حصـاد الأمطـار هـو الحـل

مومن الخبير في الموارد المائية قال إن المغرب يضيع إمكانيات طبيعية مهمة أقل تكلفة من مشاريع التحلية قال عبد العزيز مومن، الخبير في الموارد المائية والعضو السابق في الهيأة الاستشارية للشؤون الاقتصادية بجهة البيضاء سطات، إن كميات هائلة من مياه الأمطار تضيع في البحر، مؤكدا أن منطقة شاسعة مثل الشريط الساحلي الممتد من وادي أم الربيع إلى الوادي المالح، لم تستفد إلا من منشأتين للتخزين في 100 سنة. وأوضح مومن أن الخبراء يتداولون في عدة حلول للاستفادة من مياه الأمطار أولا، قبل التفكير في مشروع ضخم ومكلف لتحلية مياه البحر. في ما يلي تفاصيل الحوار: أنجز الحوار: يوسف الساكت < يعرف الشريط الساحلي الممتد من واد أم الربيع إلى الوادي المالح (مساحته 2000 كيلومتر مربع) تساقط كميات سنوية من الأمطار تقدر بـ800 مليون متر مكعب. ومند قرابة 100 سنة، لم تنجز إلا منشأتان مائيتان: واحدة لتجميع المياه في سد الوادي المالح والثانية لتصريف مياه واد بوسكورة إلى البحر عبر نفق تجاوزت كلفته مليار درهم، من أجل حماية المحمدية والبيضاء من خطر الفيضانات. وفي حال تأكد فرضية رجوع كميات التساقطات المطرية كالسابق لكن بمناخ جديد، يذهب الرأي السديد إلى إعادة النظر في الرؤية والإستراتيجية المائية، مثل تسريع الربط بين الأحواض اللوكوس سبو بورقراق وأم الربيع، وتجميع وتخزين مياه الأمطار وحمايتها من التبخر واعتماد مقاربة نكسيس، أي الماء-الطاقة-الغذاء، وأخيرا إعادة تأهيل وتهيئة المدن والمناطق الفلاحية والصناعية على طول الشريط الساحلي (بعمق حوالي 20 كيلومترا). لكن، عوض إعطاء الأسبقية لإنجاز منشآت لتخزين واستغلال جزء من 800 مليون متر مكعب، قرر المسؤولون إنشاء محطة لتحلية مياه البحر لإنتاج 200 مليون متر مكعب سنويا، وبتكلفة باهظة جدا، ماليا وبيئيا. إن رمي مياه الأمطار في البحر في بلد يعاني ندرة الماء والموارد المائية لا يقبله العقل السليم، إذ يمكن في مرحلة أولى أساسية الحفاظ على هذا الماء العذب، قبل التفكير في اللجوء إلى تحلية مياه البحر بمحطات قابلة لتغيير قدرتها الإنتاجية. < يمكن للمشروع الأول أن يكون مكملا للثاني، أي أنه لا يمكن التفكير في تحلية مياه البحر إلا بعد النجاح في تدبير معقلن للموارد الاعتيادية الموجودة وربط الأحواض في ما بينها، كما أن هناك إمكانية إنجاز عدة محطات متنقلة للتحلية، أو عائمة يتم اللجوء إليها في أي وقت وفي أي مكان على الشريط الساحلي. طبعا، توجد معطيات موضوعية لا يمكن التحكم فيها، تتسبب في هدر مياه الأمطار. في هذا الإطار، دعني أسجل ملاحظتين في غاية الأهمية ولهما علاقة بالتحولات المناخية بالموضوع الذي نحن بصدد الحديث فيه: أولا تقلص أيام البرد القارس في فصل الشتاء، أو ما يسمى ظاهرة "الليالي"، إذ أن ما أصبح ملاحظا خلال الأيام الممطرة هو ارتفاع الحرارة مباشرة بعد التساقطات، ما ينتج عنها تبخر الماء في وقت سريع. الملاحظة الثانية، هي تأثير التحولات المناخية الحالية على المباني وفرضية تقليص حياتها وتسريع مخاطر المباني الآيلة للسقوط، إذ بعد فترة طويلة من الجفاف، تأتي التساقطات بغزارة، تتسبب في أضرار مختلفة في هذه المباني التي تشكو أصلا من أشغال الصيانة. < بالنسبة إلى الوسط الحضري هناك مقاربة تعتمد على تدبير إيكولوجي لمياه الأمطار، يعتمد على شبكة قنوات ومنشآت عدة للتخزين وتقليص حدة جريان مياه الأمطار، مع دمج حصاد مياه الأمطار في أماكن سقوطها بنسبة مدروسة. وللتذكير، يشير قانون الماء إلى حصاد مياه الأمطار مع تقديم مساعدة تقنية ومالية لتجهيز البنايات السكنية وغيرها، كما أن هناك توجيهات سابقة للملك الراحل الحسن الثاني بإنجاز شبكة للماء غير الصالح للشرب. أما بالنسبة إلى الوسط غير الحضري، فهناك إمكانية بناء سدود تلية وشبكة قنوات للربط بينها وبين أحواض مائية كبرى داخل الشريط الساحلي وعلى الساحل في غياب العقار. وأشير هنا إلى أن هذا الحل، تم اللجوء إليه في جزيرة سيسيل بإيطاليا. المدينة "الإسفنجية" < تقنية معروفة، يمكن تطبيقها في الوسط الحضري بالاعتماد على التدبير الإيكولوجي، أو مقاربة مدينة "إسفنجية"، أي تجميع مياه الأمطار في مكان سقوطها وخلق شبكة تصريف خاصة بهذه المياه تربط بين أحواض وبحيرات اصطناعية ومحطات لمعالجة تلك المياه وتوزيعها عبر شبكة الماء غير الصالح للشرب. في الوسط القروي، هناك إمكانية حصاد وتجميع مياه الأمطار في خزانات، أو أحواض مع إمكانية تطعيم الفرشات المائية إذا وجدت...وتعتبر الفلاحة داخل البيوت المجهزة بالألواح الشمسية من أنجع الحلول (تجميع الماء، إنتاج الطاقة النظيفة وبيعها، إنتاج مواد فلاحية مع اقتصاد الماء والتقليص من التلوث). في سطور - مواليد البيضاء في 1957 - شهادة الباكلوريا في الرياضيات والتقنيات. - إجازة في الفيزياء التطبيقية ودبلوم الدراسات المعمقة في الجيوفيزياء. - شهادة في الطاقات المتجددة بجامعة مونبوليي بفرنسا (1976- 1981) - مهندس الجيوفيزياء التطبيقية في التنقيب على المواد المائية والمعدنية والنفطية بالشركة الافريقية للجيوفيزياء. - مدير مكتب الدراسات في الجيوفيزياء والمعلوميات الجغرافية. - مستشار في تدبير الموارد المائية والريدولوجيا الحضرية (علم النفايات). - عضو في الهيأة الاستشارية المكلفة بالشؤون الاقتصادية بمجلس جهة البيضاء-سطات مكلف بالموارد المائية والتطهير السائل والصلب.

حصـاد الأمطـار هـو الحـل

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أزمـة المـاء ... النـدرة والتبذيـر

شبهة انتحار مدير الهلال الأحمر بتطوان

مقالات ذات صلة