تفاصيل مثيرة كشف عنها التحقيق مع منتحل صفة مسؤول كبير في النيابة العامة، إذ عاشت مصالح الأمن ساعات في الجحيم بحثا عن سيارة، ادعى متهم في اتصال هاتفي مع قاعة النجدة، أنها مفخخة وستنفجر بحي القدس بسيدي البرنوصي، قبل أن يتضح أن البلاغ كاذب، وأن السيارة في ملكية طبيب خضع رفقة قريب له لتحقيق صارم بسبب شبهة الإرهاب. كما ورط المتهم ضابط شرطة بالبيضاء، اعترف أنه يتوسط له في ملفات قضائية وأمنية، إضافة إلى مالك موقع إخباري، يحترف بيع بطاقات الصحافة، ومسؤولين بمؤسسات أخرى، تم ذكر أسمائهم خلال البحث. وأوقف المتهم رفقة زميل له وفتاة، وأحيلوا، الجمعة الماضي، على وكيل الملك بالمحكمة الزجرية، إذ توبع بـ11 تهمة، من بينها النصب والاحتيال والإبلاغ عن جريمة وهمية يعلم بعدم حدوثها وانتحال صفة مسؤولي قضائي بارز وصحافي، في حين توبع شريكه والفتاة بالمشاركة والفساد. وتسبب المتهم في استنفار أمني كبير بالبيضاء، بعدما انتحل صفة مسؤول قضائي بارز، وربط الاتصال بقاعة النجدة التابعة لأمن البرنوصي، يشعرهم أنه توصل بمعلومات حول وجود سيارة مفخخة بحي القدس، مقدما رقم لوحتها، وطالبا من الأمن التدخل لمنع وقوع الكارثة. وتفاعلت الشرطة القضائية للبرنوصي بشكل جدي مع الاتصال، وبتنسيق مع المصلحة الولائية للشرطة القضائية، وبمساعدة مخبرين، تم تمشيط حي القدس والمناطق المجاورة له، بحثا عن السيارة "المفخخة"، دون العثور عليها بعد ساعات من البحث، قبل أن يربط الأمنيون الاتصال به، وهنا أدركوا أن الأمر يتعلق بنصاب، عندما ادعى أنه يوجد بالمحمدية، وأنه سيزودهم بالتفاصيل بعد الانتهاء من قضاء غرض شخصي. وسارعت الشرطة إلى تنقيط السيارة، فتبين أنها في ملكية طبيب يشتغل بالقطاع الخاص، تم استدعاؤه وتعميق البحث معه، فنفى علمه أو تورطه في تفخيخ سيارته، ولما استفسر عن إمكانية وجود عداوة مع شخص، ربما يكون هو من بلغ عنه بتهمة الإرهاب، شك في قريب له، تم استدعاؤه بدوره، وإخضاعه لتحقيق صارم، فاتضح عدم علمه بالأمر، ليتم الإفراج عنهما. وراهنت الشرطة على الشق التقني، وتمكنت من خلال هاتف المسؤول المزور من تحديد مكان وجوده بمحل للأفرشة بمنطقة عين السبع، حيث تمت مداهمته واعتقاله وشريكه رفقة فتاة، اعترفت أنها على علاقة غير شرعية معهما. وكشف البحث مع الموقوف أنه نجح في ربط علاقات وطيدة مع مسؤولين في مختلف المصالح والإدارات، كما ادعى أن له علاقة بضابط شرطة، يستعين به للتوسط له في ملفات حساسة حسب زعمه، كما كشف أن بطاقة الصحافة التي يستغلها في النصب، اقتناها من مالك موقع إخباري. مصطفى لطفي