fbpx
ملف عـــــــدالة

الاحتيال باسم الكبار … إيقاف عميد ممتاز مزور

المتهم تقمص هوية مسؤولين قضائيين كبار وحصل على أموال مهمة من الضحايا

يرى العديد من المهتمين بعلم الاجتماع، في تفسيرهم لسلوك انتحال الصفات، أن هناك عدة عوامل تدخل ضمن كيفية تصريف السلوك الإجرامي نفسه في الجرائم التقليدية، التي تحتاج لقدرات عقلية وانتحال الشخصية فيه من درجات الذكاء، وهكذا يرى باحث في علم الاجتماع، أن الذي يتقمص شخصية فرد أو وظيفة أو مهنة يكون تلقائيا قد اطلع على المواصفات المتوافرة في صاحب المهنة.

قصة اليوم، سنعرض من خلالها، لشخص سقط في يد عناصر الأمن باليوسفية، قبل حوالي أربع سنوات، بعدما انتحل صفة مسؤول أمني، غير أن شرطي المرور الذي أوقف هذا الشخص، لم تنطل عليه الحيلة.
وفي التفاصيل، فقد أسقط شرطي مرور بالهيأة الحضرية للمنطقة الأمنية باليوسفية، ضابط شرطة مزور، كان على متن سيارة من نوع «رونج روفر».

وحسب مسطرة البحث التمهيدي التي أنجزت على ذمة هذه القضية، فإن شرطي المرور أوقف سائق السيارة بالقرب من المحطة الطرقية بشارع بئر انزران، خصوصا بعدما انتبه إلى عدم تقيد سائق السيارة الفارهة، بالقوانين المنظمة للسير، ومنها عدم ربط حزام السلامة، والتوقف في مكان ممنوع التوقف به، غير أن مفاجأة الشرطي كانت كبيرة، عندما أكد له سائق السيارة، أثناء مطالبته بوثائق السيارة، بأنه عميد ممتاز يشتغل بهيأة البيضاء، إذ اعتقد الضابط المزور أن ذلك سيُخلصه من قبضة الشرطي، الذي طالب المعني بالأمر بالبطاقة الوطنية أو المهنية. وبعد أخذ ورد، طلب الشرطي من المحتال مرافقته إلى مكتب الأمن بالمحطة الطرقية، إذ ترجل السائق، قبل أن يطلق ساقيه للريح هربا، تاركا السيارة وراءه، ليركض خلفه الشرطي، إذ استمرت المطاردة حوالي عشر دقائق قبل أن يتم شل حركته واقتياده إلى مقر المنطقة الأمنية، إذ خضع للتحقيق من طرف الشرطة القضائية المحلية بالمدينة.

وبعد تنقيط المتهم المتحدر من سيدي بنور، تبين أنه من ذوي السوابق القضائية، في مجال النصب وانتحال صفة ينظمها القانون، وآخر مرة اعتقل فيها قبل سنة ونصف تقريبا، من أجل انتحال صفة نائب لوكيل الملك، إذ تم اعتقاله بآسفي، بعدما أوهم مالك متجر لبيع الملابس الجاهزة أنه نائب وكيل الملك، ونصب عليه في مبلغ 2300 درهم، إذ تم اعتقاله وإدانته من أجل ذلك.

وبخصوص السيارة التي ضبطت بحوزة المعني بالأمر، فإنها تعود إلى ملكية وكالة لكراء السيارات بالبيضاء، إذ تم إشعار مالك الوكالة الذي انتقل إلى اليوسفية، وتم الاستماع إليه في محضر رسمي، أكد من خلاله أن الماثل أمام عناصر الشرطة، هو من اكترى منه السيارة، وأدى جميع المستحقات المالية، بعدما أخبره أنه يشتغل في أجهزة الدولة، وأنه سبق له أن اكترى منه السيارة في أكثر من مرة.

وبعد انتهاء مسطرة البحث التمهيدي، أحيل المتهم على أنظار وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية باليوسفية، من أجل انتحال صفة ينظمها القانون والنصب، وفقا لفصول المتابعة من القانون الجنائي.

محمد العوال (اليوسفية)


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى