مدارس الكرة…رياضة و”بزنس”

أندية عالمية تبحث عن الموهبة المفقودة واستثمار يصل إلى الملايير في غياب البنية التحتية أعطت أغلب بلدان العالم اهتماما واسعا للمدارس الكروية اعتمادا على منهجيات علمية مدروسة من أجل نشأة صحيحة للممارس، وزرع حب الرياضة في دواخله ليكون لاعبا مميزا في المستقبل، لكن الآية معكوسة تماما عندنا في المغرب فالهدف الأساسي لبعض هذه المدارس سيما الخاصة منها، الربح المالي بعيدا عن أي منهجيات تدريسية أو تأطيرية . في أغلب دول العالم عندما ترغب أي مؤسسة في افتتاح مدرسة لكرة القدم يتم الاتفاق على دفتر تحملات من أجل تحديد الأهداف تحت وصاية من جامعتها، لكن الآية معكوسة أيضا ومن أراد افتتاح مدرسة فعليه البحث عن أرض معشوشبة ويبدأ في توزيع مناشير يحدد فيها ثمن الخدمة، إلا في استثناءات قليلة، هذا دون الحديث عن الأشخاص الذي يدعون امتلاكهم حق افتتاح مدارس باسم الريال والبارصا من أجل جذب أكبر عدد من الآباء الراغبين في تسجيل أبنائهم. مدارس للمتعة والممارسة الحقيقيةالأكاديميات تجذب المستفيدين ببرامج محترفة واتفاقيات مع فرق عالمية لتختصر لهم "طريق النجومية" بدأت المدارس الخاصة لكرة القدم تقتحم المدن المغربية بكثرة في السنوات الأخيرة، إذ أحدثت عددا مهما من المدارس، بعد تجربة أكاديمية محمد السادس الناجحة، والتي أنجبت لاعبين شبابا، يحملون اليوم أقمصة فرق وطنية وأوربية واعدة. غالبية المدارس الخاصة بالمغرب أخذت التجربة من أخرى أوربية، إذ منها من تنشأ فرعا لها بالمغرب مثل أرسنال وبرشلونة وريال مدريد وباريس سان جيرمان، ومنها من يتحكم فيها أصحاب المال، الذين يريدون الاستثمار في هذا المجال، مثل "أنفا سوكر يوث أكاديمي" و"ميرو فوت أكاديمي" وغيرها. علاقات مع فرق أوربية لجذب المستفيدين في خضم الأموال الطائلة التي تصرف على انتدابات اللاعبين على المستوى العالمي، ظهرت هذه المدارس لتستثمر في هذا المجال المربح، رغبة في الربح أولا، قبل أن تصنع لنفسها اسما وتاريخا، وتطعم فرقا عالمية بلاعبين شباب، كما فعلت أكاديمية محمد السادس، و "أنفا سوكر" التي تأسست سنة 2009، وزودت فرقا انجليزية بلاعبين مثل ويست هام وفولهام، ثم مدرسة أرسنال التي تحاول استغلال المواهب بالمغرب وإرسالها إلى انجلترا لتكملة تكوينها. ولجذب المستفيدين من الصغار مثلا بالدار البيضاء، تنهج هذه المدارس طرقا عديدة، أهمها الإشهار في المدارس الابتدائية والإعدادية، وذلك لإقناع الصغار ومنهم أولياء أمورهم، بأهمية العمل الذي يقومون به، وضمان مستقبل أبنائهم في أكبر الفرق الأوربية، مقابل مبلغ مالي محترم، يعتبر قليلا، مقارنة ب "الوعود والأحلام" التي يقدمها أصحاب المشروع لجذب المستفيدين، مستغلين بذلك "الثراء الفاحش" و"النجاح منقطع النظير" الذي يعرفه لاعبو كرة القدم، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي. الأكاديميات .. فرق كرة قدم عصرية لا يقتصر دور الأكاديميات الخاصة لكرة القدم على التكوين فقط، رغم أنه الهدف الأساسي لها بعد تحقيق الأرباح طبعا، لكنها تكون فرقا في كل الفئات العمرية، تمارس على أعلى مستوى في الدوريات العالمية والأوربية، مثل "أنفا سوكر" التي سبق ولعبت في الدوري الإنجليزي في درجته الثانية وحققت نتائج باهرة، إذ يحمل لاعبون شباب بصمتها اليوم في بعض الفرق الانجليزية، ثم أكاديمية أرسنال التي شاركت في دوريات عالمية وانجليزية.بعيدا عن الهدف الأساسي ألا وهو الربح، فإن "فرق" الأكاديميات، تعتبر الأكثر تطورا تنظيميا وتسييريا، إذ تعتمد بالدرجة الأولى على استنساخ نماذج من الفرق الأوربية، مثل أكاديمية أرسنال التابعة للفريق الإنجليزي، وأكاديمية باريس سان جيرمان التابعة لفريق العاصمة الفرنسية الأول، ثم أكاديمية محمد السادس التي أنشئت قبل سنوات، ناهيك عن الأكاديميات الأخرى التي لا تحمل بالدرجة الأولى اسم ناد أوربي عريق، لكنها تتباهى بالاتفاقيات الموقعة معها، والتي تخول لها إرسال شباب للتجربة في الدوريات الأوربية. أسماء انتقلت من المغرب إلى أوربا، تمكنت من حمل قميص أندية أوربية، غير أن طريق النجاح يبقى أطول وأكبر، مما تقدمه الأكاديميات الخاصة، التي تبدأ الطريق، على أن يتممه المستفيد نفسه.