فرنسا عملاق بأرجل من طين

3 أسئلة إلى محمد الشيكر خبير اقتصادي < اتضح، من خلال الخلاف الفرنسي المغربي الحالي، أن فرنسا لا تريد للمغرب أن يصبح قوة اقتصادية إقليمية وجهوية، وتعمل جاهدة، من أجل كبح مسار التنمية بالمغرب. كما أنها تسعى بمناوراتها الضغط على المغرب للحفاظ على مصالحها بالمغرب وكذا بإفريقيا، خاصة بعدما أصبح المغرب يلعب دورا مهما على الساحة الإفريقية، عبر استثماراته في مجالات واعدة وتحول إلى منافس قوي في الساحة الإفريقية، ما أزعج فرنسا كثيرا. وسبق لـ "ألان جيبي" أن حذر من أن التوجه الذي يسير عليه المغرب يمكن أن يخلق مشاكل لفرنسا، وسبق لتقرير صادر عن مركز دراسة ألماني أن طالب بضرورة كبح المسار التنموي للمغرب، لتلحق به بلدان أخرى من المنطقة، مثل الجزائر وتونس. وتقود فرنسا حملتها الحالية من أجل إضعاف المغرب. وأتساءل، بهذا الشأن، لماذا لم تفتح فرنسا، التي تقدم نفسها على أنها مدافعة عن مصالح المغرب، مفاوضات مباشرة مع المغرب من أجل دراسة كل الخلافات وإيجاد حلول متوافق بشأنها؟ < كما أشرت سابقا تعامل فرنسا مع ملف الصحراء، ليس هدفا في حد ذاته، بل وسيلة توظفها فرنسا، من أجل مساومة المغرب والضغط عليه للحفاظ على مصالحها، سواء داخل المغرب أو على المستوى الإفريقي، علما أن لفرنسا مصالح كثيرة، يمكن أن تخسرها بطريقة تدبيرها لعلاقتها مع المغرب. وهناك قطاعات كانت تستولي عليها الشركات الفرنسية وسحبت منها لفائدة شركات أوربية أخرى، مثل حافلات النقل الحضري، الذي تكلفت بها شركات ألمانيا في أكادير وأخرى إسبانية بالدار البيضاء، كما عهد إلى مقاولات إسبانية للتكفل بعربات القطار. وما يزال المغرب لم يعلن بعد عن الجهة التي ستتكفل بإنجاز خط القطار فائق السرعة، التي سيربط الدار البيضاء بأكادير، علما أن الشركات الفرنسية هي من تكفل بإنجاز الخط الحالي الذي دخل مرحلة الاستغلال، ما يعني أن فرنسا هي الخاسرة، إذا استمرت في معاكسة مصالح المغرب وتشبثت بمقاربتها الحالية. ويجب التأكيد، في هذا الباب، أن المغرب أصبح يتعامل الند بالند مع فرنسا، ولا يمكن أن يتساهل أو أن يتنازل عن مصالحه الإستراتيجية. < كشفت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي لبلدان إفريقية، أن فرنسا عملاق بأرجل من طين، إذ بدأ البساط يسحب من تحت قدميها، خاصة مع بروز نخب سياسية جديدة بإفريقيا ترفض العلاقات الأبوية بين الدول، وتعتبر أن فرنسا لا تنظر إلى القارة الإفريقية إلا من زاوية المصالح الاقتصادية. وساهم ولوج لاعبين جدد بالملعب الإفريقي، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا إلى تنامي العداء ضد الوجود الفرنسي بالقارة. لذا تحاول فرنسا توظيف عدد من الوسائل، للضغط على شركائها الاقتصاديين بإفريقيا لتعزيز موقعها، وليس من مصلحتها أن تستقل هذه البلدان اقتصاديا عنها، وتستعمل كل ما أوتيت من قوة لكبح مسلسل التنمية بهذه البلدان، التي من ضمنها المغرب. أجرى الحوار: ع.ك

فرنسا عملاق بأرجل من طين

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإرهابيون قتلة الشرطي تطرفوا سريعا

إرهابي في ضيافة "الإليزي"

مقالات ذات صلة