سوق إنزكان… بورصة الخضر والفواكه

تنظيم سلسلة التسويق لآلاف الأطنان من المنتجات الفلاحية تعتبر إنـزكان العاصمـة التجاريـة للجهـات الجنوبيـة المغربية، ويتوسـع إشـعاعها التجاري ممتدا إلى عموم التـراب الوطنـي والإفريقي، من خلال سوق الفواكه والخضر بالجملة ونصف الجملة، الذي يشكل أول قطب تجاري بالجنوب المغربي، والثاني بالمغرب، سواء من حيث المساحة ومعدلات الشحن، أو كمية الخضر والفواكه المسوقة داخله، أو رقم معاملاته، إذ يضخ في خزينة الدولة أزيد من مائة مليون سنتيم شهريا. وشيد سوق الفواكه والخضر بالجملة ونصف الجملة الجديد الذي افتتحت محلاته يوم 28 مارس 2019، على مساحة إجمالية تصل 127 ألفا و 471 مترا مربعا، بعدما كان السوق القديم يشغل فقط مساحة تصل 61 ألف متر مربع. ويضم السوق 419 محلا تجاريا من مساحات مختلفة، ضمنها 164 محلا مساحتها 40 مترا مربعا. كما توجد به فضاءات أخرى لعرض المنتجات، وتفريغ وشحن السلع، فضلا عن مجموعة من المقاهي والمطاعم، ومرافق صحية وإدارة. وتخترقه مجموعة من الطرق والممرات والمواقف المخصصة للشاحنات ومركبات وعربات نقل البضائع، تشغل داخل السوق مساحة أرضية تصل 55 ألفا و 300 متر مربع. ويسمح المرفق بتنظيم وتجويد سلسلة التسويق لآلاف الأطنان يوميا، من المنتجات الفلاحية الموجهة للأسواق، إضافة للبنية التحتية المعاصرة للسوق والتي تستجيب للمعايير الموصى بها. ولعل ما جعل هذا السوق يثبت نشاطه التجاري بقوة منذ الستينات، ويفرض نفسه مصدرا للخضر والفواكه، ليتم الاعتراف به رسميا في 1984، هو إنزكان ذاتها، من خلال موقعها الإستراتيجي، لتمركزها وسط المملكة. كما أن المدينة في حد ذاتها، تعتبر سوقا مفتوحة على التجارة المحلية والجهوية والوطنية والدولية، وتحتل إنزكان الرتبة الأولى من حيث الإجمالي المخصص لقطاع البنيات التجارية بمدن العمالة. وتشكل إنزكان ملتقى الطرق الوطنية والجهوية، حيث تنشط حركة المرور والنقل والتنقل حول إنزكان عبر محاور رئيسية. يربط الأول شمال المغرب بجنوبه عبر الطريق الوطنية رقم 8 الرابطة بين أكادير والحسيمة عبر مراكش وبني ملال وفاس وتاونات. ويربط المحور الثاني ما بين طنجة والكويرة مرورا بالمدن الساحلية، عبر الطريق الوطنية رقم 1. ويربط المحور الثالث غرب المغرب بشرقه عبر الطريق الوطنية رقم 10 الرابطة بين أنزكان وأكادير وبوعرفة عبر تارودانت وورزازات والرشيدية. وتعبر عبر محور أكادير وإنزكان أزيد من 35 ألف عربة يوميا ذهابا وإيابا، ويناهز معدل حركة المرور في الساعة الواحدة 2000 عربة تقريبا. عشرون ألف شاحنة نحو جنوب الصحراء يتميز سوق الجملة ونصف الجملة للخضر والفواكه بإنزكان، عن باقي أسواق الجملة بالمغرب، بنمط ونوعية تسويق المنتجات الفلاحية. وتخضع التجارة داخله لنمطين من العرض، يتمثل الأول من التجارة بالسوق، في عرض الخضر خارج الفضاء التجاري للمرفق، إذ يعرض جزء مهم من الجزر واللفت أمام الباب الرئيسي لمواقف السيارات. وتبتدئ عمليات البيع والشراء منذ الصباح الباكر. وتخضع البضاعة للبيع بين الوسطاء لأكثر من مرة، قبل أن تصل إلى البائع بالتقسيط، أو تجار التقسيط بالأسواق الداخلية بعدد من جهات المملكة، خاصة متاجر وأسواق مدن