عشرات الأسر تعاني يوميا لتوفير لترات منه والسلطات تتجاهل معاناتها في وقت يعيش فيه المغرب حالة من الإجهاد المائي، تعاني الكثير من مناطق المملكة، خاصة في المجال القروى، والدواوير العشوائية داخل المدن، قلة أو انعدام الموارد المائية، إذ يضطر السكان للقيام برحلة يومية للبحث عنها. ويعتبر سكان دوار أولاد عبو الملقب بدوار (يامنة)، أحد هذه الدواوير التي تعاني العطش في العاصمة الاقتصادية، فرغم أنهم يقطنون بهذا الدوار منذ 22 عاما، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على الضوء الأخضر للتزود بالماء، بسبب عدم رضى صاحب الأرض التي بني عليها الدوار على هذه المبادرة، حسب السكان المحليين. وقال أحد السكان في حديثه مع "الصباح"، إن المسؤولين شيدوا "سقاية" بالدوار قبل سنوات، "لكن فوجئنا في الأيام الأخيرة أن المورد الوحيد للمياه في الدوار جف، ولم نعد نجد ما نشربه أو نقضي به حاجياتنا اليومية". ويضيف أن السكان يضطرون لقطع مسافات نحو الدواوير المجاورة، من أجل ملء براميل المياه، بالاستنجاد بسكانها أو أصحاب المحلات التجارية، الذين يسمحون بكميات معينة للمياه لكل أسرة. وأوضح المتحدث ذاته، أن سكان الدوار اقتنوا مساكن عشوائية قبل عقدين من امرأة كانت تملك تلك الأرض، غير أنه بعد وفاتها، ورث ابنها الأرض، وأصبح الأمر معقدا في ما يتعلق بتجهيز المساكن بالماء والكهرباء، مبرزا أن الإنارة العمومية دفع السكان المال من جيوبهم لتوفيرها. ويتهم السكان صاحب الأرض بعرقلة تزويدهم بالماء، إذ أن السلطات العمومية تخبرهم أن الإشكال في صاحب الأرض حسب قولهم، مشددين على أن جميع الأبواب طرقوها دون جدوى، سواء تعلق الأمر بالمنتخبين أو المسؤولين الترابيين. والعجيب في دوار "يامنة"، أن جميع الدواوير المجاورة له تتوفر على الماء، إذ أن بعضها لا يبعد سوى بمسافة 100 متر، الأمر الذي يثير مخاوف السكان من وجود نية لترحيلهم، خاصة بعد قطع التزويد على "السقاية". ومن غير المقبول أن تتجاهل السلطات ومعها المنتخبون معاناة 50 أسرة في هذا الدوار، خاصة أن الأمر يتعلق بمادة حيوية يستحيل العيش دونها، وبالعاصمة الاقتصادية للمملكة، إذ كيف أن مدنا وقرى بعيدة تتوفر على الربط بالماء والكهرباء، وسكان لا يبعدون عن قلب العاصمة سوى بكيلومترات يعانون العطش. عصام الناصيري