المغاربة سادس شعب تقتله الهجرة

حيرت الهجرة السرية في المغرب المحللين، إذ رغم أن الأوضاع الأمنية والاجتماعية في المغرب مستقرة، ويعتبر «جنة» مقارنة بدول أخرى تعيش المجاعات والحروب والقمع، إلا أنه وضع ضمن أكثر عشرة بلدان في العالم، يموت سكانها نتيجة الهجرة السرية، إذ صنفت المنظمة الدولية للهجرة المغرب سادس شعب يموت في طريقه إلى الفردوس الأوربي. ويقول بعض المتخصصين في الهجرة، الذين يعملون مع المهاجرين المغاربة في أوربا، خاصة القاصرين، أن الأمر لا يتعلق دائما بتحسين الأوضاع الاجتماعية، إنما أصبحت الهجرة السرية في المغرب ثقافة، وهناك معطيات مغلوطة تمرر للشباب والقاصرين. ويضيف هؤلاء أن تلك الأحلام التي تباع للشباب في المغرب، تتكسر على صخرة الواقع الأوربي، إذ هناك مفارقة كبيرة، تتمثل في أن الطفل يعيش في حضن أسرته في المغرب، لا يفكر في الأكل والتعليم والشرب وكل مستلزمات الحياة متوفرة له، لكنه يقرر الهجرة، فإذا توفق في الوصول إلى أوربا، يظل متنقلا بين الجمعيات الخيرية، ومنهم من يعيش التشرد، خاصة أن القاصرين يجرم تشغيلهم في أوربا، الأمر الذي حير عقول الجمعيات التي تعمل مع هذه الفئة وتحميها من الشارع في أوربا. وقال تقرير حديث صدر عن المنظمة الدولية للهجرة، والتي اعتمدت جمع المعطيات حول المفقودين في البحر، وإحصاء أعداد الوفيات، إنه منذ 2014، وهي السنة التي بدأ فيها الإحصاء، توفي 702 مغربي، في طريق الهجرة، وهنا يتعلق الأمر فقط بالذين تم التعرف عليهم، مبرزة أن أكثر من 60 في المائة من الضحايا عبر العالم، لا تحدد السلطات هوياتهم. وفي سياق متصل، فقد أكثر من 50 ألف شخص حول العالم حياتهم، خلال رحلات الهجرة منذ أن بدأ مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، في توثيق الوفيات في 2014. ووفقا لتقرير جديد للمنظمة الدولية للهجرة فإنه رغم الخسائر المتزايدة في الأرواح، لم تتخذ الحكومات سوى القليل من الإجراءات في بلدان المنشأ والعبور والمقصد، لمعالجة الأزمة العالمية المستمرة للمهاجرين المفقودين. وتقول جوليا بلاك، إحدى كاتبات التقرير، «بينما تم توثيق آلاف الوفيات عبر طرق الهجرة كل عام، لم يتم عمل الكثير لمعالجة عواقب هذه المآسي، ناهيك عن منعها»، مضيفة أنه «بغض النظر عن الأسباب التي تجبر الناس أو تدفعهم إلى التنقل، لا يستحق أحد أن يموت بحثا عن حياة أفضل». وقال التقرير إن أكثر من 30 ألف شخص في سجلات مشروع المهاجرين المفقودين، غير معلومة جنسياتهم، مما يشير إلى أن أكثر من 60 في المائة من الذين يموتون في طريق الهجرة ما زالوا مجهولي الهوية، تاركين آلاف العائلات تبحث عن إجابات. ومن بين المهاجرين المفقودين الذين أمكن تحديد جنسياتهم، كان أكثر من 9 آلاف منهم من الدول الإفريقية، وأكثر من 6500 من آسيا، و3 آلاف من الأمريكتين. وتجدر الإشارة إلى أن بلدان المنشأ الثلاثة الأولى أفغانستان وسوريا وميانمار، تتسم بأحداث العنف، حيث يفر الكثير من الناس من ديارهم، بحثا عن ملجأ في الخارج. عصام الناصيري

المغاربة سادس شعب تقتله الهجرة

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الوزارة تبحث عن مدير للرياضة

برشيد يعمق أزمة خنيفرة

مقالات ذات صلة