من وحيد إلى وليد… فوز قبل المونديال

الجمهور المغربي ارتاح لاستبعاد المدرب البوسني وتفاءل بتعيين الركراكي رغم ضيق الوقت قضى المدرب البوسني وحيد خليلوزيتش ثلاثة مواسم رفقة المنتخب الوطني، وتحديدا من غشت 2019 إلى غشت 2022، بعد انفصال الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن الفرنسي هيرفي رونار، بسبب الخروج المبكر للأسود من الدور الثاني لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، الذي احتضنته مصر في 2019. وتميزت مرحلة خليلوزيتش بالكثير من التجاذب، الشيء الذي دفع جامعة الكرة إلى الانفصال عن خليلوزيتش، بعد أن تبين لها أن المدرب البوسني لديه خلافات عميقة مع حكيم زياش ونصير مزراوي وأمين حاريث بالخصوص، والبحث عن مدرب جديد، قادر على قيادة الأسود، دون وقوع مشاكل مع اللاعبين، والطاقم التقني المحيط به، ما ساهم في تغيير عقلية المنتخب، بقدوم المغربي وليد الركراكي، بالنظر إلى تجربته الاحترافية لاعبا ومدربا، حقق فيها العديد من الإنجازات مع الأندية المغربية. بداية الحكاية عرفت المرحلة الأولى من تولي خليلوزيتش تدريب المنتخب الوطني، الكثير من سوء الفهم بينه وبين مجموعة من اللاعبين، رغم أن الجميع داخل محيط الأسود، كان يسعى إلى إبقاء الأمور مخفية وغير بادية، إلى حدود صيف 2021، عندما خاض المنتخب الوطني تجمعا إعداديا بمركب محمد السادس الدولي لكرة القدم بالمعمورة، استعدادا للتصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر، إذ واجه المنتخبين الغاني والإيفواري. وفي إحدى الحصص الإعدادية، دخل خليلوزيتش في نقاش مع حكيم زياش، ثم بعد ذلك مع نصير مزراوي، بعد أن اتهم الأول بعدم قدرته على التدريب، وانتقد الثاني بسبب عدم رغبته في شرب الماء، رغم أن اللاعب أكد له أنه لا يشعر بالعطش ليشرب الماء، في الوقت الذي استبعد حاريث لأسباب رياضية، رغم أنه قدم بعد ذلك مستويات كبيرة. تصفيات دون نجوم خاض المنتخب الوطني المغربي تصفيات كأس العالم دون زياش ومزراوي وحاريث، بعد أن قرر خليلوزيتش استبعادهم مادام مدربا للأسود، ورغم أن الجامعة هيأت الظروف المناسبة له، إلا أنه استطاع التأهل دون اللاعبين الثلاثة. ورغم التأهل، إلا أن أداء المنتخب الوطني لم يكن في المستوى المطلوب، الشيء الذي دفع الجماهير إلى الاحتجاج، سيما أن المنتخب الوطني كان مطالبا بحضور نهائيات كأس إفريقيا للأمم بالكامرون، وتقديم صورة جيدة عن الأسود، سيما أنهم سيخوضون نهائيات كأس العالم. ولم تتفجر قضية اللاعبين زياش ومزراوي في تلك الفترة، إذ ظل خليلوزيتش يراوغ الجامعة والإعلاميين، وأصر على عناده في استبعاد اللاعبين، علما أن المنتخب كان في حاجة إليهم، والجميع يبحث عن سبب استبعادهم بهذه الطريقة، بعد أن أوهم المدرب البوسني الجميع أن الأمر يتعلق باختياراته. "كان" تكشف المستور بعد مغادرة المنتخب الوطني نهائيات كأس إفريقيا بالكامرون بداية السنة الجارية، لم يعد الجميع يثق في قدرات خليلوزيتش، الذي أبان ضعفا تكتيكيا كبيرا، إضافة إلى إغضابه الجمهور المغربي، بسبب زياش ومزراوي وحاريث، واستبعاده لهم دون سبب معروف. وظل خليلوزيتش يراوغ الجامعة للإبقاء على قراره باستبعاد اللاعبين الثلاثة، خاصة بعد ضمان التأهل إلى المونديال على حساب الكونغو الديمقراطية، وهو ما زاد من غضب الجمهور المغربـي، الذي لم يعد يطيق بقاءه، وطالب بتغييره، في الوقت الذي اضطرت الجامعة إلى التفاعل معه، غير أنه كان عليها انتظار اللحظة التي يتعين عليها فيها اتخاذ القرار. ودية أمريكا خلال المباراة الإعدادية أمام الولايات المتحدة الأمريكية، اتضح للجميع أن خليلوزيتش غير قادر على قيادة الأسود في هذا المونديال، سيما مع الضعف الذي أبانه بعض اللاعبين، الذين كان يصر على إشراكهم، واستبعاد الثلاثي المذكور. وفي غشت الماضي، خرجت الجامعة عن صمتها، وأعلنت الانفصال عن خليلوزيتش، بعد أن اتضح لها العقم التكتيكي للمدرب البوسني، وغياب التواصل بينه وبين مجموعة من اللاعبين، الذين كانوا ينظرون إليه بمثابة جدهم المحافظ، الذي لا يقبل المزاح في التداريب، ويشعرهم بعدم الرغبة في الابتسام أمامهم. مرحلة وليد فور إعلانها عن الانفصال عن خليلوزيتش، اتجهت جميع أنظار المغاربة إلى وليد الركراكي، غير أنها بادرت إلى النفي، رغم أن الجميع كان ينتظر تعيينه بفارغ الصبر. وشكك العديد في قدرة وليد الركراكي على قيادة المنتخب الوطني، وكان الخروج من الدور الأول العنوان الأبرز، لكن رغم ذلك، اعتبر الجميع أنه ربح للمستقبل، سيما أن الجامعة تعاقدت معه على قيادة المنتخب إلى غاية 2026. ولم يتوقع أحد أن يحقق الركراكي إنجازا تاريخيا مع الأسود، بحكم أنه تسلم تدريب المنتخب على بعد ثلاثة أشهر فقط من انطلاقة مونديال الحلم، ولم يخض مباريات إعدادية كافية، إذ واجه الشيلي وباراغواي في شتنبر الماضي، ثم جورجيا بعد ذلك، ليخوض أول مباراة رسمية له أمام كرواتيا. صلاح الدين محسن

من وحيد إلى وليد… فوز قبل المونديال

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لقطات

تعاون‭ ‬لتعزيز‭ ‬رعاية‭ ‬عادلة‭ ‬لمرضى‭ ‬السرطان

مقالات ذات صلة