فضحت دورة أكتوبر لجماعة فاس حقيقة التسيير وأقطابه في مجلس راكم الخيبات والطرائف في مدينة محتاجة لإقلاع آمن لقطار التنمية، بدل الانشغال بزوابع حولت قاعة الاجتماع مسرحا يتبادل فيه المنتخبون الأدوار في تشخيص مشاهد مقززة سئم الشارع الفاسي من تكرارها طيلة سنة. وانفلتت سكة النقاش عن مسارها الطبيعي، أول أمس (الثلاثاء). وكادت أن تتحول لما لا تحمد عقباه، ووقعت أحداث غير مسبوقة ومسيئة للمجلس، سيما بعد تعرض العضو، حميد شباط، لتهديد بالسلاح الأبيض وتطور الخلاف بينه والعضو الاتحادي، عبد القادر البوصيري، لعراك بالأيدي. تصريح شباط للصحافة عن وكالة للنقل الحضري نبتت على أنقاضها الشركة الحالية المغضوب عليها، لم ترق زميله الاتحادي فتكلم دون استئذان، لتحتقن الأجواء بينهما أمام أعين الكل. لحظة استغلها عمال موقوفون من الوكالة، وجدوا بالقاعة لمهاجمة عمدة فاس السابق، محملينه ما حصل لهم. لم يقف الأمر عند العتاب والتهديد وتطور لمشادات بين شباط والبوصيري، على نحو ما وقع بين الأول واللبار في البرلمان، قبل إبعاد شباط وعودته للقاعة بعد هدنة قصيرة، ليتناول الكلمة ويؤكد تعرضه إلى تهديد بالسلاح الأبيض من قبل غرباء عن المجلس هددوه في سلامته البدنية. تلك الفوضى غير المسبوقة أعقبت مناقشة ملف شركة "سيتي باص" للنقل الحضري وإثارة مزايدات بعد النبش في ملف غير مدرج في جدول الأعمال، ما استفز الحساسيات السياسية وأظهر الأمر كما لو كان معدا لإثارة زوبعته أمام حضور مطرودين من الوكالة بعد إفلاسها، بطريقة استفزت شباط. ولم يقف التشنج بإقرار الهدنة بين أطرافه، وتوالت كلما تناول عضو الكلمة ونبش في ملف معين، خاصة بعدما أثار حسن بومشيطة عضو العدالة والتنمية، قضية "التريد ديال مولاي إدريس" الذي اقتنته الجماعة لهذا الموسم دون سند، مستغربا الاتصال بأعضاء الفريق للحصول على حقهم منه. وقال إن "المجلس الحالي يريد أن يعيد الأعضاء "عياشة"، منبها للاستهتار بالمصالح الجماعية ومصالح السكان"، متحدثا عن ضعف الرئيس الذي عاتبه وكرر عبارة "تا سير"، مؤكدا أنه شاهد على مرحلة سير فيها العدالة والتنمية المجلس، وكيف ألغيت صفقة "التريد" غير القانونية. عزيز اللبار نائب الرئيس من الأصالة والمعاصرة، بدوره عاتب الرئيس على تقاعسه في الدفاع عن مشاريع في اجتماع سبق الدورة وانعقد بالجهة، مشيرا إلى أن فاس أصبحت تثير الشفقة بسبب الركود الاقتصادي والبطالة، مستحضرا التسيير السيء للجماعة بطريقة لم تخل من عصبية. وبذلك وبغيره مما جرى في الدورة، انكشفت حقيقة أن طريقة تسيير الجماعة والتداول في نقط جدول أعمالها، "مثيرة للشفقة" وتكشف مرارة الصراع السياسي غير الصحي، وعدم تجانس أغلبية من يمسك بزمام التسيير، في انتظار أن "تفعل بركة مولاي إدريس، فعلتها بعد حادث التريد". حميد الأبيض (فاس)