم قرآني قطعي، ورفض أي اجتهاد حتى من داخل النص القرآني. واتصلت "الصباح" بنزار بركة، أمين عام الاستقلال، هاتفيا لاستفساره عن مغزى ما تضمنه بلاغ اللجنة التنفيذية من انتقاد غير مباشر لوهبي، وظل هاتفه يرن دون رد، وتركت له رسالة هاتفية قصيرة للرد عليها دون جدوى. وقال قيادي استقلالي لـ "الصباح"، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الفقرة السادسة الواردة في بلاغ اللجنة التنفيذية للحزب، يقصد بها فعلا إصلاح قوانين الأسرة على الخصوص بالدعوة إلى احترام الدستور، وإجراء إصلاحات بناء على الحوار الهادئ بعيدا عن التجاذب الذي حصل، أخيرا، بعضه ذهب أبعد من ذلك بخلط الأنساب، والديانات ودافع عن حرية المعتقد والمذاهب وهذا يشكل خطرا على الأمة المغربية. وأكد القيادي نفسه، أن الاستقلال لم يهاجم الوزير وهبي، ولم يتهمه لأنه حليف حكومي، والحزب يحترم ميثاق الأغلبية، ويقصد بكلامه فقط مذكرات كثيرة روجها فاعلون سياسيون تمت صياغتها من محبرة واحدة ولا يتفق عليها المغاربة، ما يستدعي توخي الحذر في أي إصلاح مرتقب. أحمد الأرقام