علاقات نفعية

3 أسئلة الى * عمر الإيبوركي < الزواج هو نوع من التعاقد الاجتماعي لتأسيس مؤسسة الأسرة، وهي مؤسسة مقدسة يتم تنظيمها حسب قواعد وواجبات وحقوق والتزامات بين الجنسين. وقد عرفت كل الثقافات طقوسا معينة للاحتفاء بهذا الرابط الاجتماعي، من بين طقوس العبور التي يمر منها الانسان في حياته. لكن السؤال الذي يطرح هو هل هذه القدسية تجعل الزواج ناجحا ومستمرا بين الطرفين الى نهاية الحياة؟ ما نلاحظه على مستوى العلاقات بين الجنسين، هو أن نسبة النجاح هذه ضعيفة، وما يؤشر على ذلك هو نسبة الطلاق المرتفعة، فهل يساهم النفاق في تخريب الزواج؟ إذا كانت الأديان والمعتقدات تسعى الى بناء الأسرة وتنظيم علاقة الزواج على أسس متينة ليكون زواجا كاثوليكيا لا انفصام فيه، فإن هناك الكثير من المتغيرات التي تجعله هشا، منها ما يعود الى طبيعة شخصية الزوجين واختلاف تمثلاتهما لعلاقة الزواج، ونوعية التنشئة الاجتماعية، واختلاف الثقافة، والمستوى السوسيو-اقتصادي، أي الانتماء الطبقي، وبقدر ما يكون التقارب بين الزوجين على أكثر من مستوى، بقدر ما يكون الزواج ناجحا. وأظن أن هذه الفئة هي قليلة جدا، بينما علاقة النفاق هي القاعدة. < إن العلاقة الزوجية السليمة يجب أن تؤسس على التوافق والمحبة والرحمة وليس على العلاقات الفردية والأنانية المدمرة. وهنا يسود الانسجام والتكافل داخل الأسرة التي تقوم بوظائفها كاملة. وأعتقد أن عوامل فشل الزواج كثيرة تدفع نحو ما يسمى بالنفاق الزوجي، وهو نوع من النفاق الاجتماعي المنتشر في المجتمع. فاللا مساواة، والفقر بكل أنواعه، وارتفاع نسبة الأمية، وفشل مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وضغط وسائل الاتصال واختراق التكنولوجيا للمجالات الفردية، والانفتاح على الآخر بفعل العولمة الثقافية، واكتساح مظاهر الحداثة من عقلنة تحاول إزاحة بعض الظواهر والسلوكات التقليدية، كل هذه العوامل أدت إلى تأزم العلاقة الزوجية الجماعية. فلا يمكن أن نقول إن النفاق الزوجي ضروري، بل إن هناك مجموعة من التحولات التي تعرفها المجتمعات هي التي تؤدي إلى هذا الوضع الذي ينتشر مثل عدوى بدافع مادي، خاصة مع المجتمع الاستهلاكي الذي فكك الكثير من القيم الرمزية، وفرض علاقات نفعية صرف بين أفراد الأسرة. < كثيرا ما يستمر الزواج بالتنازل عن حقوق أحد الطرفين بسبب الأطفال، وذلك للحفاظ على استمرارية الأسرة ولو ظاهريا، بينما العلاقة الجوهرية بين الزوجين مدمرة، أو جوفاء على مستوى العواطف الانسانية، لدرجة أن الجو الأسري تسوده المجافاة والخصومات التي لها التأثير السلبي على نفسية الأطفال، وعلى نمو شخصيتهم. فكلا الطرفين يعبر عن هذه العلاقة المضطربة التي يتحملاها عن مضض، بالقول إن أحدهما صبر ويتحمل من أجل الأبناء، وفي ذلك تضحية بحياته الفردية من أجل الآخرين، وهكذا يستمر النفاق الزوجي...عندما يتربى الأطفال في جو مشحون تنعدم فيه العواطف، فذلك يعني أن التكوين النفسي يكون معقدا، يخلق منهم أفرادا يكرهون الحياة وينفرون من الآخرين، بل يتعلمون أن الحياة كلها علاقات نفاق اجتماعي. لقد حددت كل الشرائع والأديان الوظائف التي يجب أن تؤديها الأسرة التي تبنى على زواج ناجح، وحينما تختل هذه الوظائف، أو تقتصر على الوظيفة البيولوجية أو المادية، تفشل الأسرة في تنشئة أطفال متوازنين نفسيا وصالحين للمجتمع... أجرى الحوار: عزيز المجدوب * باحث في علم الاجتماع

علاقات نفعية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

حبس مغربية وزوجها التركي نصبا على ضحايا

"سجـل السكـان" ... إقبـال كثيف وأمنيـات معلقـة

مقالات ذات صلة