التجارة الثنائية تجاوزت عتبة السبعة ملايير أورو بزيادة مليارين مقارنة مع العام الماضي شرعت الجارة الشمالية في جني ثمار عودة الشراكة المغربية الإسبانية إلى سكتها، إذ أعلن وزير خارجيتها، خوسي مانويل ألباريس، أن التجارة الثنائية انتعشت بشكل كبير بعد تجديد الشراكة بين البلدين لتتجاوز قيمتها عتبة السبعة ملايير أورو، أي بزيادة ملياري أورو مقارنة مع الموسم الماضي. واعتبر ألباريس، في مداخلة له بمنتدى "سانتا كروز دي تينيريفي"، أن الشراكة التي تجمع البلدين ذات منفعة متبادلة، مؤكدا أن العلاقات بين مدريد والرباط أصبحت "نموذجا يحتذى به بالنسبة لباقي بلدان المنطقة". وقال الوزير الإسباني إن بلاده ترغب في أن تكون لديها العلاقة نفسها مع كافة جيرانها كتلك التي تجمعها مع الجار الجنوبي، مشددا على أن العلاقات بين مدريد والرباط تقوم على أساس الاحترام والمنفعة المتبادلين، والامتناع عن الأعمال أحادية الجانب وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشيدا بنتائج الدينامية الجديدة التي دشنها البلدان، منذ الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، إلى المغرب أبريل الماضي. وأكد رئيس الدبلوماسية الإسبانية أن جميع النقاط الواردة في الإعلان الإسباني-المغربي الصادر بتاريخ 7 أبريل توجد في طور التنفيذ، كاشفا أن الربط الجوي والبحري قد تمت استعادته بالكامل فضلا عن زيادة التعاون في مجال الهجرة ومكافحة مافيا الاتجار بالبشر، وأن جميع طرق الهجرة نحو أوربا ازدادت كثافة، باستثناء تلك المتجهة نحو إسبانيا. ومن جهته أكد رئيس الكونفدرالية الإسبانية لمنظمات المقاولات، أنطونيو جاراميندي، بحر الأسبوع الماضي بمدريد، أن المقاولات الإسبانية تبدي اهتماما متزايدا بالسوق المغربية، التي تقدم فرص أعمال في مجالات مختلفة. وقال جاراميندي، خلال حفل تقديم المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني الجديد، إن المغرب يعتبر بلدا مهما بالنسبة للمقاولين والنسيج الاقتصادي الإسباني، مبرزا أهمية تعزيز روابط التعاون بين البلدين، معتبرا أن "هذا الحدث مهم لأنه يسمح لنا بتعميق علاقاتنا الثنائية وإعطاء دفعة جديدة لتعاوننا"، مشيرا إلى أهمية الديناميكية الجديدة التي انطلقت بين الرباط ومدريد منذ أبريل الماضي، وأن "هذه الصفحة الجديدة ، التي تم افتتاحها بين إسبانيا والمغرب، ستسمح للمقاولات وأرباب العمل في البلدين بالمضي قدما في رغبتهما في زيادة تعزيز علاقات التعاون ومواجهة التحديات المشتركة"، مؤكدا أن دور المجلس الاقتصادي المغربي الإسباني "حاسم" في المساهمة في التقارب بين رجال أعمال البلدين. وفي السياق نفسه أشار الرئيس المشارك للمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، كليمنتي غونزاليس، إلى أنه في ظل وضع يتسم بالتضخم والصراع الروسي الأوكراني، فإن المغرب يعتبر "فرصة حقيقية" للمستثمرين الإسبانيين، نظرا للقرب الجغرافي واستقرار إطاره الماكرو اقتصادي، مضيفا أن زملاءه يدركون أن "هناك العديد من الفرص التي يمكن اغتنامها في المغرب، والذي يعد أيضا بوابة للمقاولات الإسبانية إلى دول أخرى في القارة الإفريقية"، لذلك تم وضع خطة عمل لاستكشاف مجالات جديدة للتعاون وإعطاء دفعة جديدة لمهام المجلس، مشيدا في هذا السياق، بالتطور المتواصل للمبادلات التجارية بين البلدين. ياسين قُطيب