تفاصيل ليلة القبض على الشياطين

مغاربة غزوا الدوحة فرحا و"سوق واقف" تحول إلى "جامع الفنا" بدت الجماهير المغربية واثقة من قدرة الأسود على الإطاحة بالشياطين الحمر، أول أمس (الأحد)، بملعب الثمامة، لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة السادسة لكأس العالم قطر 2022. وخيم الارتياح والتفاؤل على مغاربة المونديال طيلة الأيام الماضية، خصوصا بعد انتزاع تعادل ثمين أمام كرواتيا في افتتاح المونديال، ظانين أن المنافس لم يعد ذاك المنتخب المخيف، كما كان عليه في دورة روسيا 2018، عندما بلغ المربع الذهبي. لم يخطئ حدس المشجعين هذه المرة، بعدما أطاح الأسود بالشياطين في أمسية استثنائية، ليردوا دينا استمر 28 سنة، قبل أن تتواصل الأفراح في مختلف فضاءات الدوحة، ومراكزها المتعددة إلى غاية صباح اليوم الموالي. الدوحة تتزين بالأحمر شهدت الدوحة حركة غير عادية، صباح أول أمس (الأحد)، بعد حلول جماهير إضافية بمطار حمد الدولي، قادمة من المغرب وفرنسا وهولندا وبلجيكا، ومختلف الدول الخليجية، ومنه مباشرة إلى ملعب الثمامة. بدت الدوحة، كما لو أنها غيرت حلتها، لتتزين بالأحمر، لكثرة حاملي الأعلام الوطنية، وقمصان المنتخب وقبعاته، مع ترديد أناشيد وأهازيج فلكلورية، واستعمال منبهات السيارات بين حين وآخر. واضطرت السلطات الأمنية إلى التحضير للمباراة قبل يومين، بتنسيق مع السفارة المغربية، المعتمدة في الدوحة، لضمان وصول الجماهير إلى الملعب بشكل سلس، ودون أدنى عراقيل. ورغم الحضور المكثف للجمهور من مختلف أنحاء العالم، لمتابعة مباراة الأسود والشياطين الحمر، إلا أن ذلك لم يعق حركة المرور أثناء الدخول. "جينا نحيحو" عرفت مباراة المنتخب وبلجيكا حضورا جماهيريا قياسيا، على غرار المباراة الأولى أمام كرواتيا، أملا في إعطاء شحنة نفسية للاعبين والطاقم التقني. بدأت الجماهير المغربية تتوافد على ملعب الثمامة، بداية من الواحدة بعد الظهر (التوقيت القطري)، مرتدية قمصان الأسود، وحاملة الأعلام الوطنية، الحاضرة بقوة، باعتبارها رمزا للهوية الوطنية والانتماء. "جينا نحيحو" بهذه العبارة، رحب منشط مغربي بالجماهير المغربية عبر شاشة الملعب، قبل أن يضيف "انتزاع نتيجة إيجابية أمام بلجيكا سيفتح الباب على مصراعيه للتأهل إلى الدور الثاني، ليطلق بعد ذلك عنان أصوات حناجر تصدح بأغان وأناشيد، وصل صداها إلى العالم، من قبيل "هاذي البداية مازال مازال" و"أولي أولي" و"جيبوها ياولاد" و "صوت الحسن ينادي" وغيرها من الهتافات، التي انفرد بها بالجمهور المغربي عن غيره. أما خارج الملعب، فالمشجعون احتفوا بالأسود، حتى والمباراة لم تنطلق بعد، وخلقوا أجواء حماسية بمشاركة مناصرين من السعودية وقطر ومصر وتونس والجزائر، في إطار مبادرة رابطة المشجعين العرب. المدرجات تشتعل اشتعلت المدرجات حرارة مباشرة بعد دخول لاعبي المنتخب الوطني أرضية الميدان، من أجل الإحماء، فيما دخل لاعبو بلجيكا أرضية ملعب الثمامة تحت صافرات استهجان من قبل أنصار الأسود. ولم تتوقف حناجر المشجعين عن الهتافات مع اقتراب انطلاق المباراة، وتعددت توقعات كثيرين حول نتيجة المباراة، إلى حد إن كثيرين كانوا يمنون النفس في الخروج على الأقل بالتعادل، للإبقاء على حظوظ الأسود في التأهل إلى الدور الثاني. اعتبر كثيرون أن الجمهور المغربي بمثابة فاكهة المونديال، للأجواء الحماسية، التي أبدع فيها وروحه المرحة، وابتكار أساليب جديدة في التشجيع. وعلق أحد الصحافيين القطريين العاملين في قناة تلفزيون قطر "عندكم جمهور حلو وحماسي ومختلف. ما شاء الله عليكم". مفاجأة مزراوي ظن كثيرون، بمن فيهم الصحافيون، أن نصير مزراوي سيكون خارج التشكيلة الأساسية، لقوة الإصابة التي تعرض لها أمام كرواتيا وغيابه عن حصتين من جهة، ولتصريحات طبيب الأسود، عندما أكد أن اللاعب يحتاج لفحوصات جديدة للتأكد من درجة خطورة إصابته، ما فتح الباب على مصراعيه لإمكانية غيابه بنسبة كبيرة. ويبدو أن الطبيب هيفتي فضل إخفاء نوعية إصابة مزراوي بإيعاز من الطاقم التقني للأسود، حتى يبعثر أوراق المنتخب البلجيكي، لهذا شكلت مشاركته أمام بلجيكا مفاجأة غير متوقعة للجمهور. الأسد يزأر انتظر الأسود انطلاق الجولة الثانية حتى يزأروا أمام أحد أقوى المنتخبات الأوربية المصنفة، ويتمكنوا من الإطاحة به بثنائية، ويبهروا العالم بأدائهم الجيد، وحسن تعاملهم مع مجريات المباراة. أشعل هدف عبد الحميد الصابري المدرجات دقائق معدودة، قبل دخوله بديلا لسليم أملاح، واهتزت مجددا بهدف زكريا أبوخلال، ليطلق المشجعون العنان لأصوات حناجرهم، كي تصدح بملعب الثمامة وخارجه. فرقصوا وهللوا وتغنوا بالمنتخب ولاعبيه. ليلة بيضاء بسوق "واقف" قضى الجمهور المغربي ليلة بيضاء ب"سوق واقف" في الدوحة، بعد الفوزعلى بلجيكا، ورددوا أهازيج فولكلورية مصحوبة برقص وهتافات، وهم يلتحفون العلم الوطني. وتابعت "الصباح" أجواء الاحتفالات بالسوق وفضاءات أخرى، في ميترو الأنفاق، وشارك فيها مشجعون سعوديون وقطريون، حضروا خصيصا لمشاركة المغاربة أفراحهم. "الدقة المراكشية" و"الركادة" وهتافات شعبية خيمت على فضاء سوق "واقف"، كما لو أنه تحول إلى ساحة جامع "الفنا"، امتزجت فيه الأغاني الشعبية والرقص، والهتافات والشعارات وفضاء لبيع الألبسة وقمصان المنتخب الوطني. ورغم صخب الاحتفالات وضجيجها وكثرة المشجعين، ما نتج عنه اختناق وازدحام، غير مسبوق، إلا أنه لم يتم تسجيل أي أحداث فوضى وشغب. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد "الصباح" إلى قطر)

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو

بونعيلات و"التطبال" البرلماني

الميراوي: لا أهتم بالتشويش

مقالات ذات صلة