التعصيب … الحق المعلق

العصبة ورثة ليس لهم نصيب محدد يرثون ما بقي بعد توزيع التركة على ذوي الفروض ينقسم ورثة الهالك إلى قسمين أساسيين، صنف يرث نصيبا محددا من التركة، ويطلق عليهم ذوو الفروض، إذ أن نصيبهم محدد بمقتضى القرآن الكريم أو السنة النبوية، وقسم آخر يطلق عليه لقب العصبة يرث ما بقي من التركة بعد حصول ذوي الفروض على أنصبتهم، امتثالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فللأولى رجل ذكر»، ويقصد بالفرائض الأنصبة المقدرة في كتاب الله تعالى، وهي النصف والربع والثمن والثلثان والثلث والسدس، وأهلها هم من يستحقها بنص من القرآن، كما جاء ذلك في الآية 7 من سورة النساء «للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا»، لذا أطلق على الورثة المحددة حصتهم بنص قرآني بذوي الفروض. لكن التركة يمكن أن تفوق في حالات عديدة الأنصبة المحددة، فيمنح الباقي من التركة إلى الورثة العصبة، حسب صلة القرابة مع الشخص الهالك. وهكذا، فإن الورثة العصبة يمكن أن يحصلوا على التركة كاملة أو لا ينالهم منها أي نصيب، إذا استنفدت من قبل ذوي الفروض، التي تعطى إليهم الأولوية في توزيع التركة. ويأتي الابن في الرتبة الأولى يليه ابن الابن ثم الأب، فالجد، والأخ الشقيق والأخ لأب، وابن الأخ الشقيق، وابن الأخ لأب، والعم الشقيق، والعم لأب، وابن العم الشقيق وابن العم لأب. ويصبح الإرث بالتعصيب حقا مكفولا، لكنه معلق بما ستفضي إليه عملية التوزيع على ذوي الفروض. وهناك بعض المسائل التي شدت على هذه القاعدة العامة، من بينها ما يعرف في علم المواريث بالمسألة الحمارية أو الحجرية أو العمرية، وتتعلق بامرأة توفيت وتركت زوجا وأما وإخوة لأم وإخوة أشقاء. وهكذا، وحسب التوزيع بناء على أسبقية ذوي الفرائض، يجعل الأخوة الأشقاء لا يرثون شيئا، إذ أن الورثة الآخرين من ذوي الفروض المحددة بنص قرآني، فالزوج يرث النصف، بناء على النص القرآني «ولكم النصف مما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد»، وترث الأم السدس، امتثالا للآية «ولأبويه لكل واحد منهما السدس»، ثم الإخوة للأم، الذين يشتركون في الثلث ذكورا وإناثا بشكل متساو، وبذلك لا يفضل للإخوة الأشقاء أي نصيب بعد توزيع الفروض على أهلها. ووقعت هذه المسألة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنها، فكان له اجتهاد فيها، بعدما أقنعه الإخوة الأشقاء، إذ قالوا له هب أن أبانا حمار أو حجر ملقى في اليم، فإننا إخوة للأم بالنسبة إلى الهالكة، وعليه يتعين إشراكنا أيضا في الثلث، ومن هنا جاءت تسمية المسألة بالحمارية أو الحجرية أو العمرية، نسبة إلى عمر بن الخطاب الذي قضى فيها. وقرر في هذه المسألة إشراك الأخوة الأشقاء، الذين يرثون بالتعصيب، مع الإخوة لأم، الذين يعتبرون من ذوي الفروض، علما أنه سبق أن أقصى أخا شقيقا في مسألة مماثلة سابقة. عبد الواحد كنفاوي

التعصيب … الحق المعلق

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة تتمة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الكد والسعاية"... سوء التنزيل

إضراب المحامين... أهداف مبطنة

مقالات ذات صلة