أكد دعم المملكة لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل قيادة المسلسل السياسي قال الملك محمد السادس، لأنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، إن المغرب يجدد التأكيد على موقفه الثابت لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، على أساس مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة والوحدة الترابية للمملكة. وأكد جلالته، أثناء استقبال غوتيريس في القصر الملكي بالرباط، مساء أول أمس (الأربعاء)، أنه ناقش ملف الصحراء على ضوء القرار 2654 الذي صادق عليه مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 27 أكتوبر 2022، وبذلك جدد جلالته دعم المملكة لجهود الأمين العام، ومبعوثه الشخصي ستافان دي ميستورا من أجل قيادة المسلسل السياسي، وكذا لبعثة "مينورسو" لمراقبة وقف إطلاق النار. ولقيت مبادرة المغرب، الحكم الذاتي، دعما دوليا منقطع النظير من قبل أغلب دول إفريقيا وآسيا وأمريكا وأوربا، آخرها ألمانيا ثم إسبانيا التي كانت تحتل الأقاليم الصحراوية وأقرت أخيرا بمصداقية هذا الحل الواقعي الذي يمنح لسكان الصحراء صلاحية تدبير شؤونهم بأنفسهم في ظل السيادة الكاملة للمملكة على أراضيها. وأعرب غوتيريس لهذه المناسبة، عن امتنانه لجلالة الملك لنجاح المنتدى التاسع لتحالف الحضارات، الذي انعقد بفاس، مشيدا باعتماد إعلان قوي يحث على الالتزام بتعايش الحضارات والديانات، في سياق دولي مضطرب. وأشاد غوتيريس بالالتزام الدائم لجلالة الملك من أجل النهوض بقيم الانفتاح، والتسامح، والحوار واحترام الاختلافات، ونوه أيضا بالمساهمة البناءة والثابتة للمملكة من أجل حفظ السلام وتوطيده، وتعزيز الاستقرار والنهوض بالتنمية وخاصة في القارة الإفريقية. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بفاس، أن "المغرب كان دوما مناصرا للحوار بين الأديان ورائدا في التصدي للتطرف"، مشيدا "بالاختيار الصائب لفاس لاحتضان هذا اللقاء، لأن تاريخ المدينة الثري والعريق يجعل منها الفضاء المثالي للقاء والتفكير في ما يعيشه عالمنا في الوقت الراهن". ولم يفت الأمين العام للأمم المتحدة التعبير عن امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس "على التزامه الشخصي والدائم بالدفاع عن الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح والتنوع بوصفها قيما تثري مجتمعاتنا وعالمنا". وشدد على أن "آفات التعصب واللاعقلانية أضحت أكثر تفشيا، إذ تنبعث مجددا الشرور القديمة المتمثلة في معاداة السامية، والتعصب المعادي للمسلمين، واضطهاد المسيحيين، وكراهية الأجانب والعنصرية"، مشيرا إلى أن "هذه الآفات البغيضة تذكي بعضها البعض وتثير الانقسام". ودعا الأمين العام الأممي، في هذا الصدد، إلى مبادرة جماعية كفيلة ببناء تحالف للسلام على المستويين العالمي والمحلي من أجل الاستجابة لتحديات العصر، مشددا على ضرورة "العمل في هذا الوقت المحفوف بالمخاطر، كأسرة إنسانية واحدة غنية بتنوعها ومتساوية في ما تتمتع به من كرامة وحقوق ومتحدة بفضل تضامنها". أحمد الأرقام