الجهة وعدد من المدن الجنوبية. بينما يمارس النمط التجاري الثاني الذي يميز سوق الجملة بإنزكان، من خلال العلاقات الخاصة، التي أصبحت تربط الفلاحين والممونين، بأصحاب المتاجر داخل فضاء السوق. وتفيد الإحصائيات المرتبطة برسوم الدخول، أزيد من مائة شاحنة محملة بالخضر والفواكه، إلى جانب أزيد من ألف سيارة نفعية محملة بالفواكه. ويقدر عدد الشاحنات المحملة سنويا بالخضر والفواكه من سوق الجملة الحالي، والمتجهة إلى وجهات مختلفة بالمغرب وبدول جنوب الصحراء كالسنغال وموريطانيا ومالي حوالي 20.000 شاحنة، أي ما بين 40 و90 شاحنة يوميا. إنتاج الخضر والحوامض يستمد السوق قوته الجهوية والوطنية والقارية، لأن جهة سوس ماسة، تحتل بحسب إحصائيات وأرقام المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لسوس ماسة، الرتبة الأولى في إنتاج الخضر والحوامض على الصعيد الوطني، إذ وصل إنتاجها السنوي في الموسم الفلاحي 21-22 إلى 1.877.000 طن من الخضر، منها 1.600.000 طن من البواكر، و700 ألف طن من الحوامض. ويساهم القطاع الفلاحي بالجهة بشكل كبير في تزويد الأسواق الداخلية والخارجية بعدة منتوجات فلاحية، خصوصا الخضروات والحوامض، زيادة على تصدير 85% من البواكر و65% من الحوامض على الصعيد الوطني. وتساهم جهة سوس-ماسة، خاصة سهل شتوكة، بنسبة عالية في تزويد الأسواق الوطنية بالخضر خاصة الطماطم، التي تبلغ مساحتها 3900 هكتار، بإنتاج متوقع قدره 695.000 طن برسم الموسم 2023/2022. ويعتبر سوق الخضر والفواكه بالجملة ونصف الجملة لإنزكان، الممون والمزود الرئيسي والمركزي لجميع مناطق الجنوب المغربي، بصحرائه الشرقية والغربية، ولمجموعة من دول الساحل كموريتانيا والنيجر ومالي وغيرها، بل ولأغلب عمالات وأقاليم المملكة. ويزود السوق أغلب الأسواق ومتاجر الخضر والفواكه بالمملكة، بما فيها أسواق الجملة، إذ اتخذ لنفسه منذ السبعينات، رغم عشوائيته آنذاك، بحكم موقعه الجغرافي بوسط المغرب، مكانة أساسية في التجارة على المستوى الدولي والجهوي والوطني والمحلي. وأصبح يمثل ما يشبه بورصة لقيم أسعار الخضر والفواكه بالمغرب، إذ يعتبر مرجعا أساسيا في الأسعار، سواء لدى تجار الجملة، أو بالنسبة لمصدري الخضر والفواكه إلى خارج الوطن. سوق جديد في 1983 تم إنشاء سوق جديد في 1983 على مساحة تناهز 7 هكتارات، تسهر على تنظيمه السلطات المحلية والبلدية، كما يلج إليه عدد لا يستهان به من أصحاب المجرورات اليدوية الناقلين للسلع إلى الأسواق المجاورة الأسبوعية منها والحضرية: تكوين، الدراركة، الدشيرة، تراست، الجرف. ويتوفر السوق على باب رئيسي بواجهة شارع المختار السوسي وخمسة أبواب صغيرة أخرى، كما يتضمن ساحة للبيع وأخرى للشحن والإفراغ، بالإضافة إلى أماكن مخصصة لوضع الصناديق الفارغة وإصلاحها، وفضاء مخصص لبيع القطاني والتمور. وتقرر إنشاء سوق جديد بمواصفات جديدة لضمان ممارسة تجارية تمكن من تزويد السوق الوطني والإفريقي بالخضر والفواكه، فتحت أبوابه في 2019. محمد إبراهمي (أكادير)

سوق إنزكان… بورصة الخضر والفواكه

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

امرأة ضمن شبكة للمخدرات ببني ملال

إشادة عربية بالملك

مقالات ذات صلة