لكن، هل جذب مشروع الأكاديميات الشباب المغربي؟ إحصائيات المدارس التي ذكرناها، تدل على أن نسبة مهمة من الشباب المغربي والصغار، أولوا اهتماما كبيرا بهذه التجربة، غير أنهم يعتبرونها متعة، قبل التفكير في الممارسة الحقيقية لكرة القدم، والوصول إلى "العالمية" التي تعدهم بها هذه الأكاديميات. ربما لأن وعود الأكاديميات تفوق التصور، أو حتى التفكير في أن طفلا صغيرا لا يتجاوز عمره 8 سنوات، سيصبح يوما ما لاعبا موهوبا مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، خريج أكاديمية خاصة بالمغرب... في تاريخ كرة القدم العالمية، لم يذكر التاريخ أسماء لاعبين شباب كثر، خريجي أكاديميات كرة قدم خاصة، لا تحمل اسم فريق معين، تمكنوا من الوصول إلى "العالمية المنشودة"، باستثناء البعض، الذين يؤكدون بطبيعة الحال القاعدة. أعداد المستفيدين من الأكاديميات الخاصة بالمغرب في تزايد، مع ارتفاع عدد المدارس في كل سنة، إذ يمكن أن نجد آلاف المستفيدين في مدرسة واحدة، بحكم التنظيم المحترف والجيد لكل الفئات العمرية، ناهيك عن البرنامج الطموح الذي يخضع له المستفيد طول السنة. هناك مدارس مثل "أنفا سوكر" تتكون على تسع فئات عمرية، من سن التاسعة إلى غاية العشرين، مرورا بحراس المرمى والفتيان والشباب والأمل، إذ تعرف إقبالا كبيرا من لدن الشباب المغربي، الذي يفكر هو الآخر في "النجومية". العقيد درغام المغرب يغري أنتير ميلانو قررت إدارة أنتير ميلانو الإيطالي افتتاح أكاديمية كروية بالمغرب بعد دراسة امتدت ثلاث سنوات، أوفدت خلالها عددا من مبعوثيها إلى دول عربية، قبل أن يتم اختيار المغرب. وبعد الاتفاق على افتتاح الأكاديمية بالمغرب فتح مسؤولو الفريق الإيطالي مفاوضات مع الدولي السابق عزيز بودربالة ليكون سفيرا لأنتير ميلانو. وقام بودربالة بزيارة إلى مقر الأنتير بميلانو والتقى عددا من مسؤوليه للاتفاق على كافة تفاصيل العقد الذي سيجمع الجانبين. والتقى بودربالة خلال الزيارة بمدير أكاديميات الفريق جورجيو ريتشي، وباربارا بيكوين المسؤولة عن قسم التسويق بالنادي ونائبة رئيس.وخلص الاجتماع بالاتفاق على الخطوط العريضة لمشروع إنشاء أكاديمية لكرة القدم تابعة للأنتير، في ضواحي مدينة مراكش، كما عرف اللقاء حفل تعيين بودربالة سفيرا للنادي في المغرب ومشرفا على الأكاديمية التي تقرر أن تخصص لتكوين الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 5 و12 سنة والمؤطرين. وقال بودربالة بهذا الخصوص إن زيارته لميلانو جاءت بعد تلقيه دعوة رسمية من مجلس إدارة الأنتير لمناقشة مشروع إنشاء أكاديمية كروية تابعة للنادي الإيطالي بالمغرب، والتي ستكون من أكبر الأكاديميات بالمغرب وإفريقيا. وأضاف بودربالة، ل «الصباح"، «الدعوة شرف كبير لي خصوصا أنني كنت قريبا من اللعب له سنة 1984، الآن الأمور مختلفة سأكون سفيرا للنادي بالمغرب وشمال إفريقيا وسأكون المشرف على مشروع الأكاديمية خصوصا أنني لمست مدى الرغبة الكبيرة للمسؤولين الإيطاليين في الاستثمار ببلادنا". وبدأ بودربالة مساره لاعبا لكرة قدم بداية الثمانينات رفقة الوداد الرياضي ثم انتقل بعد ذلك للاحتراف بسيون السويسري وماترا راسينغ وليون الفرنسيين ، كما أنه لعب ما يفوق 100 مباراة دولية مع المنتخب الوطني كما بلغ معه الدور الثاني من كأس العالم خلال نهائيات مونديال 1986 بالمكسيك.أحمد نعيم

مدارس الكرة…رياضة و”بزنس”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حلقة جديدة من "شكلك مش غريب" اليوم

3 أسئلة : المـدارس مستقبل الكرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات