بنزيمة: عشت ظروفا عصيبة

قال إنه حاول تقليد زيدان ورونالدو وسمع صافرات الاستهجان في الريال والمنتخب الفرنسي قال الدولي الفرنسي، كريم بنزيمة، لاعب ريال مدريد، والفائز بالكرة الذهبية، إنه عاش ظروفا صعبة قبل سنوات، بعدما كان يتعرض لانتقادات شديدة. وأوضح بنزيمة في حوار مع صحيفة «فرانس فوتبول»، التي تمنح الكرة الذهبية، أنه تعلم كرة القدم على يد زين الدين زيدان، وحاول تقليد طريقة لعبه والسير على نهج رونالدو البرازيلي. وأضاف بنزيمة أنه كان يبحث عن الجائزة طيلة السنوات الماضية، مهديا إياها لكل مسانديه وعائلته والمقربين منه، واصفا إياها ب «كرة الشعب». في ما يلي نص الحوار: ما شعورك وأنت تنظر للكرة الذهبية ؟ أشعر بالسعادة والفخر، وذكريات كثيرة تعود إلي. لا توجد جائزة فردية أكبر من الكرة الذهبية، في كل الرياضات. الاسم يحمل شيئا مختلفا ورائعا وذهبيا. لا يمكنك شراء الكرة الذهبية، وأنا من بحثت عنها. تعجبك الجائزة ؟ كان من المتوقع أن أفوز بها، ولا يمكنني تخيل إنهاء مسيرتي دون نيل الجائزة. كان من المفروض علي البحث عنها، وفعلت كل شيء لنيلها. فكرت في الاقتراب منها أكثر، وفي لحظة انقضضت عليها. نيل الكرة الذهبية يعني أنك دخلت تاريخ الرياضة التي تزاولها. مع من تحدثت في السابق عن الكرة الذهبية ؟ والدتي، إذ كانت تحلم بنيلي الجائزة. كانت تقول لي دائما إنني الأفضل وبأنني سأفوز بها يوما. كانت متيقنة بأنني سأحمل الجائزة يوما ما. في كل بداية موسم، كانت تحثني على التفكير في الكرة الذهبية. ما شعور الفوز بها ؟ شعور استثنائي. إنها جائزة فردية، لكنها ستبقى جماعية، مع زملائي وكل من دعمني. أتقاسمها معهم جميعهم بمن فيهم الذين كبرت معهم في الحي الذي شهد ولادتي، وكل من ساندني في كل العالم. إنها جائزة الشعب. ما رأيك في التتويج بها بعد زيدان ؟ إنه أمر استثنائي ورائع بالنسبة إلي. زيدان أخي الأكبر، وتعلمت معه لعب كرة القدم، رغم أننا نختلف عن بعضنا البعض. أعتبره أفضل مني. كيف أظهرت رغبتك الشديدة في الفوز بها في الملعب ؟ أركز بكل حواسي على المنافسين. أتابع المرمى وأحلل تحركات منافسي، ومكان تمركز المدافعين، وما يمكنهم فعله عندما أملك الكرة. هل تقوم بكل هذا بنظراتك قبل بداية المباراة ؟ إنها طريقة تركيز خاصة بي. بصفتي العميد، أستدير لرؤية زملائي قبل الصعود لأرضية الملعب، لأحفزهم. ماذا يشكل لك "البيرنابيو» ؟ إنه ملعب استثنائي، وعندما أسمع الجماهير يصعد "الأدرنالين" في جسمي. ألقي نظرة على المدرجات لمعرفة أين توجد عائلتي وأصدقائي. لا يمكنني بدء مباراة دون أن أحيي المقربين مني في الملعب. ما أول شيء تقوم به عندما تنطلق المباراة ؟ لا أهتم بمن يملك الكرة، بقدر ما أركز على المكان الذي يجب أن أكون فيه. أركز أيضا على توقيت تحركاتي، ونظراتي تتحرك في كل الملعب. ما هو المركز الذي تحب اللعب فيه ؟ في منطقة العمليات، من أجل إنهاء الهجومات والتسجيل. أفضل البقاء في 30 مترا الأقرب لدفاع المنافس. أحب أيضا تملك الكرة وأن تكون لي رؤية شاملة على منافسي والملعب لبدء الهجمة. هل تتكلم بعينيك مع زملائك في الملعب ؟ ذلك رهين باللاعب. مع مودريتش مثلا، لا أحتاج إلى الكلام، إذ نتواصل بالنظرات. يقرأ أيضا تحركات جسدي. في اللقطة أمام باريس سان جيرمان في ثمن نهاية دوري أبطال أوربا الموسم الماضي، الجميع اعتقد أنه سيحتفظ بالكرة، لكنني فهمت أنه سيقدم لي تمريرة. أعطيته أيضا إشارة، بالتوقف لوهلة ثم الجري بعدها نحو المرمى. هل تراوغ منافسيك بعينيك ؟ دائما ما أقوم بذلك. أحلل تحركات منافسي، وبعد امتلاكي للكرة، أجد الطريقة الجيدة لمراوغتهم. هل يحاول بعض المدافعين استفزازك بالنظر إليك ؟ نعم دائما. يجعلني ذلك أضحك صراحة. لكن بعد ذلك يعرفون أن تلك النظرات لا تجدي نفعا. أقول لهم دائما إنني أرغب في لعب الكرة، ويمكنهم استهدافي. لا أحبذ المواجهات الثنائية. هل تنظر أيضا لتحركات الحارس ؟ أتابعه قبل المباريات، وأحاول معرفة نقاط قوته وضعفه. هل يمكن الوقوع في السهو داخل الميدان ؟ لدرجة بأن أصبح متفرجا ؟ لا. لكن يمكن أن أسقط في بعض الأحيان في السهو، بسبب العياء مثلا. يمكن أن أطيل النظر في المدرجات، أو أن أضيع كرة أو اثنتين، لكنني أحاول التحدث مع نفسي لكي أعود بسرعة لأجواء المباراة. ماذا تسمع في الملعب ؟ أسمع كل شيء. الجماهير وزملائي ثم المدربين يتحدثون مع اللاعبين. أحاول الاستماع لكل شيء على حدة. ماذا تسمع مثلا ؟ أحاول التركيز في لعبي رغم ذلك. يمكنني سماع ضربة الكرة، وأعلم بعدها هل ستكون قذفة قوية أم لا. الأهم بالنسبة إلي، هو مكان وجودي في الملعب، وبعدي عن مرمى المنافس. هل يناديك زملاؤك عندما تتسلم الكرة ؟ نعم ولا أحب ذلك كثيرا، على غرار فينيسيوس، إذ قلت له بأنه لا جدوى بأن يناديني، وإنني أتابع تحركاته. بهذا يعطي إشارة للمدافعين عن طريقة لعبنا، ويربك حامل الكرة. هل تسمع كارلو أنشيلوتي ؟ لا. أعلم عندما لا يكون سعيدا، ويقول لي "ماذا تفعل ؟». لا أجيبه، لأنني أعلم نواياه. إنه يبعث رسالة بكلامه لكل الفريق. لدينا تواصل جيد مع أنشيلوتي. مورينيو كان يتحدث كثيرا أيضا، وكانت مشاعره تختلف بسرعة. يبقى من أفضل المدربين الذين عملت معهم، إلى جانب زيدان. كيف تتقبل ضجيج الجماهير ؟ إنه مهم جدا، ومؤثر. عندما تملك الكرة مثلا، وتفشل في مراوغة منافس أو تعجز عن التسديد، تسمع صافرات الاستهجان. لكن عندما يحفزونك، يمنحونك القدرة لمعاودة المحاولة. هل استمعت لصافرات الاستهجان التي كانت تطلق ضدك ؟ نعم ب"البيرنابيو» ورفقة المنتخب الفرنسي، وحتى في ليون. كان الأمر صعبا. ذلك كان دليلا على أنني لم أقدم المستوى المطلوب. كنت أتساءل عما يمكنني القيام به لتجاوز ذلك. كنت أقول إن الاستمرار هكذا سيشعرني بالخوف أكثر وسيجعلني لاعبا عاديا. بعض صافرات الاستهجان كانت تؤلمني كثيرا. هل كنت تسمع الاستفزازات اللفظية ؟ كان هناك الكثير، لكن كان علي تجاهلها. نحن هنا للعب كرة القدم، ولا يجب الاهتمام بمثل هذه الأمور. هل مازال هناك من الجماهير من يستفزك بهتافاته ؟ منذ مدة لم أسمع أي شيء سيء، حتى اللاعبون يعتذرون لي عندما يصيبونني خلال المباريات. ما الشعور الذي ينتابك بعد تسجيل هدف ؟ شعور رائع، بما أنه يسعد الناس ويساعد فريقك على الفوز. تسجيل هدف يبعدك عن الضغوطات. يشعرك ذلك بالأهمية بين زملائك. وماذا عن الهزيمة ؟ عندما تخسر مباراة، فإن ذلك يشعرك بالألم. يجب أن تحترم فريقك والمجهودات المبذولة، وألا تخسر المباريات. عندما تلعب بسوء، فإنك تخسر في النهاية، لكن من الصعب تقبل الخسارة، إذا كنت تلعب جيدا. هل سبق أن شعرت برغبة في الانتقام ؟ لا، لكن شعرت برغبة في تقديم أفضل مما قدمته في السابق. ألا يعتبر الفوز بالكرة الذهبية انتقاما ؟ لا أعتقد ذلك. سبق أن تم ترشيحي لنيلها في السابق، لكن لم أتمكن من الفوز بها، أو احتلال رتب متقدمة في الترتيب النهائي. لكن صبرت وعلمت أن لكل شيء توقيتا محددا. خلال الموسم الماضي، لم نفز بأي لقب، لكنني أنهيت رابعا في ترتيب الكرة الذهبية. كان علي تقديم أفضل مما قدمته، وكنت أعلم ذلك. لم أشعر يوما أنه انتقام. كان علي البحث عن الجائزة بمفردي. ظروفي كانت صعبة قبل خمس سنوات تقريبا، لكن كان علي العمل وتدبير الظرفية. هل سبق أن قللت من قيمة مدافع ما ؟ في التداريب أطلب من ألابا وروديغير وميليتاو، بالدفاع بقوة، على غرار المباريات، إنهم الأفضل بالنسبة إلي. يجب تجنب الإصابة لكن نحاول تقديم كل شيء في التداريب أيضا. لم يسبق لي أن قللت من قيمة مدافع ما، لكن أبحث دوما عن التفوق على المدافعين الذين أواجههم. أين تصنف نفسك اليوم ؟ لا يمكنني مقارنة نفسي بلاعبين كبار مثل رونالدو وزيدان، إنهما في مستوى آخر. يمكن أيضا تصنيف ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ضمن الفنانين. كبرت مع زيدان ورونالدو وحاولت تقليدهما، لكن لا يمكنني القول إنني مثلهما. أحاول صناعة كرة قدم خاصة بي. تمكنت من الوصول لهدفي، بأن أكون لاعبا مستقلا في قراراتي، وأن أتخذ قرارات مهمة بمفردي في المباريات الكبيرة. ترجمة: العقيد درغام في سطور الاسم الكامل: كريم بنزيمة تاريخ ومكان الميلاد: 19 دجنبر 1987 بليون الفرنسية مركزه: مهاجم طوله: 183 سنتمترا تلقى تكوينه في ليون الفرنسي لعب بليون من 2004 إلى 2009 يلعب لريال مدريد منذ 2009 لعب 97 مباراة دولية مع منتخب فرنسا ألقابه: الدوري الفرنسي (4) وكأس فرنسا (1) وكأس السوبر الفرنسي (2) والدوري الإسباني (4) وكأس ملك إسبانيا (2) والسوبر الإسباني (4) وعصبة أبطال أوربا (5) والسوبر الأوربي (4) وكأس العالم للأندية (4) وكأس الأمم الأوربية (1)

بنزيمة: عشت ظروفا عصيبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"نتفليكس" تحدد موعد عرض "السباحتان"

مهرجان‭ ‬الكتاب‭ ‬الإنجليزي‭ ‬بمراكش

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات