مهربو المخدرات… اختراق للسيطرة

ورطوا أمنيين ودركيين ويتخفون في صفات رجال الأعمال «اختراق»الأجهزة الأمنية بكل تلويناتها، لم يعد من الطابوهات المسكوت عنها، بأي مبرر كان، مع توالي عمليات استهداف الأجهزة الأمنية من قبل عصابات تضع نصب أعينها مسألة واحدة هي كيفية تصريف نشاطها الإجرامي والحصول على حماية من يفترض فيهم السهر على حماية الأمن. فالاختراق الذي تشهده الأجهزة الأمنية من خلال بعض عناصرها، ويظهر في كل مرة تفكك فيها شبكات الاتجار في المخدرات، يدفع إلى التساؤل عن الأسباب الكامنة وراء توظيف تلك العناصر، هل بسبب عوز مادي يمكن أن يدفع صاحبه إلى مخالفة القانون، والانسياق وراء الحصول على منافع شخصية في ضرب سافر للقانون، ممن يفترض فيه السهر على حسن تطبيقه، ليس من باب الاحترام ولكن من باب جسامة المسؤولية المسندة إليه، وأي تساهل في عمله أو تواطؤ كيفما كان يجر مصائب عدة، أم أن سبب الاختراق خلل في القيم أصبحنا نعانيه جميعا في ظل ما يشهده العالم من متغيرات أضحت معها المصلحة الشخصية تعلو فوق كل شيء، ولم تعد هناك ضوابط يحتكم إليها، إلا أن الطامة الكبرى تكمن في قوة اختراق تلك الشبكات، ما يتطلب من المسؤولين البحث عن مكامن الخلل وطرق علاجها، لأن الداء في تزايد مستمر، وأي تأخير في العلاج يمكن أن تنتج عنه كوارث حقيقية. «الصباح» ترصد في ملفها الأسبوعي ملفات تورط فيها أمنيون وجمركيون ودركيون، والإغراءات التي كانت وراء سقوطهم في مثل تلك الشبكات. كريمة مصلي شرطي و"مخازنية" في خدمة "بزناسة" الأمني مكلف بخفر ناقلات الكوكايين وعناصر القوات المساعدة استغلت حراسة المنافذ البحرية لتأمين عمليات التهريب في الوقت الذي تسابق المصالح الأمنية بمختلف تلاوينها خوض معركة شرسة ضد عصابات وشبكات المخدرات، مضحية بوقتها وفي أحيان أخرى بحياتها في سبيل حماية الوطن والمواطنين من أفراد يعملون جاهدين لإغراق المغرب بالممنوعات وتخريب المجتمع لتحقيق الاغتناء السريع، فإن العناصر الإجرامية نفسها اهتدت إلى تطوير أساليبها لتفادي الاعتقال وتسهيل عمليات التهريب والترويج عن طريق اختراق عدد من الأمنيين والدركيين والقوات المساعدة. ومن بين الحالات التي فضحت هذا النوع من المخاطر، التي تتربص بالمصالح الأمنية، الواقعة المتمثلة في نجاح عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، في التصدي لمناورات أباطرة المخدرات في التغرير بالأمنيين لخدمة مصالحها الإجرامية، بعد الإطاحة بشرطي اختار دخول عالم الإجرام بالانتماء إلى عصابة لتهريب وترويج مخدر "الكوكايين"، من أجل تحقيق الاغتناء السريع. وتم إيقاف الشرطي الذي يعمل برتبة مقدم شرطة يعمل بطانطان، رفقة ثلاثة "بزناسة» في حالة تلبس في عمليات متفرقة ببني ملال والمنطقة القروية "بين الويدان»، إذ يشتبه في تنسيقه مع عصابة لترويج المخدرات الصلبة لإنجاح مخططات تهريبها، إذ استعان بصفته الأمنية لتأمين إيصال كميات من البضاعة المحظورة لأصحابها، مستغلا وضعه الاعتباري، للتمويه على الأمن وتجنب المساءلة. وأجهض التدخل الأمني والتنسيق الناجع بين أفراد الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وعناصر "ديستي» مخططات المشتبه فيهم، ووضع حد لمسلسل عملياتهم الإجرامية، إثر ضبطهم متلبسين بحيازة كمية مهمة من الكوكايين كانوا بصدد خفرها وتفويتها لأشخاص آخرين، تُجرى الأبحاث بشأنهم لتشخيص هوياتهم وإيقافهم. واستطاعت عصابات المخدرات اختراق بعض عناصر القوات المساعدة، التي تشتغل ضمن الفرق المكلفة بحراسة المنافذ البحرية والطرق المؤدية للشواطئ بإقليم الدريوش. وافتضحت القضية إثر اعتقال ثلاثة عناصر من القوات المساعدة يشتبه تورطهم في المشاركة في تهريب المخدرات، بعد أن أسفرت الأبحاث والتحريات المنجزة من قبل مصالح الدرك الملكي بالدريوش عن تحصيل نتيجة تكشف تورط عناصر القوات المساعدة في العمل لحساب بارونات وشبكات المخدرات، بتسهيل أنشطة تهريب سلعها المحظورة، بالتستر على تحركاتها وتأمين إنجاح مخططاتها، باستغلالهم وضعهم الاعتباري لتفادي سقوط تجار ومهربي الممنوعات في أيدي مصالح الأمن والدرك. وتبين للمحققين أن بارونات المخدرات يعتمدون في إنجاح عملياتهم المشبوهة على التنسيق مع المشتبه فيهم الثلاثة، الذين ينظمون تحركاتهم بين الشواطئ ويوزعون مهام شركائهم بشكل احترافي، تفاديا لأي حملة أمنية، مستغلين عملهم ضمن الفرق المكلفة بحراسة المنافذ البحرية والطرق المؤدية للشواطئ بإقليم الدريوش، للقيام بمعاكسة القانون والامتناع عن القيام بواجبهم المهني، مقابل تحقيق أرباح مالية مهمة. وفي الوقت الذي اعتقد فيه "المخازنية» أن أنشطتهم التي تخالف القانون والواجب تخاد الوطن، صدموا بافتضاح أمرهم بناء على عملية أمنية قامت بها مصالح الدرك الملكي، إثر التوصل بمعطيات دقيقة تفيد تورط المكلفين بحراسة منافذ البحر في تأمين تهريب المخدرات والتعامل مع "البزناسة» وشبكات التهريب. وبعد انتهاء مدة الحراسة النظرية التي خصصت لإجراء الأبحاث القضائية وظهور معطيات تؤكد تورط المشتبه فيهم في العمل لحساب بارونات المخدرات وشبكات تهريب الممنوعات، تقررت تقديمهم أمام وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدريوش لفائدة البحث والتقديم في انتظار إحالتهم على المحاكمة لخطورة أفعالهم الإجرامية، التي تعاكس مجهودات محاربة المخدرات. محمد بها

مهربو المخدرات… اختراق للسيطرة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

فضائح زعزعت أجهزة أمن بالشمال

مقالات ذات صلة