وزير العدل قال إنها لا تحقق المحاكمة العادلة والقضايا الجنائية تتطلب الحضورية رفض عبد اللطيف وهبي، وزير العدل، بشكل دائم المحاكمة عن بعد التي شرع العمل بها خلال فترة الجائحة في الشق الجنائي، في مقابل استمرار العمل بها في الشق المدني. وقال وهبي "أنا ضد اعتماد المحاكمة عن بعد في المجال الجنائي، لسبب بسيط وهو أن القاضي، من خلال المعطيات والمناقشة ومعاينة المتهم، تتكون لديه قناعة معينة يبني عليها الحكم، بينما لا يمكن تكوين تصور واضح عن المتهم من خلال مشاهدته عبر الكاميرا"، مضيفا أن القاضي "يكون قناعته التي يبني عليها الحكم من خلال جملة من المعطيات المتعلقة بالشخص الماثل أمامه، مثل مراقبة وضعيته الجسمية، وردود فعله أثناء رده على الأسئلة، على اعتبار أن الدور الأساسي للقاضي في المادة الجنائية هو حماية المتهم من أي إجراء يمكن أن يمسّ بحرية إرادته، لذلك أنا ضد اعتماد المحاكمة عن بعد في الميدان الجنائي". وأوضح وهبي، في معرض جوابه عن سؤال شفوي بمجلس النواب طرحه فريق التجمع الوطني للأحرار حول استمرار اعتماد المحاكمة عن بعد ببعض المحاكم، أن المحاكمة عن بعد أضحت من مكونات العدالة في المغرب بعدما فرضتها ظروف جائحة كوفيد-19، إلا أنها باتت تطرح مشكلة مبدأ العلنية ومشاكل أخرى مرتبطة بمبدأ الحضورية، خاصة أن المادتين 301 و302 من قانون المسطرة الجنائية تنصان على أن المحاكمة يجب أن تكون حضورية، أي أن يكون المتهم ماثلا أمام القاضي، وأن يكون إلى جانبه محاميه لحمايته ومناقشته، وإذا لم توفر للمتهم هذه الشروط تنعدم شروط المحاكمة العادلة. أما بشأن المحاكمة في القضايا المدنية فأكد الوزير أنه يمكن أن تكون عن بعد، على عكس القضايا الجنائية. وتثار منذ مدة إشكالية استمرار المحاكمة عن بعد خاصة في القضايا الجنائية، بالنظر إلى غياب السند القانوني لها، باستثناء الكتاب الذي وضعه الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، أيام الجائحة، مع رئاسة النيابة العامة، وجمعية هيآت المحامين، من أجل اعتمادها، بالإضافة إلى أن قواعد المسطرة الجنائية تعتبر آمرة لا يجوز الاتفاق على مخالفتها، لأن الملاحظ أنها أضحت تدبيرا يوميا، وهو ما يقوض في الصميم مسألة مهمة، وهي الاقتناع الوجداني للقاضي الزجري، فلا يمكن تحقيق ذلك في غياب الحضور الفعلي للمتهم أمام القاضي، بل أكثر من ذلك أنه في بعض القضايا يكون الضحية حاضرا والشهود كذلك، والمتهم الذي هو محور الملف تتم محاكمته عن بعد. كريمة مصلي