أو مجانا بعد

المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير... مصنع النخب قباج: المؤسسة قطعت أشواطا كبيرة في إدماج الطلبة والبحث عن شراكات لا يتحقق حلم عدد كبير من التلاميذ المؤهلين لاجتياز امتحانات الباكلوريا، إلا بالحصول على الشهادة وولوج واحدة من أعرق المدارس الوطنية في تخصصات التجارة والتدبير والتسيير المالي، ويتعلق الأمر بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، بعين السبع بالبيضاء. تصنف المدرسة الوطنية ضمن المؤسسات العلمية التي تنافس معاهد عالمية، بشهادة مختصين والنتائج الأكاديمية التي حققتها، فهي أشبه ب"مصنع" لإنتاج النخب الاقتصادية، سواء بتكوين أطر مؤهلة تتوفر على خبرات تقنية عالية تمكنها من التكيف مع متطلبات التنمية الاقتصادية و الاجتماعية الوطنية والجهوية، أو الأنشطة الموازية في الرياضة والثقافة، أو الشركات التي عقدتها مع معاهد أجنبية رأت في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير نموذجا يتحذى به. يتحدث إسماعيل قباج، مدير المؤسسة، بشغف عن مهمته في التسيير. وقال:"منذ أن أمسكت بزمام تسيير المدرسة، قررنا الدخول إلى مرحلة الرقمنة، إذ قمنا بتجديد الموقع الرسمي للمؤسسة، الذي أصبح في شكل أنيق ومتحرك، ويحمل لمسة مغربية في تصميمه، بالإضافة إلى عملنا على تعميم "الويفي" على المؤسسة، ثم نجحنا في تطوير تطبيق بيداغوجي وإداري، إذ ستسمح المنصة للطلبة بطلب وثائقهم عبر هذا التطبيق، الذي سيكون مرتبطا بمصالح الإدارة، التي ستخبرهم بدورها بالموعد الذي سيمكنهم تسلمها وغيرها من الخدمات، والهدف من هذا العمل، تذليل الصعوبات التي قد تواجه الطالب أو الإدارة أو الأساتذة". ويحرص قباج على الصرامة، باعتبارها مفتاح النجاح، إذ يؤكد على أهمية تفعيل النظام الداخلي للمؤسسة، من خلال الالتزام بمواقيت الدخول والخروج، بالإضافة إلى الحرص على هندام الطلبة، كي يكون مناسبا للمؤسسة، فهي مدرسة للأعمال، ولا يعقل أن يرتدي طلبتها لباسا لا يليق بحرمتها، الذي يلتزم فيه طلبة مدارس الأعمال بشروط شكلية ونوعية، ترفع من مستوى الطالب، أو إطار المستقبل، خاصة أنه سيكون في خدمة الشركات والمؤسسات والبلاد بشكل عام، لذلك وجب أن يحظى بهذا النوع من التكوين والتدريب أيضا. توجد في فضاء المدرسة الواسع عدة مرافق، يؤكد قباج كما تحتضن أنشطة موازية لا تقل أهمية بالنسبة إلى تكوين الطالب، بل يتحدث مفتخرا عن مشروع تشييد بناية إضافية بجانب مقرها الرئيسي في عين السبع، تمتد على مساحة 27 هكتارا، إلى جانب تهيئة ملاعب للرياضات الجماعية والفردية، ستساهم وزارة الرياضة في تجهيزها بـ 150 مليون سنتيم، مشيرا إلى أن التكاليف الإجمالية لتشييد هذه الملاعب تعادل 500 مليون سنتيم، ستتكلف الوزارة بدفع 150 مليونا منها، بينما تتكلف الجامعة بتمويل الباقي. وتتوفر المدرسة الوطنية على إمكانيات وموارد مالية مهمة، بفضل نشاطها المكثف في مجال التكوين المستمر، إذ يبلغ عدد الطلبة الذين يتلقون تكوينات مدفوعة الأجر 900 طالب، تتكلف الجامعة بصرف مداخيلهم في استثمارات ذاتية، كما هو الحال بالنسبة إلى مشروع الملاعب الرياضية، إذ أكد قباج أن الجامعة تقوم بإجراء مشاورات مع شركة التهيئة زناتة، لشراء ثلاثة هكتارات من أصل 25 هكتارا مخصصة لمشاريع في مجال التعليم والتكوين، لأجل تشييد فرع بالمنطقة، سيتم تخصيصه للدراسات عالية المستوى، باعتبارها "ماجيسترات" إدارة الأعمال للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، فضلا عن مشاورات قائمة مع فنلندا، للحصول على "إم بي إي" فنلندي (سيتم تدريسه بمؤسستهم)، في إطار اتفاقيات الشراكة والتعاون، لتمكين المهنيين والأطر المغاربة الذين يتوفرون على ثلاث سنوات من التجربة، من متابعة الدكتوراه بأي دولة أوربية. ويتوفر الطالب بالمؤسسة على كل مقومات الاجتهاد والبحث العلمي، إذ شيدت الإدارة قاعة عبارة عن بورصة، مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية، التي تخول للطالب اختبار تجربة التداولات في سوق الأوراق المالية عن كثب (الأسهم وأثمنة المواد الخام… إلخ)، والاطلاع على ما يقع في عالم المال والأعمال. وتكلف هذه البورصة المصغرة، المجهزة بحواسيب مقعرة عالية الدقة وشاشة عرض عملاقة تعمل باللمس، (تكلف) المؤسسة، اشتراكا سنويا قيمته 25 مليونا، كما تهدف إلى تعزيز الثقافة المالية لدى الطالبات والطلبة، وتطوير التكوين في المجال المالي عموما، وفي سوق البورصة على وجه الخصوص. وفي المؤسسة نفسها تجد صالة متعددة الوظائف، مزودة بكافة الوسائل التعليمية وأجهزة العرض الإلكترونية الحديثة، لاستقبال الطلبة الأجانب المستقطبين للدراسة بالمؤسسة، في إطار اتفاقيات تبادل مع الدول، يتوجه طلبة المؤسسة إلى دول عديدة بالقارات الخمس، مثل البرازيل والصين، مقابل استقبال العدد نفسه من طلبة المؤسسة بالدول نفسها، يستفيد مجملهم من الإيواء والتكوين وباقي الخدمات التي توفرها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، دون أن ننسى جولة سياحية بربوع المملكة. يجتهد القباج في البحث عن كل الأساليب للرقي بالمؤسسة وجعلها في مصاف المعاهد العالمية، فهو دائم الانشغال بربط شراكة تبادل، بغرض إتاحة فرصة مثالية للطلبة الراغبين في استئناف دراساتهم العليا في الجامعات للاستفادة من تكوينات، خاصة في مجالات البحث والعلوم والتكنولوجيات والابتكار، وكذا التبادلات الثقافية بين البلدين. خالد العطاوي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توفير الأعلاف وحماية الماشية

تحليـة ميـاه البحـر مكلفـة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات