تكريس الفوارق الاجتماعية

ملايير الإرث والثروة واستيراد السلع الفخمة خارج الوعاء الضريبي في وقت تشكو قطاعات اجتماعية كثيرة بسبب الضغط الضريبي، سواء تعلق الأمر بالمقاولات الصغيرة أو المتوسطة، أو الموظفين البسطاء، وغيرهم من أصحاب المهن والحرف، ما تزال الدولة مترددة في ضم فئة الأغنياء إلى الوعاء الضريبي، إذ هناك أشخاص يملكون الملايير غير أنهم لا يؤدون الضريبة، ومجرد الاقتراب منهم يطرح هاجس سحب الأموال وتحويلها إلى الخارج، الأمر الذي يزيد توسيع الفوارق الاجتماعية. وفي هذا السياق، يقول الطيب أعيس، الخبير الاقتصادي والمالي، إن المطلب اليوم يجب أن يكون هو توسيع الوعاء الضريبي، على أن يستوعب فئات كثيرة خارج المنظومة الضريبية، معتبرا أن الظروف ما تزال غير متاحة من أجل تضريب أموال الإرث والثروة، لأنه ليست هناك ضمانات بأن المعنيين سيخضعون للدولة، ولن يسحبوا أموالهم ويحولوها إلى الخارج، كما هو الأمر بالنسبة إلى فرنسا، التي فشلت في هذا الباب. واعتبر أعيس، أن هناك بعض المجالات التي يجب تضريبها، لأنها ذات أولوية، ويتعلق الأمر، حسب الخبير الاقتصادي ذاته، بالقطاع غير المهيكل، الذي تروج فيه الملايير غير أنها لا تؤدي ولو درهما واحدا للدولة، خاصة أنه يشكل ما بين 40 في المائة و80 من الاقتصاد المغربي، حسب بعض التقديرات، وإذا أدمجت الدولة هذا القطاع، سيمكنها من تعزيز مداخيل الخزينة بشكل كبير، كما يمكن أن يؤدي هذا الإدماج إلى مراجعة نسب الضريبة، إذ يمكن تخفيضها للجميع إلى 10 في المائة. ويرى أعيس أن عددا من الأسر المغربية تعيش صراعات كثيرة على الإرث منذ 20 سنة أو 30، ولا يمكن للدولة أن تتبنى هذا المشروع، والظروف السياسية لم تنضج بعد، لفرض مثل هذه الإجراءات، موضحا أن هناك عددا من المجالات التي يمكن أن تبدأ بها الدولة، وتقتدي بتجربة الحكومة السابقة، التي حسمت موضوع الإعفاءات الضريبية لكبار الفلاحين وأصحاب الضيعات. ويحذر أعيس من الاقتراب من أصحاب الثروة والإرث، لأنهم يشكلون لوبيات، ولهم أذرع في البرلمان ويلتقون الأحزاب، وتمكنوا، على مر عقود، من عدم أداء الضريبة، غير أن تضريبهم يجب أن يمر بمراحل، وتتوفر له الظروف المناسبة، حتى نضمن بقاء تلك الأموال في البلاد. بالمقابل، هناك مجالات يجب أن يتم تضريبها في الظروف الحالية، من قبيل المؤثرين وصناع المحتوى على الأنترنت، وبعض الشركات الأجنبية بالمغرب، إضافة إلى القطاع غير المهيكل. عصام الناصيري

تكريس الفوارق الاجتماعية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحفيـز تحـول إلى ريـع

سـوء الفهـم الكبيـر

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات