انتكاسة خريبكة… “من الخيمة خرج مايل”

اختيارات المدربين وتسريح كابيلو وعدم تأهيل اللاعبين أبرز الأسباب يجتاز أولمبيك خريبكة أسوأ انطلاقة في تاريخه ببطولة القسم الأول، إذ لم يفز بعد مرور 12 دورة، في غياب الاستقرار التقني، والتعاقد الخاطئ مع المدرب التونسي لسعد الدريدي، الذي أثر على انطلاقة الفريق، وجلب البرتغالي ريكاردو، الذي عجز عن تصحيح الوضع. ويدفع الفريق ثمن كثرة تغيير اللاعبين، والتأخر في تعيين مكتب مسير جديد، والإصابات المتتالية، وعدم تأهيل عناصر متمرسة، إضافة إلى سوء التعامل مع المباريات، وتأثير بعض قرارات التحكيم في عدة مباريات. إنجاز: عبد العزيز خمال (خريبكة) - تصوير: (عبد اللطيف مفيق) الدريدي... الانطلاقة الخاطئة أثر التعاقد مع المدرب التونسي لسعد الدريدي كثيرا على انطلاقة أولمبيك خريبكة، رغم التحاقه المبكر في غشت الماضي، وقيامه بالتعاقدات، والإشراف على التداريب، وخوض مجموعة من المباريات الإعدادية، لكنه فشل في توظيف اللاعبين ولم يستطع تدبير علاقة النادي مع أحد الوكلاء. وسقط الدريدي في كثرة التغييرات المثيرة للجدل على مستوى التشكيلة من مباراة لأخرى، وغياب التناغم داخل المجموعة التي عانت الأمرين داخل وخارج الميدان، ما أجبره على المغادرة بعد مرور ثماني دورات، لم يحقق فيها سوى ثلاث نقاط. تأثير الفراغ الإداري تأثر أولمبيك خريبكة كثيرا بسبب الفراغ التسييري، إثر التأخير الحاصل في انتخاب رئيس ومكتب مسير جديدين، تزامنا مع خوض العديد من المباريات الرسمية، في غياب أي مخاطب، وعدم التوصل بالمستحقات المالية. ورغم الجهود التي قام بها المدير العام السابق جواد بنكيران لسد الفراغ وتأمين السير العادي للفريق في فترة الفراغ، فإن النادي وجد نفسه أمام عدة إكراهات، تسبب فيها بعض أعضاء المكتب السابق. وتم انتظار الجلسة التكميلية للجمع العام التي أفضت إلى انتخاب الرئيس يوسف ججيلي الذي قام بتسوية جزء من هذه المستحقات، وتتجلى في راتب نونبر ودجنبر، في انتظار صرف أجرة الشهر الماضي، وجزء من منح التوقيع السنوية العالقة بذمة الفريق، وتسديد قرابة 60 مليونا لثلاثة لاعبين لجؤوا إلى غرفة النزاعات، إضافة إلى مستحقات عالقة لفائدة المدرب السابق عبد العزيز كركاش، الذي طالب بها بطريقة ودية، لتفادي التأثير على وضعية النادي بالجامعة. بالمقابل تمت تسوية ملفي اللاعبين السابقين أسامة المزكوري والمالي يوسوفو طراوري، من أجل الشروع في إبرام التعاقدات الشتوية الحالية. ريكاردو... تكريس الأزمة ما زال المدرب البرتغالي ريكاردو فورموزينيو عاجزا عن تصحيح أوضاع الفريق، رغم مرور أكثر من شهرين على التحاقه بالفريق، وإشرافه على المعسكر الإعدادي في فترة توقف البطولة. ومزال ريكاردو لم يستقر على التشكيلة الأساسية، وأيضا طريقة لعبه التي اختلفت في مواجهات مولودية وجدة والرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي والجيش الملكي، ليكتفي بنقطتين من تعادلين، فيما انهزم في مواجهتين. وكشفت معطيات حصلت عليها "الصباح" أن ريكاردو مازال عاجزا أيضا عن ضبط مجموعته، بدليل أن بعض اللاعبين شاركوا في مباراة رسمية رغم غيابهم عن التداريب، ما أثار احتقانا وسط باقي اللاعبين. وكانت الجماهير الخريبكية تمني النفس بالتعاقد مع مدرب مغربي يعرف البطولة الوطنية جيدا، وسريع التجاوب مع اللاعبين، بإمكانه أن يخرج المجموعة سريعا من النفق المظلم. 26 لاعبا دون فوز استعان لسعد الدريدي وريكاردو فورموزينيو، ب 26 لاعبا، خلال 12 دورة، 21 منهم بشكل أساسي، إذ يتقدمهم الحارس محمد فرني الذي خاض جميع المواجهات، لكن دون تحقيق أي فوز في بطولة القسم الأول، في سابقة في تاريخ النادي. ولم يسبق لأولمبيك خريبكة أن حقق هذه الحصيلة، حتى خلال الموسمين اللذين نزل فيهما إلى القسم الثاني، علما أنه يقبع حاليا في الرتبة 15، بخمس نقاط، جمعها من خمسة تعادلات، وسبع هزائم، وبهجوم متواضع لم يسجل سوى خمسة أهداف، فيما تلقت شباكه 14 هدفا. عدم تأهيل عدة لاعبين أخفق أولمبيك خريبكة في تأهيل العديد من العناصر المتمرسة، التي كان بإمكانها أن تمنح الإضافة، وتخلق التوازن، وتخرج الفريق من الرتب المؤدية للنزول إلى القسم الثاني، خاصة أيوب الكعداوي وأيوب طالب ربه، بالمقابل كان التأهيل متأخرا ومع توالي الدورات بالنسبة للعديد من العناصر، آخرهم بلال الصوفي الذي لعب رسميا أمام الجيش الملكي، ما أثر سلبا على الانسجام في جميع الخطوط، وحرم الفريق من تحقيق نتائج إيجابية داخل وخارج الميدان، قبل دورات قليلة على نهاية مرحلة الذهاب. ويعاب على المكتب المسير الجديد أن الجهود التي يبذلها يصعب أن تعطي نتائج في ظل استمرار الأخطاء السابقة، وسوء اختيارات الطاقم التقني. تذمر من التحكيم لم يسلم أولمبيك خريبكة من تأثير بعض القرارات التحكيمية في بطولة الموسم الجاري، ما جعل المكتب المديري يصدر بلاغا عبر فيه عن استنكاره الشديد ل"الظلم"، الذي تعرض له الفريق في مباريات الرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي والجيش الملكي، سواء من قبل حكام الساحة أو حكام "الفار". واعتبر الفريق أن قرارات الحكام أضرت بمصالح الفريق، وخلقت احتقانا وسط جميع مكوناته من لاعبين ومكتب وجماهير. الدراك وكابيلو أدى أولمبيك خريبكة ضريبة تسريح نجمه زين الدين الدراك إلى الجيش الملكي، إذ يعتبر نقطة ضوء في عدد كبير من مباريات الموسم الماضي، خصوصا التي كانت حاسمة في إنقاذ الفريق من النزول. ويغيب صانع ألعاب الفريق نجيب المعتني، منذ إشراكه بديلا في أول مواجهة أمام شباب المحمدية، بملعب الفوسفاط، إذ يعاني كسرا في أصبع القدم. ولا يتوفر الفريق على لاعب جاهز يعوض المعتني في المباريات، لأنه يعد من أبرز العناصر التي حملت ألوان الفريق لسنوات طويلة، ومن المعول عليهم لمنح الإضافة، والخروج من أزمة النتائج الحالية. كما ستتفاقم أزمة أولمبيك خريبكة أكثر بتوقيف البوتسواني توميسانغ أوريبونيي لمدة ستة أشهر، من قبل اللجنة المركزية للتأديب، إثر اعتدائه على لاعب الدفاع الحسني الجديدي، وبصقه على الحكم عمر شداد، لحساب الدورة 11. ويقوم توميسانغ بعمل كبير، رغم صيامه عن التهديف، وظهوره بمستوى أقل مما كان عليه في الموسمين الماضيين، إلى جانب غياب كابيلو سيكانينغ، العائد متأخرا، بعد فسخ عقده مع الفجيرة الإماراتي. مركز التكوين يفتقد إيرول إذا كان أولمبيك خريبكة استعاد توهجه على مستوى التكوين في السنوات الماضية، بقيادة المدير التقني البلجيكي إيرول مالكوك، بالتنسيق مع المدرب السابق عزيز كركاش، فإن الصورة تبدو اليوم قاتمة، بعد رحيل الإطار التقني صوب السنغال. ورغم المدة القصيرة التي قضاها إيرول في النادي، فإنه كان وراء اكتشاف وتكوين لاعبين مثل أيمن أواني وياسين مورسيل وأنور كوباس وزكرياء الصافي ومحمد قسو، إضافة إلى لاعبين آخرين لم يحصلوا على فرصهم. وتجلت قوة الفريق الخريبكي في سنوات مضت في اعتماده على لاعبين خريجي مدرسة ومركز التكوين، مع جلب عناصر منتمية للمنطقة، لكنه افتقد هذا النجاح، إذ أصبح التركيز منصبا على الفريق الأول، وكيفية إخراجه من أزمة النتائج، وتمكينه من البقاء في القسم الأول، رغم محاولات المكتب الحالي، الذي يركز على التكوين من خلال الانفتاح على تجربة بنفيكا البرتغالي.

انتكاسة خريبكة… “من الخيمة خرج مايل”

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البرمجة تغضب جمهور المولودية

جبيرة يعود للكوكب

مقالات ذات صلة