الوزير السابق للعدل والأمن الداخلي بإسرائيل قال إن المغرب حليف أساسي لتل أبيب قال "أمير أوحنا"، الوزير السابق للعدل والأمن الداخلي بإسرائيل، إن "المغرب حليف أساسي لإسرائيل في المنطقة العربية وإفريقيا، لأن العلاقة بين البلدين تاريخية ومتجذرة، سيما بعد التوقيع على اتفاقية "إبراهام"، التي أضفت عليها طابع الرسمية والاستمرارية. وتحدث "أوحنا"، في حوار خص به "الصباح"، عن مجموعة من القضايا التي تشغل بال البلدين، وتطرق إلى علاقة المغرب وإسرائيل وتأثيرها على البيئة الإقليمية والدولية، وموقف بلاده من قضية الصحراء المغربية، مؤكدا دعمه للمقترح المغربي بمنح أقاليمه الصحراوية حكما ذاتيا، في إطار السيادة المغربية لإنهاء التوتر بين المغرب والجزائر. وفي ما يلي نص الحوار: أجرى الحوار: المختار الرمشي (طنجة) بعد مرور حوالي سنتين عن الإعلان الرسمي عن تطبيع العلاقة بين المغرب وإسرائيل، ماهو تقييمكم للمستوى الذي وصلت إليه العلاقة بين البلدين وأفقها في المستقبل؟ أولا، أود أن أعترف أنني كنت محظوظا بما يكفي لأنني وزير في الحكومة التي وقعت على اتفاقيات "إبراهيم" للسلام بين إسرائيل والدول العربية، إذ كان من دواعي الشرف والسرور أن أكون من بين الذين عملوا على الارتقاء بالعلاقة بين إسرائيل والدول العربية إلى مستوى تبادل السفراء والتعاون والتنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، واجتهدوا لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي الذي دام لسنوات عديدة. أما بالنسبة إلى المغرب، مقارنة بباقي الدول العربية الموقعة على اتفاقية "أبراهام"، يبقى هو الحليف الأبرز والأساسي لإسرائيل في المنطقة العربية وإفريقيا، إذ يطمح المسؤولون الإسرائيليون إلى بناء مستقبل الشراكة والازدهار والسلام مع المملكة المغربية، وتحويل هذه التحديات إلى فرص لتحقيق التكامل الكلي، سيما في بناء مشاريع تعاونية في مجالات الاستثمار والأمن والسياحة. برأيكم، ما هي نقاط القوة والضعف في هذه العلاقة الناشئة؟ أعتقد أنه ليست هناك نقاط ضعف في العلاقة بين المغرب وإسرائيل، لأن العلاقة بين البلدين تاريخية ومتجذرة، وتتألف من تعاون دبلوماسي واستخباري وعسكري ومدني، سيما بعد التوقيع على اتفاقية "إبراهام"، التي أضفت عليها طابع الرسمية والاستمرارية. أما في ما يخص نقط القوة، فهي متعددة ومتنوعة ومكملة لبعضها، وتشمل قطاعات حيوية مثل السياحة والصحة والزراعة والصناعة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى التعاون الثنائي في المجال الأمني والعسكري، الذي يتم من خلاله تقاسم التجارب والخبرات في ميادين مكافحة الإرهاب ومختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وذلك خدمة للمصالح المشتركة بين البلدين. ما هو تأثير علاقة إسرائيل بالمغرب على البيئة الإقليمية والدولية عامة؟ كما يعلم الجميع، لدى المغرب وإسرائيل عدو مشترك يمثل هاجسا أمنيا يشغل بال البلدين بدرجة كبيرة، خصوصا بشأن التهديدات الإرهابية المؤكدة أو التي قد تحصل في المستقبل، لذا يتوجب على البلدين العمل على تشكيل تحالف عسكري إستراتيجي لمواجهة كل السياسات الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في منطقتنا وعدد من الدول في شمال وغرب إفريقيا، والقيام بتوحيد قوانا معا دبلوماسيا واقتصاديا وعسكريا، إذ بذلك أعتقد أننا سنصبح أقوى لمواجهة هذا العدو ووكلائه في المنطقة، ومن الحكمة أن نفعل ذلك بجدية وحزم أكبر. بعد تطبيع العلاقة بين المغرب وإسرائيل وتوقيع عدد من الاتفاقيات المهمة، ماهو موقفكم الآن من قضية الصحراء، وكيف يمكنكم تدعيم وحدة أراضي مملكتنا؟ أعتقد أن القضية الأكثر أهمية بالنسبة إلى المغاربة هي الاعتراف بالصحراء، لأنكم تعتبرونها قضيتكم الأولى، وإسرائيل ما فتئت تؤكد دعمها لسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، ولن تتراجع عن موقفها أبدا، وما يمكن أن أؤكده لكم هو أن البلدين يعملان معا لمواجهة كل المحاولات الهادفة إلى إضعاف موقف المغرب بخصوص وحدة أراضيه. فالاعتراف بالصحراء من الأولويات التي تضعها حكومتنا المقبلة في الاعتبار، وستكون على جدول أعمالها، وآمل أن نكون حكماء بما يكفي حتى نتمكن من تحقيق الاعتراف، لأنه سيرفع، بدون شك، العلاقة بين بلدينا إلى مستويات جديدة، وأعتقد أن ذلك يمهد الطريق نحو سلام دائم. يبدو أن التوتر بين المغرب والجزائر لن يعرف حلا قريبا بسبب قضية الصحراء، برأيك ما هي السبل الناجعة لوضع حد لهذا النزاع؟ كما أخبرتك من قبل، نحن أقرب كثيرا إلى الموقف المغربي، إلا أن الحل الأمثل لهذا النزاع يكمن في تعزيز الجهود الأممية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين جميع الأطراف المعنية، بما فيها الجزائر، بهدف التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي مقبول لدى الجميع، وفقا لقرارات مجلس الأمن، الذي هو السلطة الوحيدة المكلفة بالبحث عن حل لقضية الصحراء المغربية. كما أنه يجب على كل دول المنطقة مواصلة تعاونها التام مع الأمم المتحدة من أجل إيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي الذي طال أمده، إذ لا شك في أن المقترح المغربي، الرامي إلى تسوية الخلاف على أساس تمتيع الصحراء بنظام للحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، يبقى هو الحل الواقعي الذي يحظى بدعم أغلبية الأعضاء في الأمم المتحدة، باعتباره يشكل قاعدة للحوار والتفاوض والتوافق، ولأنه يكفل الأمن والاستقرار بالمنطقة بصفة عامة. معروف عنكم أنكم من المعجبين بالمغرب وقمتم بزيارته عدة مرات، ما السر في ذلك؟ أولا، اسمح لي باستخدام منصتك لأتمنى للملك محمد السادس وعائلته بأكملها الصحة والتوفيق، فنحن الإسرائيليين نعتز بالملك وعائلته، وأيضا بوالده وأجداده لدعمهم للأقلية اليهودية حين كانت تعيش على أرض المغرب، إذ لازال الكثيرون، سيما الذين ولد آباؤهم بالمغرب، وأنا واحد منهم، يقومون بزيارة المدن والأحياء والمنازل التي نشأ فيها آباؤهم، ويسمعون اللهجة والموسيقى المغربية، ويأكلون ما لذ وطاب من المطبخ المغربي العريق... لذلك نحن نكن للمغاربة في قلوبنا محبة كبيرة ومكانة خاصة. وقد كنت محظوظا عندما استدعيت لزيارة المغرب والمشاركة في المنتدى العالمي "ميدايز"، الذي دأب على طرح قضايا للنقاش تهم الصراعات العسكرية والنزاعات بين عدد من البلدان العربية وإسرائيل، لأن ذلك، في اعتقادي، سيجلب المزيد من الدول للانضمام إلى اتفاقية "أبراهام"، ومواجهة المفاهيم الخاطئة التي سمحت للصراع العربي الإسرائيلي بالاستمرار. في سطور ولد في بئر السبع بإسرائيل سنة 1976 من أبوين مغربيين، وأنهى خدمته العسكرية الإلزامية في 1997، لينخرط في الشرطة العسكرية، حيث أسندت إليه عدة وظائف، من بينها قائد عسكري في حاجز "كارني" في قطاع غزة، كما اشتغل في جهاز المخابرات العامة "الشاباك"، قبل أن يغادر الجيش في2010 لينخرط في الحياة السياسية في حزب الليكود، الذي يتزعمه "بنيامين نتانياهو"، وهو حزب يمين وسط يؤمن بفكرة "إسرائيل" الكبرى التي تشمل الضفة الشرقية لنهر الأردن. وتلقى "أوحنا"، الذي يشغل منذ 2015 منصب عضو في الكنيست الإسرائيلي عن حزب الليكود، تكوينا في القانون أهله للانخراط في سلك المحاماة، قبل أن يلتحق بمكتب المدعي العام في "تل أبيب"، حيث اكتسب دراية كبيرة بالنظام القضائي، ليتم تعيينه في 2019 وزيرا للعدل بإسرائيل، ثم وزيرا للأمن الداخلي في 2020.