تألق في الملعب والمدرجات

مغاربة اخترقوا هدوء قطر وأضفوا أجواء حماسية على المباراة بينما كان لاعبو المنتخب الوطني يقفون الند للند أمام نظرائهم الكرواتيين، ويقتنصون منهم تعادلا بطعم الهزيمة، كانت حناجر الآلاف من المشجعين المغاربة تصدح في المدرجات، في مشهد شد أنظار متتبعي النسخة 22 من كأس العالم المتواصلة بقطر. الطريق إلى "البيت" «ديما مغرب» كانت العبارة الأكثر ترددا على لسان المشجعين المغاربة، وهم في طريقهم إلى ملعب البيت في الخور شمال قطر، لمتابعة مباراة الأسود وكرواتيا في أول ظهور للمنتخب الوطني في كأس العالم الحالية. ولم يحتج المشجعون إلى ساعات وطوابير للوصول إلى الملعب، لقربه من الدوحة (35 كيلومترا)ّ، ويتميز بموقعه الإستراتيجي، إذ يوجد على الطريق الساحلي، ما يسهل الدخول إليه عبر عدة منافذ. نصف ساعة كافية للمشجعين المغاربة وغيرهم من الوصول إليه بسهولة، سواء على متن السيارات الخاصة، أو مختلف وسائل النقل، ضمنها محطات «الميترو». اكتساح مغربي ولأن قطر دولة صغيرة لا يتعدى عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة، فإن حدث تنظيم المونديال، شكل بالنسبة إليها تحديا كبيرا، خصوصا أن الأمر يتعلق باحتضان أكثر رياضة شعبية على الإطلاق، وما يستدعي من استقبال جماهير من بقاع العالم، حدد عددهم في نحو 1.5 مليون مشجع. لم يقتصر الحضور على المغاربة القاطنين في الخليج فحسب، بل اخترق الآلاف منهم هدوء الدوحة منذ الأسبوع الماضي، قادمين إليها من أوربا وأمريكا وآسيا، والمغرب. "احتل" المشجعون مطار الدوحة منذ صباح أول أمس (الثلاثاء)، ومنه إلى وسط الميدان، قبل التوجه إلى مدينة الخور لمتابعة مباراة الأسود وكرواتيا، مرددين شعارات وأهازيج فلكلورية خطفت الأنظار إليها وأضفت أجواء حماسية ساعات قبل انطلاق المباراة. لم تتوقع الخور الهادئة أن تصبح مخترقة من قبل جماهير مغربية غفيرة، مع أن المسافة الرابطة بين المغرب وقطر بعيدة (سبع ساعات من الطيران)، إلا أنه لا شيء مستحيل، عندما يتعلق الأمر بالعلم الوطني، الذي زين الملعب، والمنتخب، الذي يشارك للمرة السادسة في المونديال. وعلق مشجع حضر من البيضاء "تشجيع المنتخب الوطني واجب ومساندته شرف لنا، خصوصا أن الحدث كبير. لا يهم مكان تنظيم المونديال وبعد المسافة، بل الأهم أن نكون بجانب أسودنا". كان طبيعيا أن تواكب التعزيزات الأمنية حشود الجماهير المغربية، أينما حلت، للحفاظ على النظام العام، والشيء نفسه مع باقي مشجعي المنتخبات الأخرى. المدرجات تهتز اهتزت مدرجات ملعب البيت، بمجرد دخول المشجعين إليه تباعا، وصدحت حناجرهم أكثر بعد دخول اللاعبين لإجراء التسخينات، ثم بعد انطلاق المباراة، وفي كل لحظة يقترب فيها الأسود من هز مرمى المنافس. ورغم مشاركة 40 منتخبا في نسخة قطر لكأس العالم 2022، إلا أن طريقة تشجيع الجماهير المغربية للأسود لها طعم خاص، ومختلف، فهي تبتكر طرقا وأساليب جديدة وشعارات وأهازيج متنوعة تلهب حماس اللاعبين، كما تنفرد بإطلاق "التيفو" بين حين وآخر. تزين ملعب البيت باللون الأحمر وأقمصة المنتخب، كما لو أن المباراة تقام بأحد ملاعب المملكة، ولم يتردد المناصرون في تقديم الدعم والمساندة لجميع اللاعبين، دون استثناء من بينهم أمين حارث، الذي حالت الإصابة دون سفره إلى الدوحة في آخر لحظة. يقول مشجع مغربي مقيم في هولندا، إنه حل بالدوحة منذ الأسبوع الماضي، من أجل تشجيع الأسود بالمونديال، وتابع في حديث ل"الصباح" "ليست المرة الأولى، التي أتابع فيها مباريات المنتخب، فقد سبق أن شجعت في مونديال روسيا 2022، كما حضرت المباراتين الإعداديتين بإسبانيا أمام الشيلي وباراغواي. نتمنى أن يقدم اللاعبون عروضا جيدا، ويتأهلوا إلى الدور الثاني". الأمن المغربي حاضر أمنيون مغاربة يجوبون محيط ملعب الملعب وآخرون على طول النقاط المؤدية إليه. ويبدو أنهم كثر، بعد الاستعانة بهم للمساهمة في التغطية الأمنية لمونديال قطر 2022. ويأتي حضور الأمن المغربي، بعد توقيع اتفاقية شراكة مع المغرب، بغرض إرسال المملكة الآلاف من رجال الأمن، قصد تأمين التغطية الأمنية وحفظ النظام العام وتوفير الأمن لأزيد من 1.5 مليون مشجع حلوا بالمونديال. وشهدت مباراة الأسود وكرواتيا تنظيما محكما، سواء أثناء الولوج إلى الملعب، أو عند مغادرته، كما ساهم المتطوعون بدورهم في إنجاح التنظيم، دون تسجيل انفلاتات أو أحداث لا رياضية، الأمر الذي يؤكد قدرة قطر على تنظيم المونديال. الملعب يبهر العالم انبهر العالم بجودة وتصميم ملعب البيت وهندسته الفريدة من نوعها، فهو أكثر تميزا عن باقي الملاعب المونديالية الأخرى. يتسع الملعب ل60 ألف متفرج، وسيستضيف تسع مباريات في كأس العالم، منها ست مباريات في دور المجموعات، ضمنها مباراتا كرواتيا وبلجيكا. وأعجب كثيرون تحدثوا إلى "الصباح" بالتصميم الفريد، وفق المعايير الدولية للملعب وموقعه، القريب من وسط الدوحة، كما يمكن الوصول إليه عبر الشريط الساحلي وطريقي المجد والشمال. وقال أحد المشجعين المغاربة "لا نجد أدنى صعوبة في التنقل بين الدوحة والخور ولوسيل والوكرة ومدن أخرى، لقرب المسافة بينها، إضافة إلى التوفر على مختلف وسائل النقل الخاصة والعمومية و"الميترو". واهتمت مختلف المنابر الإعلامية الأجنبية بملعب البيت، وقالت بشأنه إنه يحتفي بماضي قطر ويحاكي حاضرها، وهو كذلك نموذج للتنمية الصديقة للبيئة من خلال وجود مساحات خضراء شاسعة محيطة به وتتخللها بحيرات، ما تشكل متنفسا لسكان الخور وضواحيها. إنجاز: عيسى الكامحي (موفد الصباح إلى قطر)

تألق في الملعب والمدرجات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"رام" تنقل 1600 مشجع للدوحة

تاعرابت: المونديال مفخرة للعرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات